Featuredالتحليل اليومي

بريطانيا من سايكس بيكو ووعد بلفور إلى تصنيف حزب الله إرهابيّاً

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

يمكن الجزم أنّ مجموع ابتلاءات العرب والمسلمين، وربما العالم وشعوبه التي ما زالت متخلّفةً ومنقسمةً على نفسها، كانت ولم تزل من فعل بريطانيا وثقافاتها وجيوشها وأجهزتها الأمنيّة منذ لعبت دوراً في استعمار العالم الجديد وأسهمت في إنشاء أمريكا وقامت بتدريب الغزاة شذّاذ الآفاق الهاربين من أوروبا للاستيطان، فكلّ ما وصلته أمريكا تأسّس على يد البريطانيين كدولة إرهابٍ متوحشٍ، وما زالت على طبائعها…

وصولاً الى ابتلاء العالم بالحروب والتسلّط وابتداع وسائط ووسائل القهر المختلفة والمتطورة، بما في ذلك تقسيم العرب إلى قطرياتٍ ودولٍ وظيفيةٍ من مؤتمر كامبل مرورا باتفاق سايكس – بيكو، ووعد بلفور لإعطاء الصهاينة وطناً في فلسطين وزرعهم كغدّةٍ سرطانيّةٍ وخنجرٍ مسمومٍ في المنطقة، وعزّزت في التعاقدات بين البريطانيين والأسرتين السعودية والوهابية كملتزمين حماية نواطير آبار النفط، وتبديد الثروات لتأمين مصالح الاستعمار الغربي، إلى التآمر على الهند بتقسيمها وإشغالها مع باكستان بالحروب… فحيثما كان استعمارٌ وأفعال إبادةٍ وتآمرٍ ستجد أصابع الانكليز ومؤامراتهم وخناجرهم.

بريطانيا التي قيل فيها أنّها امبراطوريةٌ لا تغيب عنها الشمس، ابتدعت ما يسمى بالاستيطان والمستوطنات، وهي  من كان خلف نموذج الإقطاعات وإعطاء قادتها الدول والقارات لاستعمارها ونهبها، وتعلّمت منها الدول الاستعمارية الاخرى، وما زالت بريطانيا بثقافتها وأنماطها وقيمها سائدةً ولو بصيغة “اليانكي” الأمريكي…

هذه البريطانيا المسؤولة عن كل كوارث العرب وما هم عليه، ما زالت وهي مأزومةُ إلى حدّ تهديد وحدتها واستقرار مجتمعها، والترقّب سيّد الموقف بما ستكون عليه أمورها في الأسابيع والأشهر القادمة من احتمالات الانفصال عن الاتحاد الاوروبي وربما تفكّك وحدتها الوطنيّة نفسها، وبرغم ما يشغلها في داخلها من تناقضاتٍ وتشققاتٍ وعدم استقرار، تجدها مرة أخرى مصممةً على استهداف العرب ومقاومتهم لخدمة الكيان الاستيطانيّ الصهيونيّ، فتبتدع مواقف تصنّف حزب الله – المقاومة اللبنانية المشهود لها والتي تحوز على نسبة تأييد شعبية لبنانية كاسحة – وقد تحقّق لها دورٌ ومشاركةٌ في الحياة السياسية وانتخب أعضاؤها نواباً ووزراء في حكومة شرعية، وبرغم كل هذا، تصنّف حزب  الله كمنظمةٍ إرهابيةٍ، لا لشيء، وليس لأنّ حزب الله يناصبها العداء  أو يحاربها في أيّ مكان، بل فقط خدمةً لعنتريات نتنياهو ولإعطائه ورقةً إضافيّةً لمحاولة تعويمه في الانتخابات الاسرائيلية على الرغم من أنّ القضاء وجّه له تهماً كثيرةً تنهي حياته السياسية وتقطع فرصه في البقاء في الحكم…

ما الذي يدفع بريطانيا للتغريد خارج السرب الاوروبي؟ ولماذا تبدو اسرائيليةً أكثر من “اسرائيل”، وما مصلحتها في استهداف لبنان ومقاومته؟

ليس من  أسبابٍ موجبة، أو قانونية أو شرعية، إنّما الدوافع الحصريّة هي خدمة “اسرائيل”، ومحاولة تأمين نتنياهو واستعداء لبنان وشعبه ومقاومته، ويقف خلف القرار أزمتها السياسية ومحاولات سلطاتها الاستقواء باللوبيّات الصهيونيّة في بريطانيا والاتحاد الاوروبي لإسناد رئيسة الوزراء وحلفها لتجاوز أزماتها التي تهدّد بريطانيا والاتحاد الاوروبي برمته…

لم يكن حزب الله ومقاومته يوماً قوةً إرهابيةً، وكل الارهاب كإرهاب الدول والارهاب المتوحش تربّى وأُعِدّ وصُنِّعَ في دوائر المخابرات البريطانية أوّلاً والأجهزة التي تدرّبت على يد البريطانيين من أمريكيين وغيرهم…

من حقّق الانتصارات وبلغ هذه الدرجة من القوّة والتمكّن والنضج لم ولن ترهبه أو تغيّر في سياساته قرارات بريطانيا العدوانيّة وغير ذات الأثر..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى