السيد نصر الله يضع اصبعه على الجرح… حكومة سيادة وطنية متحرّرة من إملاءات الأمريكي والسفارات
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
جاء في خطابه الثالث على الحراك الشعبي: “الحديث عن الدور الأميركي الذي يمنع اللبنانيين من الخروج من مشاكلهم وأزماتهم سيكون في وقت لاحق”… “لدى اللبنانيين من العقول والتجارب ما يساعدهم على الخروج من هذا المأزق المالي والاقتصادي إذا ما تحرّروا من الإملاءات”، مطالباً “بحكومةٍ سياديّةٍ حقيقية، وأن يكون قرار جميع من في الدولة وطنياً دون الاتصال مع السفارة الأميركية أو غيرها”.
كلمات من ذهب وضعت الاصبع على الجرح بلا مواربةٍ أو تمويه، فالأزمة التي فجرت لبنان وتسوياته وتضعه في قلب الخطر ليست كلها من صنع اللبنانيين وانقساماتهم وسياسات المتحكمين برقابهم، بل في لبنان كفاءات وقدرات وإمكانية للإحاطة بالأزمة واحتوائها لمعالجتها، غير أنّ الأمريكي وإملاءاته ووجود فئات لبنانية تأتمر بأمره يحول دون المعالجات، وللمعالجة الحقيقية وتوفير أسبابها وعناصرها لا بدّ من حكومةٍ سياديةٍ متحرّرة من الضغوط وتتمرد على الاملاءات… وبهذه العبارة الذهبية تكون كلمة السيد كالسيف القاطع وتفصل بأنّ السفارات وأفعالها والأمريكي ودوره إنما تقع في السلطة والدولة ومؤسساتها وكانت في الحكومات غير السيادية التي وصلت بالبلاد إلى الانهيار، وبذلك يحسم السيد النقاش ويجيب على سؤال محير بأن قال أين تقع المؤامرة وعناصرها وتأثيراتها .
وفي كلام مكمل أشعل الضوء في نهاية النفق بقوله؛ “المقاومة قوية وقوية جداً وستدفع رواتبها اذا عجزت الدولة عن دفع رواتب الموظفين” وأنها متفرغة لمهمتها في قتال العدو ولا تنشغل في أي أمر يجري في لبنان أو خارجه، وأشار إلى معطى جديد بأن المقاومة استخدمت سلاحاً جديداً في التعامل مع المسيّرات الإسرائيلية، وهذه إشارة لمن يعنيهم الأمر والذين غدروا بالمقاومة ورموا استقالة الحكومة في وجهها استجابة لضغوط السفارة والأوامر الأمريكية، بأنّنا عارفون بما تخططون ومدركون ماذا تفعلون وقد أنجزنا كل استعداداتنا وسيناريوهات العمل على الجبهتين في الداخل لعزل أدوات السفارات وتشكيل حكومة سيادية – وإن تطاولتم – فالقدس مرمى نظرنا وخفق أفئدتنا …
شكراً يا سيد الكلمة والوعد الصادق بأن وضعت النقاط على الحروف… وعسى أن يستجيب الشارع ويتوحّد لإخراج لبنان من خطر الانهيار واحتمالات الفتنة وقد بدأت تطل براسها في إقفال عشوائي للطرقات وقطع الارزاق وابتزاز الناس باسم الحراك والثورة، على رغم مما جاء في كلام فخامة الرئيس ووزير الخارجية أمام التظاهرة التي قصدت القصر الجمهوري لتعزيز خياراته في الإصلاح والتغيير، في دليل صارخ على أن الهدف الحقيقي هو استهداف العهد بمجمله، وتنفيذ انقلاب كامل على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة واستعادة أزلام السعودية وأمريكا السيطرة على الحكومة القادمة، والدفع بالبلد الى حافة الفوضى والانفجار بعيداً عن كل المطالب المحقة للحراك… ومن هنا لم يعد مقبولا على المؤسسة العسكرية أن تتهاون وألا تتحمل مسؤولياتها بشكل جاد وحازم وأن تمنع انفلات الامور من عقالها وأن تقوم بحماية مصالح البلد والناس، وأهم أولوياتها في الوقت الراهن منع تقطيع أوصال البلد عبر قطع الطرقات وهي الوسيلة الرئيسية للنيل من مصالح المواطنين وكراماتهم ولتمرير الانقلاب.