Featuredالتحليل اليومي

اليمن الجنوبي ينتفض في وجه الامارات … علامة انتصار الفقراء

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

قررت الامارات تخفيف وجودها العسكري في اليمن، بعد أن كانت شريكاً عدوانيّاً للسعودية في غزوتها الظالمة والهمجية، والأكثر تآمراً وعدوانيةً.

وما سمّي تخفيف قوات إماراتية، يشمل الساحل الغربي وعدن وسوقطرة، وتعود أسباب القرار كما تفيد المعطيات إلى عنف الازمة التي تعانيها الامارات والتي تهدد بانهيار نموذجها وسقوط درّتها دبي التي تعاني من حالات إفلاسٍ ويخرج منها المتمولون والمستثمرون بطريقة هستيرية، وهذا ما أشعل خلافاً جوهرياً بين الأسر الحاكمة ويزيد فيها بين محمد بن زايد ومحمد بن راشد، فالأخير لم يكن موافقا على الدور الاماراتي في الحرائق العربية ولا في مساهمتها القيادية في غزو اليمن.

وقبل إنجاز الانسحاب انفجرت جزيرة سوقطرة في وجه القوات الإماراتية مطالبة بالرحيل الفوري والكامل وإعادة ما نهب من ثروات ومن منتجات نوعية غير متوفرة إلّا في الجزيرة التي تعتبر محميةً دوليةً للأحياء البحرية والبرية ولأنواع من الاشجار والأعشاب النادرة.

البصمات الإرهابية لمرتزقة العدوان الاماراتي همجيةٌ بكلّ الأبعاد، وقد لعبت الامارات ومرتزقتها الدور الاكثر خطراً في الغزو، ومن الخطأ القول غزو إماراتي، فالإمارات كلها لا يمكنها أن تجمع بضع مئات من الجنود والعسكريين الإماراتيين لحماية أسرها وإدارة السير فيها، فكيف بأن تفكر بالمشاركة بالغزو بجيوشها، إنّما ما يسمى بالقوات المسلحة الإماراتية هي مجرد مجاميع مرتزقة وقتلة من أفراد وكتائب بلاك ووتر وأخواتها.

مجرد إعلان تخفيف الوجود العسكري والتدخل المباشر يعني أنّ الامارات الاكثر حساسية للخسائر والمخاطر، وقد صور سلاح الجو المسير لأنصار الله المطارات والمناطق الصناعية والخدمية وقدمت بمثابة إنذار عمليّ بأنّ الامارات برمتها باتت  مهددة بالزوال، فسرب من الطائرات المسيرة التي وصل منها الى الرياض وعطل ضخ النفط وقصفت المطارات في جيزان والاخريات من شأنه أن يدمّر الامارات، ولا تستحقّ أو تحتاج إلى أكثر، فواحدةٌ إلى المطار، وأخرى إلى محطة تحلية المياه، وثالثةٌ إلى محطة توليد الكهرباء، وتنتهي ظاهرة دبي “الأسطورية” وتنتفي قدرات الإمارات التي صوّرت نفسها وتوهّم شيوخها أنّها امبراطوريةٌ افتراضيةٌ غازيةٌ ونفطية.

قيل إنّ الانسحاب له علاقةٌ بالتوتر في منطقة الخليج بين إيران وأمريكا وهذه نكتة، فالانسحاب له تفسيرٌ وحيدٌ هو إشهار الهزيمة وإعلان أنّ أنصار الله والشعب اليمني قد سطّر بطولاتٍ نوعيةً ويحقّق الانتصارات المتتالية، وسيكون سيد الخليج العربي ويعود جناح العروبة الجنوبي لتحلق عاليا وتنهي ظاهرات الدول المصنّعة بقياسات سايكس بيكو وتلبية مصالح الغرب الامبريالية وحماية الكيان الصهيوني الغاصب.

 وما أصاب الامارات من أزماتٍ جراء التورط ودفع أكلاف الغزو والاوهام، يصيب بدرجةٍ أكبر السعودية ومشيخاتها للنفط، والمؤشرات تتقاطر عن احتمالات وقف العدوان وإعلان الهزيمة مع تطور أداء وأسلحة أنصار الله الصاروخية والطائرات والعمليات البرية، وما تعانيه مملكة آل سعود، وستأتي الصفعة الكبرى من السودان ومؤشرات الانتصار في انتفاضته الثورية، فأول ما  ستلتزم به السلطة الوريثة أو إذا نشبت الفوضى والحرب الاهلية هو الانسحاب من اليمن بالخزي والعار، فالتورط باليمن وحجم الخسائر وعجز السعودية والامارات عن تمويل البشير وتمويل الانقلابين بين أسباب الانتفاضة الشعبية المستمرة والقادرة على منع الانقلابيين من أنصار محمد بن سلمان من الإمساك بالسلطة والتثبّت بها.

سحب قوات المرتزقة الاماراتية من اليمن إعلان هزيمة الغزاة، وتأكيدٌ على أن الفقراء وأصحاب الحقّ قادرون وها هم ينتصرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى