قمة كوالالمبور… تصفية إرث السعودية في العالم الإسلامي
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
تعقد قمة كوالالمبور بدعوة من الرئيس الماليزي مهاتير محمد بما له من إرث أخلاقي وطني سيادي ومن إنجازات تحوّلت عبرها ماليزيا الى نمرٍ اقتصاديٍّ متمرّدٍ على إملاءات واشنطن وإجماعها وصندوقها للنقد واشتراطاته. وقد شكّلت عودته الى الحياة السياسية بعمر ٩٥ سنة ظاهرة نادرة بل أولى في تجارب البشر ليحرّرها مرةً ثانيةً من إثم التبعية للوهابية السعودية، ويستعيد عشرات مليارات الدولارات من خزائن وبيوت وحسابات مسؤولين تسلقوا سدّتها وتحولوا الى أدوات تنفيذية تابعة للوهابية السعودية والأجهزة “الإسرائيلية” والإملاءات الأمريكية، جرى كل ذلك بعد أن قرّر هو وندم على قراره بالتقاعد وترك العمل السياسي…
ماليزيا مهاتير محمد بعمر الخامسة والتسعين لا تكفّ عن الإبهار والسعي للريادة والقيادة وتسجيل نموذجٍ نوعيٍّ بين استهدافاته تسليط الأضواء على بؤس وتخلّف النظم العربية والإسلامية التي باعت نفسها للشيطان الأمريكي وانخرطت في عملية تدمير وتبديد ثروات وحقوق شعوبها لصالح تخديم مشروعات أمريكا و”إسرائيل” ولوبيّات المال والسلاح الليبرالية …
ولأنّ ماليزيا نمرٌ ومهاتير محمد نموذج الاستقلال والسيادة المشهود له ولتجاربه، فقد طرد “الإسرائيلي” من بلده وقام بتصفية الوجود والنفوذ الوهابيّ وأدواته باعتبارها توأم الصهيونية وأخطر منها على الإسلام وأخلاقياته.
وفي محاولاتٍ لتشكيل قوّةٍ إسلاميّةٍ إقليميّةٍ وازنةٍ وارثةٍ لما كان، ومؤسّسةٍ في إقليميات ونظامٍ عالميٍّ جديدٍ يسعى إلى قمة دولٍ إسلاميّةٍ من خارج النفوذ السعودي التقليدي في منظمة المؤتمر الإسلامي، وأتمّ التحضير والدعوة لقمة كوالالمبور بمشاركة ستةٍ من زعماء أكبر الدول الإسلامية غير العربية بمساحة اثني عشر مليون كم وعدد سكانٍ يجاوز الستمائة مليونٍ من المسلمين، بحيث أنّ منهم قادة إندونيسيا وباكستان وإيران وتركيا وماليزيا، بمشاركة أربعمائة وخمسين من رواد الفكر والنخب وممثلي التجمعات الثقافية، وبرغم الضغوط والتهديدات والابتزاز التي مارستها السعودية في وجه باكستان التي استجابت وتمنّعت عن الحضور برغم أنّها مؤسِّسةٌ في الدعوة، إلّا أنّ القمة ستنعقد وتطلق مشروعا إقليميا عالميا إسلاميا من خارج المشروع الوهابي السعودي بل على تنافر معه.
هكذا يكون القادة والدول الناهضة يسعون دائما الى المستقبل بدأبٍ ومثابرةٍ، ولا تكسرهم أو تعيقهم محاولات القديم المتداعية.
السعودية ووهابيّتها في سيادة العرب والمسلمين الى انحسارٍ وتراجعٍ متسارع… فقد ولّى زمن ملوك وأمراء النفط والغاز والرمال .