مقالات مختارة

ثورة 14 تموز التحررية حسين الربيعي


نخبة المقالات

ثورة 14 تموز التحررية
حسين الربيعي
13 تموز 2020

اهداء الى
الى الوطنيين الذين لا زالوا وطنيين .
الى الثوار الذين لا زالوا ثوارا .
لكل الاحرار الذين لا زالوا احرارا .
كل عام وانتم بخير في
هذه المناسبة الجليلة .
——————–

تمر علينا ذكرى ثورة 14 تموز 1958 ونحن بأمس الحاجة الى استلهام دروسها .. فما احوجنا اليها ونحن في زمن اسوء من الزمن الذي تفجرت به الثورة .. ما احوجنا اليها كي تكون مظلتنا التي يتجمع تحتها ابناء الوطن والامة ليسترجعوا حريتهم ووحدتهم ، واستقلالية قرارهم .

تمر ذكرى ثورة تموز 1958، وقد انسلخ الكثير عن ثوابتها الوطنية والعربية والتحررية ، اغرتهم المناصب ، وحرفهم المال السحت ، بدعاوي مختلفة ، عاد كثير في زمن الاحتلال والطائفية والمحاصصات والفساد ، ليلحقوا بركب العار والعمالة ، يتغنون بنوري السعيد وصالح جبر والاسرة الملكية الفاسدة ، ويتطاولون على الثورة .

كل هذا متوقعا ، حينما يتحول يساريون من دعاة “البروليناريا” الى اصدقاء لبرايمر ، يعملون تحت امرته “الامبريالية” ويكونوا جزءا من حكوماته وجمعيته اللاوطنية . كما كان متوقعا ، حينما يحضر “وطنيون” و”قوميون” و”إسلاميون” مؤتمرات تديرها المخابرات الامريكية والبريطانية والصهيونية ، ليكونوا حصان طروادة لغزو واحتلال بلادهم .

ولكن رغم كل الانحرافات والاصوات النكرة .. تبقى الثورة ، ثورة ، باهدافها وانجازاتها العظيمة “الانسحاب من حلف بغداد ، واعلان الجمهورية ، وقانون رقم 80 لاسترداد الثروة النفطية، وقانون الاصلاح الزراعي ، وتحقيق العديد من الانجازات والمكاسب للطبقات الشعبية الكادحة والفقيرة” .

وتبقى الثورة ، ثورة ، وهي الثورة الرديفة لثورة 23 يوليو المجيدة .. تبقى الثورة ، ثورة ، رغم الانحرافات والصراعات والعثرات التي واجهت مسيرتها .

ولكن اشد ما يحزنني ، في هذه الذكرى ال 62 للثورة ، هو تصاعد كفة الثورة المضادة ، على المستويين الرسمي المحتكر من قبل عملاء امريكا ، وفي تنامي مجاميع شاذة ومنحرفة ، تستولي على الشارع العراقي وتضلل وتخدع الطبقة الأكثر حاجة للثورة ، والأكثر حاجة للعدل الاجتماعي ؟؟!!

ما يحزنني ، تدني مستوى القوى الوطنية صاحبة الثورة والمؤمنة بها ، ما يطرح العديد من الأسئلة .. فهل تخلت تلك الفعاليات والشخصيات الوطنية عن ادوارهم وواجباتهم ، ورضخوا للاحباطات التي تواجههم مقابل امتداد الثورة المضادة ، ورفعوا الراية البيضاء ؟ ام انه قلة الحيلة امام تغول الاتجاه الاخر ؟

لن يكون مقنعا التبرير بقلة الحيلة، سيما مع وجود خندق مقاوم واضح في مواجهة الثورة المضادة ، فان الحياد في الخيار بين خندق المقاومة التي تسلك وتؤمن بنفس اهداف ثورة تموز في الحرية وتحرير العراق من القوات الاجنبية ، والتخلص من قيود الاتفاقيات التي سلبت سيادة العراق ووحدته ، وبين خندق العمالة والاذعان لدول الاستعمار الجديد والهيمنة الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة ، فان مثل هذا الحياد ، لم يكن الا خيانة وطنية كبرى .

وفاءا لثورة 14 تموز العظيمة ، ولما يعانيه وطننا وشعبنا وامتنا ، ادعو مخلصا ، كل الاخوة الذين لازالوا مخلصين للثورة وللشعب والامة ، الى مراجعة حقيقية تعيد الاصطفاف الوطني في وجه الثورة المضادة ، وداعميها الخارجيين ، والابتعاد عن الشخصنة ومصلحة الذاتية .

لذكرى ثورة تموز 1958 وثوارها المجد والخلود .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى