الانسحاب الأمريكي من أفغانستان هل يكون بدايةً لانهيار النفوذ الأمريكي العالمي؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
وقّعت أمريكا تفاهماتٍ مع طالبان بموجبها تنسحب القوات الامريكية خلال 14 شهرا من أفغانستان. ولتأكيد أنّ ترامب جادّ بالانسحاب ولن يغيّر موقفه تحت ضغط لوبيات البنتاغون والدولة العميقة، أجرى اتصالا هاتفيا مع قادة طالبان، وأعلن أن على الحكومة الافغانية الموافقة وإلّا ترك الحبل لطالبان للسيطرة الكلية على أفغانستان… وقد بدأت القوات الامريكية اليوم الانسحاب لتأكيد الجدية والعملية وإشهار أنّ ترامب وضع خططه موضع التنفيذ ولم يعد يأبه لأحد، فقد أمّن ولايته الثانية وأصبح في وضع الحاكم الفعلي ولم يعد يرتهب لحملات العزل او التضييق او الحرب الاعلامية عليه.
قرأ الخبراء الشروع في الانسحاب من افغانستان على انه قرار استراتيجي وضع عبره ترامب شعاراته الانتخابية موضع التنفيذ بعد أن أمسك بناصية القرار دون منازع، وللتفرغ للحملة الانتخابية الرئاسية شبه المضمونة له.
على هامش خبر بدء القوات الامريكية بتنفيذ الاتفاق مع طالبان، تسرب ان ترامب يفكر جديا في سحب القوات الامريكية من الكثير من الدول إن استمر تطور فيروس كورونا بذريعة استخدام الجيش في فرض العزل ومواجهة موجات الاعتراض واحتمالات التوترات في المجتمع الأمريكي، ففيروس كورونا يفتك بالولايات المتحدة ويمنع على أحد التعاطي مع الامر او تسريب المعلومات واشهارها، وقد اعدت الادارة الامريكية قيادة موحدة للمواجهة وسلّمتها لنائب الرئيس وحصرت الامور بيده وفريقه.
إلا أن خطر انتشار فيروس كورونا من الممكن أن يتحول الى خطر فتاك في امريكا على عكس ايران والصين التي بات فيها الفيروس تحت السيطرة عمليا، ففي امريكا لا خدمات صحية لقطاع دولة يهتم بالمواطنين، بل شركات طبية خاصة تبتغي الربح في زمن لم يعد لها إلّا المتاجرة بحياة البشر عموما والأمريكيين خاصة، وقد جاءها كورونا على طبق من ذهب، فكل القطاعات الاقتصادية الامريكية تنهار، وتخسر البورصات أرقاماً فلكية من أموالها الورقية، ما اضطر بورصة نيويورك لوقف التداول للسيطرة على الانهيار، بينما قطاعات التجزئة والسياحة والطيران تترنح وقد تعلن حالة افلاس حادة بين لحظة واخرى، وقطاع النفط الصخري بات تحت ضربات الكرملين واغراق السوق بالنفط…
لم يعد امام أمريكا إلّا العودة الى جزيرتها قبل ان تفتك بها الشعوب لتثأر لمآثرها اللعينة على مدى قرن ابتلت فيه البشرية بكل شرور الارهاب والعنجهية وبنظام اقتصادي ليبرالي متوحش واهمٍ لم يصمد امام موجة فيروس كورونا الذي ربما يكون قد أطلق ليكون ضد شعوب ودول معادية لأمريكا وإذ به يرتدّ عليها وعلى نظامها الاقتصادي ويضعها قاب قوسين من انهيارات قد تكون معها أزمة الـ1929 مجرد بروفا ولعبة اطفال على ما يجزم به الخبراء…
الانسحاب من أفغانستان هو المقدمة المباشرة للانسحاب من بلاد العرب وكلاهما سيؤدي بأمريكا الى ما صنعه انسحاب الاتحاد السوفياتي من أفغانستان نفسها، فهنا بين أفغانستان واليمن سيكون مقتل الامبراطورية الغازية العدوانية الأمريكية.