سوريا… المنطقة الآمنة وتصفية البغدادي ونفط الشرق
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
تسارعت أحداث الحرب السورية وتداخلت فيها المسارح والقوى… من تهديدات متبادلة بين ترامب وأردوغان إلى اتفاق وقرار انسحاب أمريكي من شرق الفرات، وتدخّل نوعي لروسيا، وتفاهمات مع “قسد” أفضت الى ترتيبات المنطقة الآمنة برعايةٍ روسيةٍ وبتسيير دورياتٍ مشتركةٍ مع القوات التركية.
وفجأةً يعلن ترامب زعمه قتل البغدادي – شاكراً المشاركة السورية الروسية – التي سرعان ما نفاها الروسي، كاشفا كذبة ترامب بالإعلان أنّه لم يسجّل أيّ عمل عسكري أمريكي في سوريا ولم يحصل أي تعاون، فيعلن ترامب بقاء القوات الامريكية في حقول النفط السورية لحفظها من خطر داعش….
السرّ إذاً يكمن هنا وليس في مكان آخر، فالنفط السوري هدف ترامب وبقاء القوات الامريكية بعد أن سقطت محاولات إقفال الحدود السورية العراقية أو انتزاع أرض سورية لإقامة دولة كردية عميلة للأمريكي.
فهل نفط شرق سوريا ثمينٌ إلى هذه الدرجة؟ وإذا كان هكذا، فما سرّ أنّ حكومات سوريا “الدردرية” كانت تشيع أن لا نفط ولا جدوى من نفط الشرق وقد انخفض الانتاج السوري من ٩٠٠ ألف برميل الى ٢٥٠ ألف برميل عام ٢٠٠٨؟ فهل كان كلامها كاذبا وهدفه إفقار سوريا ومنعها من نفطها لتأزيمها ولتركه لأمريكا؟
وإذا صدقنا ما قالته حكومات “الدردرية” إنّ الحقول في الشرق لم تكن مجدية فتصبح حجة ترامب شكلية لإخفاء أمور أخطر.
ربما يحل السر فيما ينشر من كلام عن وجود مادة الليثيوم في الشمال الشرق السوري، وأنّ كلّ طنٍّ منها يساوي مليون طن نفط، وإنّ الطائرات الامريكية تعمل على مدار الساعة لنقله… هذا كلامٌ غير مؤكدٍ ولم يتحدث عنه الروسي أو السوري أو أية جهة متخصصة.
مهما كانت أسباب انقلاب ترامب مرة ثالثة على قراره الانسحاب من سوريا ثم إعلانه إبقاء وتعزيز القوات الامريكية في آبار النفط، فالساحة والارض والثروات هي سوريةٌ وبقاء الاحتلال الامريكي فيها يعتبر عدوانا سافرا ونهبا للثروات، والمنطقيّ أن يصبح الردّ طرد الاحتلال بكل الوسائل بما في ذلك المقاومة والاعمال المسلحة، وقد مالت الظروف والتوازنات لصالح سوريا وحلفائها ولا سيما وان ترامب وأردوغان تبادلا الخدمات، فترامب ألزم الكرد بالمنطقة الآمنة وأردوغان سلّمه رأس البغدادي، والسوري والروسي وحلفاؤهم سيطروا على شرق الفرات باستثناء حقول النفط بأيسر الطرق وأقل الأكلاف .