ترامب كان «أحمق مفيداً» لموسكو وبدء جلسات الاستماع العلنيّة تمهيداً لعزله
دخل الخلاف الحاد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والديمقراطيين أمس، مرحلة جديدة.
وستبدأ، جلسات الاستماع العلنيّة في الكونغرس الأميركيّ، في إطار إجراءات عزل ترامب. وسيدلي كلّ من ويليام تايلور السفير الأميركي الأسبق لدى أوكرانيا والمسؤول في وزارة الخارجية جورج كانت، بشهادتهما، أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب.
من ناحيته، هاجم ترامب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، قائلاً في تغريدة له على تويتر إنّ «السيرك قادم إلى المدينة».
ترامب وصف شيف بـ»الكاذب والفاسد والجبان الذي انصاع للديمقراطيين الغاضبين وأعداء ترامب في الميدان الإعلامي»، مؤكداً أنّ «كل ما سيحصل في الأسبوعين المقبلين هو زائف ومحاكمة وهميّة».
هذا وردّ شيف على ما قاله ترامب، وقال خلال أولى الجلسات العلنية المتعلقة بالتحقيق الخاص بعزل ترامب «نحن نحقق فيما إذا كان ترامب يستغل حليف لنا للتدخل في الانتخابات الأميركية»، معتبراً أن ما قام به ترامب مع أوكرانيا «يقوّض أمننا القومي وانتخاباتنا».
وأضاف أن ترامب طلب من نظيره الأوكراني التحقيق مع جو بايدن لخدمة مصلحته في الانتخابات.
وتابع شيف أن ترامب وجّه وزارة الخارجية بمنع موظفيها من المثول أمام الكونغرس، معتبراً أن هذا الأمر «يمثل فساداً واستغلالاً للسلطة».
وأشار إلى أن مدير موظفي البيت الأبيض قام بتجميد المساعدات المقرّرة لأوكرانيا بأمر من ترامب.
رئيس لجنة الاستخبارات أكد «هذه الإجراءات ستجبرنا على النظر فيما إذا كان ترامب يعرقل الصلاحيات الدستورية للكونغرس»، معتبراً أنها قد تشكل أسباباً إضافية لعزله.
وأكد قائلاً «سنفعل كل ما هو ضروري لحماية هوية المخبرين عن مخالفات ترامب، ولن نسمح بالكشف عنهم».
القائم بالأعمال الأميركي لدى أوكرانيا ويليام تايلو قال من جهته «أخبرني سوندلاند سفيرنا في الاتحاد الأوروبي أن تراب مهتم بالتحقيق في أنشطة بايدن أكثر من أوكرانيا».
أما نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي ديفين نونيز فرأى أن ما يحصل اليوم هو انقلاب على الرئيس ترامب.
وكان شيف قد سبق وأعلن عن أسماء الأشخاص الذين سيتمّ الاستماع إليهم في الكونغرس خلال الأسبوع المقبل، ومنهم ألكسندر فيندمان المسؤول بمجلس الأمن القومي، جينيفر وليامز مساعدة مايك بنس نائب الرئيس، كيرت فولكر المبعوث الأميركي الخاص السابق لأوكرانيا، فيونا هيل المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي وتيم موريسون المسؤول في مجلس الأمن القومي.
يُذكَر أنّ مجلس النواب الأميركي كان قد صوّت مؤخراً بالأغلبية على البدء رسمياً بالإجراءات المتعلقة بعزل ترامب على خلفية مكالمته الهاتفية مع نظيره الأوكراني، والذي طلب خلالها بالتحقيق بشأن أعمال خصمه الديمقراطي في الانتخابات المقبلة جو بايدن وابنه هانتر.
ترامب اعتبر حينها أنّ القرار «أكبر خدعة في التاريخ الأميركي»، فيما اتهم الجمهوريون خصومهم الديمقراطيين بأنهم أقدموا على هذا الإجراء بدوافع سياسية للتأثير على الانتخابات المقبلة.
فيما قال ضابط المخابرات السابق في البحرية الأميركية، مالكولم نانس، إن الرئيس دونالد ترامب كان منذ فترة طويلة «أحمق مفيداً» لموسكو، لكونه يملك مصالح اقتصادية في روسيا.
ووفقاً لمجلة «نيوزويك» الأميركية، فإن نانس أضاف أن ترامب «نجح حتى الآن في التحول من أحمق إلى عميل كامل الأركان لروسيا، دون أن يدرك بنفسه ذلك».
وزعم نانس، أن ترامب «تلقى الكثير من المال من الأوليغارشية الروسية»، خلال تنمية أعماله في موسكو، قائلاً: «حينما قدم ترامب إلى روسيا، وأصبح من الواضح جداً لموسكو أن هذا الرجل يمكن أن يتحول من أحمق مفيد حيث إنه على الرغم من أنه لم يكن شيوعياً، فقد أراد بناء برج في موسكو في عام 1988 إلى عميل يدرك أنه كذلك، أي أنهم استخدموه، لكنه لم يكن يعلم بذلك».
وتابع قائلاً: «بحلول عام 2014، كان بإمكان ترامب أن ينظر إلى العالم «حصرياً من وجهة نظر موسكو»، نظراً لحقيقة أن روسيا سمحت له بتوفير دخول ضخمة من أعماله التجارية».
وتساءل نانس: «هل اتخذ ترامب الخطوة التالية؟ أي أنه أصبح عميلاً لروسيا وعلى علم بذلك؟»، مجيباً بنفسه: «المدعي الخاص في وزارة العدل الأميركية روبرت مولر، الذي تابع الملف الروسي وصل إلى نتيجة بذلك، وأن ترامب يدرك جيداً ما لذي يمكن أن يستفيده من روسيا».