من ثورة 23 يوليو الى ميسلون واستشهاد يوسف العظمة
-✒️ هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
من ثورة 23 يوليو الى ميسلون واستشهاد يوسف العظمة شواهد شاهقة في تاكيد الحقوق وحتمية النصر…
احداث متقاربة في توقيتها، قررت ومازالت الكثير من الحقائق والدروس التاريخية الثمينة وحفرت عميقا في الوجدان حتى اصبحت من ثوابت الازمنة وحقائق التاريخ البشري…
23 يوليو 1952الضباط الاحرار يتحولون بمصر من مفعول بها الى فاعل عربي افريقي اقليمي وعالمي وكانت حرب السويس 56 اخر المسامير في نعش الاستعمار الاوروبي فاغربت الشمس عن بريطانيا العظمى وفرنسا الاستعمارية.
24 يوليو 1920 خرج يوسف العظمة وزير دفاع الحكومة العربية الاولى برفقة مئات من المتطوعين غير المدربين وليس لهم اسلحة متطورة او تجاري سلاح قوات غورو التي تقدمت باتجاه دمشق لفرض الانتداب. فخروجه بصفته وزيرا للدفاع ومن المع ضباط الجيش العثماني واكثرهم خبرة ومعرفة بالقتال وسبق ان كلف بقيادة فرق والوية وقاد جبهات في حروب السلطنة وفي الحرب العالمية الاولى واثبت جدارة في العلوم والخبرة والتجربة العسكرية مشهود له فيها وقد تسلم الكثير من المراكز العسكرية الحساسة، وبين المؤشرات ذات القيمة التاريخية انه سليل عائلة عسكرية ومن كبار رجال الدولة والثورة العربية ومن الطبقات الميسورة والقادرة، ومن الفاعليات الاجتماعية والسياسية السورية والعربية وابعد من ذلك.
رفض يوسف العظمة انذار غورو، ورفض حل الحكومة العربية، ورفض تسريح الجيش والقرارات التي كان قد اتخذها الامير فيصل ورفاقه ممن قرروا احناء الضهر وقبول الاستسلام والتسليم وخرج على رأس ثلة من المتطوعين وهو العسكري المحترف يعرف بان توازن القوى في المعركة محسوما مسبقا لصالح غورو وجيشه المدجج بالمدافع وتحمي تقدمه الطائرات التي لم يكن جيش العظمة يملك اية وسيلة لمقارعتها او لمواجهة مدفعية غورو وخيالته وبنادقهم الالية، ما يعني ان العظمة كان قد اتخذ بقرارة نفسه وبوعيه الكامل والمسبق القتال حتى الاستشهاد بقصد قاصد ان يقول بدمه وبدماء رفاقه هذه سورية لم ولن ترفع راية بيضاء قط ولن تحني قامتها امام اي غازي او محتل وكل الارواح والافئدة ترخص امام كرامتها وقميتها ومثلها العليا في التضحية والمقاومة الى حد الاستشهاد الواعي والعارف طريقه الى الخلد.
قرار يوسف العظمة واستشهاده مع رفاقه الخالدين بالموازين والمعاني العسكرية لم يك قرار حكيما عند اللذين دأبوا على الدعوة للحفاظ على النفس والذات والكادر من تلك التخرصات التي طافت حينها ومازالت تطوف في اوساط النخب والمثقفين وابناء الميسورين، والمهزومين في عقولهم واراداتهم، لكنه كان قرارا تاريخيا اسطوريا حفر عميقا في وجدان العرب وفي وجدان السوريين واصبح حجه على كل من يفكر او يحاول اخضاع سورية بالاستسلام وبرفع راية بيضاء، فشبت على طريقه وروحه ومثاله وتشبعته العقلية السورية، وهمين نموذجه الى الدرجة التي بات فيها الجيش العربي السوري اسطوريا بكل ما للكلمة من معنى وتميز بان يقدم افضل وارقى واعلم ضباطه وقادته في الميادين بلا حساب وبدون تردد، وتثبيتا لما كرسته معركة ميسلون وشهادة العظمة ورفاقه قدمت سورية في الحرب العالمية العظمى التي اتقنتها واتقنت فنونها وتشكيلاتها وسجلت نصرا يثأر للعظمة ورفاقه ولقوافل الشهداء والقادة فقدمت اثنين من وزراء دفاعها شهداء ومن قادة اركانها، ونواب وزير الدفاع، واكثر من عشرة ضباط كبار من رتبة عماد ومن قائد سلاح او فرقة او جبهة او لواء وجبهة…
هكذا ارتسم خط التضحية والابداع وايقاض الوجدان والقيم العربية النضاليه والاستشهادية من ميسلون الى منشية البكري في القاهرة واليوم يستحضر العرب هذه الوقعات وهؤلاء القادة الخالدون بفعل المقاومة وما تحققه من عزة وكرامة وانتصارات وما تشقه من سبيل الى مستقبل حر سيد للامة وسيكون لها تحرير القدس قريبا لتعود راية صلاح الدين وحافظ الاسد وسلطان باشا الاطرش وهناون وصالح العلي، وجمال عبد الناصر وتستمر ذكرى ميسلون واستشهاد يوسف العظمة لتنزاح الغمامات السود من سماء العروبة العصرية وينكفئ اخر جيوش ونظم وكيانات الاستعمار وادواته عن عالمنا…
يوسف العظمة لم يمت ولن تموت سيرة الابطال القادة وقد سطروها بالارواح والدماء، ومهروها بالشهادة الواعية والمدركة لاهدافها .