ترامب في اليابان بائع أسلحة، وجابي أموال…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
“إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وما بنفس وطبائع ترامب، سوى أنّه سمسار عقارات، ورجل الصفقات، ربما لا يجيد عملاً أو ثقافة أو ممارسة غيرها، فكما هو في حياته العملية وصعوده المالي، يمارس السياسة والدبلوماسية بفجاجة المضارب وقاطع الطريق والمصطاد بالأزمات والفرص…
بينما هو يصعّد الحرب التجارية والاقتصادية مع الصين ولا يأبه للتحذيرات من مخاطرها واحتمالات ان تشعل حربا عالمية اقتصادية تدميرية أخطر من النووية وحروب السلاح، ويحشد ويستعرض ويتكاذب مع دولة الامن القومي ليبتزّ حكام الخليج ونواطير النفط باستعراض عضلات منفوخة وبإرسال بضعة مئات من رجاله لحماية قمم مكة المكرمة، التي استدعاها الملك السعودي لمحاولة الاستقواء بمن ما زال على ولاء له من النظم والحكام وكلهم في حالة شيخوخة وخواء… يصحّ في قممهم قصيدة الشاعر مظفر النواب “قمم قمم … معزة على غنم..”
يزور اليابان ويتصرف بعجرفة وبصفاقة، إشارة الى ان البيت الابيض لا يرى فيها الاقتصاد القوي والتنظيم والانتظام الاجتماعي الموصوف بدقته وانتاجيته، بقدر ما ينظر اليها بصفتها مستعمرة، وجمهورية موز، يعاملها بتطاول وعجرفة، فهو آتٍ إليها وبيده “كتالوغات” السلاح ويطالب القيادة اليابانية بشرائها، وبالاستثمارات في امريكا وبإسناد مشروعه كأولوية، وكل هدفه أن يؤمّن ولايته الثانية، فهذه في عقله أمّ الصفقات وهدف كلّ المتاجرات…
ترامب إذاً: لا يخصّ حكام الخليج ونواطير النفط بعروضه وابتزازهم لتسويق السلاح الامريكي بفجور، ويأمرهم ويفرض شراء أسلحة لا قيمة لها فعليا ولا حاجة لأحدٍ بها ليفرض جزيته بثمانية مليارات دولار، هو زار اليابان لابتزازها ليس إلّا، ويعامل اليابانيين كبقرة حلوب لا اكثر، وكان قد فعلها بإزاء النخب والنظم الاوروبية وألزمها أن تدفع وأن تموّل حروبه، وأن ترفع مساهماتها الدفاعية في موازنات الناتو، وألزمها بالعمل ضد مصلحة أوروبا وشعوبها في الحصار على ايران وشراء الغاز والنفط الامريكي عنوةً وبالأسعار التي فرضها، وفي هذا الصدد يعتبر أمراً مستغربا، وناتئاً، أن تلتزم السعودية وهي أكبر المنتجين من النفط والغاز، والغاز الاماراتي والمصري والقطري على بعد أمتار منها، وأرخص بعشرات المرات من الغاز الامريكي، لكنها التزمت شراء الغاز الامريكي التي لا حاجة لها به إلّا من بوابة استرضاء “الكاوبوي” و”العمدة” ترامب ولاتّقاء شرّه ورفع السكّين عن رقبتها.
يخطئ من يفترض أنّ ترامب سياسي، أو دبلوماسيّ محترف، أو أنّه سيحاول تعلّم وإتقان فنون السياسة ودهاء الدبلوماسية، فرجل الصفقات هو ذاته في البيت الابيض أو في مؤسساته ولا همّ له إلّا الربح، وجباية الاموال، وكل من يراهن على غير ذلك سيصعق عندما سيلوذ ترامب بوعده للبقرات الحلوب عندما يتوقف حليبها وقد شحذ السكاكين لذبحها وأكل لحمها…