فرع التجمع في الأردن يقيم ندوة بعنوان “دور سورية المقاوم بعد عام ١٩٧٠ وفي الحرب خلف الاسوار”
أقام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة “فرع الاردن” بالاشتراك مع المنتدى العربي وفي مقره يوم الاحد الموافق ١٠ تشرين ثاني ٢٠١٩ ورشة بعنوان: “دور سورية المقاوم بعد عام ١٩٧٠ وفي الحرب خلف الاسوار”.
استهل اللقاء بالاستماع لنشيد “موطني”، وبالوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكباراً لأرواح الشهداء.
وقد أكد المتحدثون أن سورية بعد عام 1970 اسست لمحور مقاوم وثقافة مقاومة أسست لهما استراتيجيا على كل الصعد ما أتاح لها الصمود في وجه أعتى حرب…
بدوره، أكد الوزير الأردني الأسبق د. طالب الرفاعي في ورقته أن سورية لم تبخل أبداً على المقاومة بالدعم ودعمت الوجود الفلسطيني على الأرض ، واضاف ان المقاومة ودعمها ودعم صمود الأهل في الداخل ضرورة.
من جهته، أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي (في الأردن) فؤاد دبور، في ورقته بعنوان (سورية بعد الحركة التصحيحية) أن الحركة بقيادة الرفيق المناضل حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية انتهجت استراتيجية شاملة على كل الصعد اقتصادياً وسياسياً وديبلوماسيا وعسكرياً حيث بنى الجيش العقائدي واضعاً مصالح الأمة العليا في المقدمة، محققا بذلك الاستقرار متعدد الأوجه الذي كانت تفتقر إليه سورية، كما حققت سورية كفاية اقتصادية وإنتاجية بعيداً عن مؤسسات رأس المال العالمية، فحصدت استقلالية القرار السياسي، وصولاً الى تحقيق القدرة على الصمود في وجه استهدافها، ومن هنا كان صمود سورية في وجه الحرب الدولية العاتية عليها على مدى قرابة 9 سنوات، ومن هنا كان دعمها للمقاومة في غير ساحة.
وأكد العميد الركن المتقاعد ناجي الزعبي في ورقته التي كانت بعنوان (التسلح السوري .. والدفاع خلف الأسوار) أن سورية وضعت خطة دفاع سورية وبنت مشروعاً مقاوماً بحيث أن العدو الصهيوني لم يعد قادرا على إدارة حرب عسكرية، ومن هنا (وفي جملة أسباب عديدة) حرصت قوى إقليمية ودولية على إدخال سورية في أزمة ومشاغلتها بحيث لا تقدر على دعم المقاومات الفلسطينية واللبنانية والعراقية.. لكن سورية التي بنت تحالفاً استراتيجيا مع المقاومة بقيت وإيران الدولتين الوحيدتين الداعمتين للمقاومة.
وقدم القائم بالأعمال العربي السوري د. شفيق ديوب مداخلة جاء فيها أن سورية وضعت استراتيجية شاملة وطنية مرنة، وقامت بدعم حركات التحرر الوطني حيثما وجدت، متبنية القضايا العربية والدفاع عن فلسطين، وصاغت تحالفاتها العسكرية والعملية في ضوء هذه الاستراتيجية وثوابتها، وكان في جملة تلك المراحل التضامن العربي وجبهة الصمود والتصدي، متبنية المقاومة بمختلف أشكالها؛ مؤسسة محور المقاومة ومتبنية ثقافتها .
وأوضح د. ديوب ان عدوان 2011 كبير وخطير وغير مسبوق من حيث الأطراف المشاركة والأموال المبذولة واستخدام الديبلوماسية والإعلام الخ، وقد جاء فشل الضغوط والمؤامرات على سورية، حيث نقل أعداء سورية الحرب من خلف الأسوار إلى داخلها، مشددا على أن هذه الحرب حرب وطنية عظمى، كرست صلابة المقاومة وحسن اختيارها لحلفائها.
وأكد ديوب أن النصر أقرب من أي وقت مضى، وسيكون لانتصار سورية تداعيات هامة على المستويين الإقليمي والعالمي، وتعزيز المقاومة وثقافتها.
وقال إن المقاومة وسيلة وليست غاية، عندما يكون هناك خلل في ميزان القوى، وقد نحت سورية نحو المقاومة منذ السبعينات وطورت أساليبها وبنت تحالفات بين أطرافها فكان محور المقاومة.
وختم د. ديوب مداخلته بالتأكيد على أنه رغم قساوة المشهد فقد تمكنا من منع العدو من تحقيق أهدافه، وأن جذوة النضال مستمرة ويجب نقلها من جيل إلى جيل، فمسؤولية تأصيل ثقافة المقاومة قائمة ومستمرة لإعداد جيل مقاوم خلف جيل، وسورية بحق قلب العروبة النابض حريصة على محبيها وأصدقائها.
كما قدم المحامي فايز الشخاترة رئيس المنتدى العربي مداخلة ناقدة للوضع العربي القومي بخاصة، أكد فيها على أهمية وحدة الهدف للقوى القومية المناضلة بمواجهة القوى الدولية والإقليمية والرجعية المعادية للأمة، ودعا لوحدة دول الطوق، وأنه دون الوحدة لا يمكن إلحاق الهزيمة بالصهاينة ومن خلفهم، منتقدا مشروع الدولتين والدولة الواحدة باعتبارهما مشروعين مشبوهين يستهدفان القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني كاملة بدولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني من النهر الى البحر، وركز على دور سورية المحوري بمواجهة أعداء الأمة.
كما قدم عضو الهيئة الإدارية للمنتدى العربي محمود الحارس، مداخلة انتقد فيها مشروع الدولتين والدولة الواحدة معاً، باعتبارهما مشروعين تفريطيين للقضية الفلسطينية .
فيما أبدى زيان زوانة في مداخلته، زيان زوانه المختص بالاقتصاد السياسي؛ أمين سر الهيئة الإدارية للمنتدى العربي أن من عوامل منعة الأمم، وجود قيادة وطنية واعية مخلصة وبنائها جيش وقوى أمنية عقائدية مهنية، كما وبنائها تنمية شاملة تتوزع عوائدها على مواطنيها.
ورأى زوانة أن هذا مكن سورية من الصمود في حربها ضد شذاذ آفاق العالم، بعد أن فشلت محاولات إخضاعها وتحجيمها وترويعها وتطويعها واحتوائها، منبها إلى أن حروب العصر تتركز على خلخلة الاستقرار والاقتصاد والعملات وفرض الحصار والحروب الالكترونية، ما يؤكد ضرورة استعدادنا وإعداد شعبنا لها.
حمى الله سورية وحمى الأردن والأمة العربية….
(نظم الورشة وقدم المتحدثين وأدار الحوار الزميل محمد شريف جيوسي)