المتربصون بالحراك اللبناني يحرقون الفرص
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
ما أن أُعلِن عن مقابلةٍ لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الجنرال ميشال عون، حتى بدأت آلة الإنقلابيين بالعمل النشط، فوزّعت الدواليب والأحجار والمكعبات الإسمنتية وفصائل الميليشيا التي تحنّ للعودة إلى أيام الحرب وسلطات الأمر الواقع، وبعضها وزّع الأسلحة، وسمّيت فصائل مدربة إعلامياً وعسكرياً للتعامل مع الشارع والقوى الأمنية ووسائل الإعلام.
لم ينهِ الرئيس مقابلته حتى أطلقت صفارة إقفال الطرق والتعدّي على المواطنين والقوى الأمنيّة وتحدّي السلم الأهليّ، وجرت عملية فاضحة في تزوير كلام الرئيس واقتطاعه وترويج الإشاعات والتضليل.
ولأنّ أدوات المؤامرة المتربّصة بالبلاد والعهد والمقاومة تقبع في الدولة ولها عناصر قوة وتمثيل وقواعد عميقة ومتينة ولها في الشارع والفقراء المنتفضين أدوات ووسائل إعلامية وجمعيات وفرق عمل ليست خافية على أحد، فقد نجحت قوى التآمر والعاملة بالإملاءات الأمريكية في الحكومة والمجلس والتسويات الرئاسيّة والتفاهمات بين أركان الطبقة السياسيّة، في فرض أجندتها وخطواتها، فاستقال الحريري استجابةً للضغوط الأمريكية ويصرّ على فرض الإرادة الأمريكية في تشكيل الحكومة ويتسبب بتأخير الاستشارات وبالتفاهم مع أركان الموازنة الأمريكية في الاقتصاد اللبنانيّ الممثلة في جمعية المصارف وحاكم المصرف المركزي وتتجسّد مؤامرتهم في إكمال مشرع الحريري بإقفال المصارف وتعطيش السوق للمال وخلق اختناقاتٍ تموينيةٍ لدفع الجمهور العريض إلى الشارع ومحاولة تحميل العهد ورئيسه والمقاومة مسؤولية الانهيار .
يساند الحريري وشروطه والمصارف والحاكم في قطع الطرقات مليشيا أحزاب السلطة، وتلعب القوات اللبنانية والحزب التقدمي والكتائب ومجاميع الاخوان المسلمين دورا محوريا في قطع الطرقات والتعدي على الناس والقوى الأمنية، وزادت من غلوائها في محاولات إقامة جدر إسمنتية لعزل المناطق عن بعضها كما نشرت كاميرات الإعلام محاولات القوات إقفال نفق نهر الكلب لتحقيق حلم جعجع بجمهورية مسيحية بين “الكلب” و”المدفون” وكذا حاولت ميليشيات التقدمي والاخوان المسلمين في خلدة والناعمة ….
أيام الحراك الـ٢٨ بدأت تنجلي عن فرزٍ واضحٍ بين المطالب المحقّة والعادلة وتحركات وحراك الشعب الفقير غير المسيّس وغير المنخرط بالمؤامرة الأمريكية وغير المنسجم مع مشاريع الميليشيات والفاسدين، وبين المؤامرة وأدواتها ومخططاتها، وأصبح بمقدور العهد والمقاومة بناء سياساتهم وخطواتهم بصورة أدقّ وأكثر فاعلية… فالفرز يعطي العهد والمقاومة فرصة إخراج البلاد من المخاطر بمبادرةٍ واعيةٍ وبمشروع حكمٍ متكاملٍ بدءاً بعدم تسمية الحريري الذي يشكل رأس حربة في المشروع الأمريكي، ومن ثم تبنّي إجراءات وخطوات ومشاريع تلبي حاجات الشارع وتعزل قوى وأدوات المؤامرة، بعيداً عن القوى والأحزاب والزعماء المتآمرين والذين يعملون بإملاءات أمريكية… بالاضافة الى تبني خارطة الطريق التي أعلنها سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، ونتمنى ألا يتأخر العهد والمقاومة في بذل الجهد منعا لوقوع لبنان في مهب الريح.