فتح معبر القائم بين دمشق وطهران: نهاية عصر الغرب وعدوانه
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
منذ بدء الأزمنة وتسجيل تاريخ الإنسانية، تمكّن قلب العالم – العربية القديمة – من أن تكون سيدة الأزمنة ومصنع الحضارات وموطن الرسالات السماوية، والجناح الشمالي للعربية القديمة أو ما أطلق عليه تسمية “الهلال الخصيب” أو الشام والرافدين، وصفت بأنّها قلب قلب العالم، “ومن يحكم قبة السماء يتحكم برياح الأرض الأربعة” العبارة التي قالها مرّاتٍ سرجون الأكادي قبل نحو خمسة آلاف سنة.
وبالعودة إلى الحروب والغزوات الفرنجية على تنوّع قواها وتوصيفاتها وفي وقائعها وتواريخها تفيد بأنّ الهدف الدائم لها كان فصل الشام عن الرافدين، ومحاولة فصل الشام عن الحجاز، فالجسد الممتد من غزة إلى الهضبة الإيرانية وهضبة الأناضول يتصل بوادي النيل وبالجناح الجنوبي للعربية بحر العرب وقلعته اليمن…
فكلّ الحروب والغزوات وإلى حدٍّ كبيرٍ التحولات العالمية صُنعت في هذا القلب، وكان السعي لفصل القلب إلى قطعتين واحدة شرقا وواحدة غربا يقطعهما جدار صلب، وبذلك تنتفي الأهمية المطلقة للشام والرافدين، فأمريكا آخر قوى وأدوات الغزو الفرنجي والغربي للعرب والمسلمين صممت تدخلاتها وحروبها وغزوتها لبغداد وكابول ومحاولات الاستيلاء على بيروت بقتل الحريري لإضعاف سوريا وإيران للقبض على الطريق الممتد من موسكو إلى بكين فطهران – بغداد – بيروت – القدس…
خسرت أمريكا الحرب في العراق وكابول وخسرت عبر “إسرائيل” حروب الاحتلال والسيطرة والسطوة في بيروت وغزة ولكنها لم تترك غرب العراق وقررت أن تقيم لنفسها وضعا خاصا وأن تبني دويلة وأطلقت يد النصرة وداعش والكرد وزجّت بكل المرتزقة لقطع هذا الشريان الواصل بين قطعتي القلب…
خاض الجيش العربي السوري وحلفاؤه من جهة والحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني من الثانية أخطر المعارك عندما قرروا كسر الحاجز ومنع أمريكا من بناء دويلة عميلة لهم تصل بين “أنجرليك” والناتو بالقواعد في الأردن امتدادا الى “إسرائيل” وفي السعودية امتدادا الى بحر العرب واليمن…
وبرغم ما تحقق من نصر ولقاء بين الحليفين على ضفتي الحدود، صمّمت أمريكا مشروعات ومؤامرات على ذات الهدف بأن حشدت كل قواها في غرب العراق وشرق سوريا وأمّنت الكرد والعشائر الموالية وزجّت بكلّ ما استطاعت ومن تمويل سعوديّ إماراتيّ، وأخيرا أمّنت “إسرائيل” أو هي قامت باسم “إسرائيل” بضرباتٍ للحشد الشعبي واستهدفت معبراً لقطع شريان الحياة بين دمشق وبغداد وامتداداتها الجغرافية…
وأخيراً وبعد صبر وثبات وقتال ومناورة فتح المعبر، وبفتح المعبر تتقرر نهاية المشروع الغربي وعصر الحروب على قلب العالم، ولهذا باتت “إسرائيل” في ارتباك ورهاب من أن يصبح الردّ على اعتداءاتها على الحشد من العراق، وإن حصل، فكلّ الجغرافيا الممتدة على ملايين الكيلومترات وبمئات ملايين البشر باتت في جبهة القتال لتحرير القدس…
فتح المعبر يعني انتصار الخيار والمحور في آخر وأخطر معارك القرون، ويعني أن لا حصارات على سوريا أو إيران وأنّ سوقا كبيرة قوية قادرة قد تأمّن لها النشوء، وهذه المرة بسيادية واستقلال وحماية وبالقوة العسكرية، ولم يعد للمائتي أمريكي الموجودين في شرق الفرات أيّ أهمية وكذا لقوات “قسد” والعشائر التي قبلت أن تصبح أدوات وأحذية أمريكية ومرتزقة تخون سوريا والعراق.
فتح معبر القائم نهاية عصر الظلم والظلام وبداية عصر المقاومة والتنوير وعودة العرب الى جغرافيتهم وتاريخهم وإعادة تأسيسٍ لإقليم جديد سمته الجغرافية الكبيرة بلا حواجز أو احتلالات أو دول وأدوات عميلة للأمريكي أو الغرب العدواني….