القبضة الروسية تبلغ بحر العرب وشمال أفريقيا
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
إنها سوريا، منصّة تصعيد الامبراطوريات وبيئة دفن العدوانية منها، وهذا واقع ما قرّرته من تحوّل روسيا إلى قوّة قطبية حاكمة من منصّتها وفي سنةٍ واحدةٍ وتزيد، وهكذا تتحوّل روسيا الى الفاعل الأهمّ في كل العالم وفي الوطن العربي والعالم الإسلامي، وتسرّع من انحسار الغرب الامبريالي…
ففي بحر العرب مناوراتٌ عسكريةٌ ثلاثية الأبعاد (روسية – صينية – إيرانية) يعقبها ردٌّ روسيٌّ ناريٌّ على تحرّش البحرية الامريكية بقطع الاسطول الروسيّ… وفي تزامنٍ، زار بوتين دمشق واتفق مع قائد الشرق الرئيس الأسد على تسريع إنهاء الاحتلال التركي لإدلب والارياف، فانتقل بوتين الى تركيا لإبلاغ أردوغانها بما تقرر في شام العرب ووضعه أمام مسؤولياته والتزاماته في أستانا، فقد انتهى وقت التسامح والمناورات واللعب على الحبال.
أردوغان المأزوم والمتورط بتهديدات الحرب وغزو ليبيا لم يجد أمامه من فرصٍ ولا في يده من بذل إلّا أن يستجدي بوتين وأن يفاوضه بمحاولات إنقاذه من ورطة ليبيا بالسعي لفرض هدنة ووقف النار بين الجيش الوطني الليبي وحكومة السراج الاخوانية الأردوغانية، ولأن روسيا تدير تفاوضاً وهدناً وتلعب من سوريا وبالتفاهم معها في مسرح واسع، فقد قبل بوتين المقايضة مع أردوغان الذي التزم بنقل المسلحين الى ليبيا للتخلص منهم وتوفير الفرصة لإعادة ادلب وعفرين والارياف للسيادة السورية، والمقابل فقط تفويض بوتين برعاية تفاوض بين السراج وحفتر لوقف النار والبحث عن تسويات في ليبيا، وهذه تعني أنّ روسيا وليس أوروبا أو أمريكا أو الاخرين الذين يتمكنون من ادارة الازمات وتوليد الحلول.
هنيئا لسوريا مهنة تصنيع الامبراطوريات، وليبيا على طريق سوريا ستدفن الاخوان وأوهام أردوغان العثمانية، وتزيدان في صعود روسيا وتغيير العالم وبنيته ونظامه.