صفقة الوهن والوهم “القرن” ذهبت أدراج الرياح…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لسنةٍ ونيّف، تصدّعت رؤوسنا وأدمغتنا بمحاولاتٍ محمومةٍ ومدفوعةٍ ومنسّقةٍ للحديث عن صفقة قرن، أعدّتها واشنطن وستعلنها على الملأ، وكاد الجميع يترقّبها ويتنظر تمريرها بلا مقاومةٍ أو أملٍ في مواجهتها وإسقاطها، حتى أنّ بعض الأقلام الواهمة، والمروّجة للوهم والوهن، وخدّام المعبد الأمريكي المتداعي لم يدّخروا جهداً في الترويج، ووضع جداول للاستثمارات الاقتصادية ولتبادل الأراضي، وللأموال التي جمعت لتدفع ثمناً للأوطان، وكتب وقيل الكثير وروّجت وسائط التواصل الاجتماعي أرقاماً ماليةً فلكيةً، وخططاً لا أساس لها أو أصل أو إمكانية عملية في واقع الحال.
وذهب الكثيرون إلى ترقّب موعدٍ لإطلاقها وحدّد موعدها بعد العيد السعيد، وجرى تحديد موعدٍ لمؤتمرٍ ماليٍّ واقتصاديٍّ في البحرين للتداول في تأمين الأموال وإدرار الاستثمارات، وحشد القوة والدول والشخصيات…
وبلا مقدمات، أعلن بومبيو أن لا صفقة قرن، وليس لها قابليةٌ للتنفيذ، وأنها لن تعلن، وليس لها عناصر حاملة أو قادرة على تمريرها، وصادق على قوله ترامب برغم أنّه وعد ببعض الأمل.
إعلان بومبيو، وهو وزير خارجية ترامب، جاء على إثر قمم مكة الثلاث التي لم تنتج إلّا محاولات استجداءٍ لإيران، ومطالبةٍ للمجتمع الدولي بحماية السلم وحرية التجارة والبحار…
فالصفعة للقمم جاءت من ترامب نفسه ومن طوكيو، بإعلانه استعداده للتعاون مع القيادة الإيرانية الحالية ووعد بأن يعترف لإيران بعظمتها ولا يريد منها شيئاً إلّا ما قرّرته هي في الامتناع عن امتلاك النووي بموجب فتوى الامام الخامنئي، والفتوى ليس لها علاقة بترامب، وعندما صدرت لم يكن ترامب نفسه على شاشات السلطة والاعلام وكان مجرد ممثلٍ في برامج تلفزيون الواقع يدير فساده وصفقاته ويعالج حالات إفلاساته المالية.
القمم صدمت، والصدمة كانت قاتلة لمشاريع الزعامات الموهومة بقوة أمريكا وبقدراتها وبضعف حلف المقاومة، والمخدوعة بتقارير عن ازمة إيران واحتمالات سقوطها واختناقها الاقتصادي والمالي جراء العقوبات…
فأن يعلن بومبيو موت صفقة القرن بعد القمم وبعد استجداء ترامب التفاوض مع إيران، وبعد ساعات من سقوط صاروخين سوريين على موقع اسرائيلي في جبل الشيخ، وقائع ومعطيات تجزم بأنّ الميزان قد اختلّ جوهريا وأنّ الزمن بات زمن المقاومة وانتصاراتها وفي زمنها لن تمرّ صفقاتٌ وليس في الأزمنة من يصفق للتسويات والصفقات وللتفريط بعروبة القدس والجولان وكل فلسطين…
ويسرّب في واشنطن أن لا موعد لإعلان الصفقة وأنّها علّقت إلى ما بعد الانتخابات الامريكية التي لن تنجز قبل منتصف سنة الـ 2021…
قلناها نحن في التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة وفي تحليلاتنا اليومية وكررناها في كل مناسبة ان صفقة القرن لن تمر، وان كل ما قيل وبذل وشغل الكل هو مجرد وهم ومحاولات توهين وتوهيم، فالزمن صار طوع يد المقاومة وحلفها وهي من تقرر زمن التحولات الكبرى، وفلسطين كلها والقدس أوّلها على جدول أعمال التحرير الكامل، وذكرنا بوعد السيد حسن نصر الله وقادة المقاومة ان الحرب ان وقعت ستتحول من تحدٍّ الى فرصةٍ لتحرير القدس…
وطائرات الحوثيين وتخريب ناقلات النفط في الفجيرة، والطائرات الورقية الغزاوية وصواريخ الجولان وسلاح الجو المسير لأنصار الله، هي من يكتب مستقبل القضية والامة ويصوغ دورها الآتي ولا بديل عن التحرير بالمقاومة وسيكون..
لتخرس الاصوات المروجة لصفقة القرن وللاكاذيب ولتسقط والى الابد الافعال التوهينية والتهويلية واجراءات العدوان والحصارات..
فأمة المقاومة منتصرة وتنتصر ولن ترتهب من اطنان الكلام الفارغ وقرع الطبول المثقوبة.