ذكرى الوحدة المصرية السورية ورحيل النقاش الذي ظلت بوصلته القدس
-✒️ هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
ذكرى الوحدة المصرية السورية ورحيل النقاش الذي ظلت بوصلته القدس…
قد لاتبدو مصادفة بحته أن المقاوم الأممي الذي أمضى حياته مجاهدا في ساحات النضال على تنوعها وبإختلاف ساحاتها سلم الروح باسما وقد يمم شطر وجهه للقدس مفعما بالإيمان الواعي وصدق التقديرات بان زمن القدس الموعود قد أزف وبأن تحرير القدس وعودة فلسطين عربية حرة قاطرة في أمتها لإتمام وحدتها وامتلاكها لدولتها الوطنية قد توفرت كل شروطها ونضجت ظروفها بالتمام والكمال ولا ينقص القفزة النوعية وصناعة زمن المقاومة ومحورها والشروع في تصفية دولة الإغتصاب، الأسر المتآمرة والخائنة بتحرير فلسطين من بحرها الى نهرها بات واقعا راهنا وبها تعبر الأمة من حقبة التسويات والتفريط والخيانة والتطبيع الى إمتلاك المستقبل والعودة الى التاريخ والجغرافية كأمة متوثبة عبقرية لم تكف ساعة من نهار عن فعل الصمود والمقاومة وتقديم التضحيات ولم ترفع راية بيضاء او تنتكس رايتها برغم كل ما أصابها من أمراض وتفكك وترهل وانقسامات وبرغم حالة التفكك والتذرر والإحتراب والتدمير التي مازالت تعيشها.
المجاهد الذي شهد كشريك فاعل ومن موقع التأثير على حقبة طويلة من كفاح الأمة العربية والإسلامية بالإنتصارات والإنكسارات والهزائم والإحتلالات لم تفت من عضده ولا تسللت الى روحه حالة إحباط او يأس او تردد فأستمر ممشوق القامة يحمل القضية والأمل جازما بالنصر القريب يبشر في كل ساحة وميدان فالخندق والبندقية كالقلم والكلمة والشاشة وأثير الإذاعات ميادين حرب إتقنها وبذل لتطوير أداء المحور ومع ثلة من القابضين على الجمر تشكلوا جبهة متراصة سدوا الثغرات وطوعوا المستحيلات وعوضوا نقص الإمكانات و عن التخلف والإنشغالات وضعف الأداء في ساحات الحرب الإعلامية لكسب القلوب والعقول والراي العام.
أنيس بغيابه المبكر وفي ذكرى اولى تجارب الأمه للوحدة بين إقليميها لإستعادة مجدها وتكريس حقها بالسيادة والثروات وإشتقاق المستقبل للأجيال سلط الضوء على أن الأمم والشعوب التي أنتجت القائد الخالد جمال عبد الناصر بجرأته وإيمانه بأمته وبقيادته حقبة القومية والإجتماعية وصارع الكبار وأثبت بتجربته الخلاقة أن للعرب مكانة في قيادة العالم والأمم كاد يوازن القطبين ويزيد ولو تسنى للوحدة أن تستمر ويتعاظم شأنها لكانت جعلت من الإقليم والعالم مختلفا ولما سادت حقبة التفرد والتوحش الأمريكية العدوانية التي إبتلت الأمم والشعوب والإقليم بأخطر الحروب والإفساد والتدمير والتي لولا سورية وأسدها الخالد وأسدها القائد وجيشها العظيم وشعبها الأبدي التي ظلت أمينة على وعدها والتزاماتها القومية وتمسكت بعلم الوحدة ليبقى عاليا شامخا وإستمرت تبذل وتقدم لإستعادة الوحدة السورية المصرية وحدة متقنة قوية صلبة ترتكز الى عامودين ثابتين لم تعد تقوى الرياح والمؤامرات على هزها او النيل منها…
زمن المقاومة وتعظيم ومراكمة الإنتصارات وتوفر كل العناصر والبيئات لإستعادة المشروع القومي العربي وعصرنته وفرضه كحقيقة يجب أن تعاش وعلى قواعدها يعاد هيكلة العرب والإقليم والعالم كنتيجة منطقية واقعية لما قدمته امة الصمود والمقاومة وصناعة الإنتصارات ….
في ذكرى الوحدة نفتقد لمناضل مقاوم آمن بأمته كافح ولم يتردد ومثلت تجربته وفكره منارة وبذل المحاولات وسطر العناوين والشعارات وكتب في أهمية أن تنجز أمم الإقليم الحرة تشبيكا مصلحيا ونضاليا لتصفية القوى والأدوات الإستعمارية وتأمين تكاملها لإستعادة أمجادها.
ذكرى الوحدة ورحيل الأنيس تجعلنا نزداد إيمان وتتعمق قناعتنا بأن المقاومة والتحرير طريقنا للتوحيد والنهوض وقد أصبح تحرير القدس في مطال يد مقاومتنا وقرارها السديد ويوم نصلي في القيامة والأقصى سنفتقد للقادة والمناضلين الذين خطفهم القدر قبل الاوان، ولكنهم حتما سيكونوا معنا…