Featuredالتحليل اليومي

الحريري مرتبكا بعد تخلي أمريكا والسعودية عنه… لبنان يتخبّط

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

فاجأ الحريري الحياة السياسية الهشّة في لبنان بطلبه من رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات الملزمة بذريعة احتمال ألّا تكون دستوريةً لجهة إمكانية أن يضع رئيس كتلة العهد القوي مسألة تسمية المكلّف بيد الرئيس ولأمره، وقد استجاب عون وأجّلها إلى يوم الخميس …

اللادستورية أصبحت ممارسات شائعة عند المؤسسات والزعامات اللبنانية التي يحاول كلٌّ منها استخدام الوسائل والطرق كلها لتخديم مصالحها “وكبّ” الازمة في بيوت الاخرين ولو على حساب تكريس وقائع وحقائق إسقاط وتمزيق الدستور ومبادئه وقيمه …

كمثل أنّ المستقبل وقصر الحريري سبق أن اعتبر تأجيل الاستشارات أو تأخيرها إجراء غير دستوري من الرئيس والقصر الرئاسي والكتل النيابية، كما أن الشارع الثائر اعتبر تسمية الحريري من المفتي أمراً غير دستوري البتة، بل أكثر، فهو طعن بالوحدة الوطنية وإسقاط للنظام شكلا ومضمونا بأن تتولى مرجعية طائفية تكليف رئيس للحكومة…

بكلّ حال، لبنان في فوضى، والفوضى ضاربةٌ بكلّ الاتجاهات، وتعليق كل الاجراءات والمؤسسات والنصوص الدستورية والقانونية وأخطرها على الاطلاق ترك جمعية المصارف لتتصرف على هواها وكأنها الحاكم الآمر المطلق في حياة الناس ومصالحها واحتجاز الرواتب والودائع بلا أيّ سند قانوني أو دستوري أو قضائي.

وعلى شاكلتها، تنفلت الشوارع والميليشيات في محاولة لاستعادة مناخات الطائفية وكانتوناتها وفرض سلطات القبضايات في الاحياء والشوارع .

الاخطر يأتي مع سؤالٍ بعد شهرين ونيف على استقالة الحكومة وحرق الأسماء وإثارة النعرات المناطقية والمذهبية وعودة الامور الى حضن سعد الحريري باعتباره مرشح دار الفتوى الوحيد بين “السنّة” لرئاسة الحكومة وإقدامه بشخصه على الطلب غير الدستوري من الرئيس تأجيل الاستشارات ليتسنّى له الوقت لمعالجة المشكلات وتطمين الكتل لتغير آرائها لتسميته لرئاسة الحكومة، وقد ينفذ الوقت دون أن يحقق هدفه بالإقناع، بل تفيد المعطيات والتسريبات أنّ السعودية وأمريكا انقلبت عليه وأمرت حلفاءها ومن “تمون” عليه من الكتل والنواب بعدم تسميته للتكليف، فماذا سيفعل الحريري وأيّ مسار ستتخذه الازمة اللبنانية …

عون سيجري الاستشارات في موعدها، والكتل ستلتزم إعلاناتها ولن تتفق على تسمية الحريري، وهو بدوره وعد ألّا يقبل التكليف إلّا معزّزا بحاصل الأصوات المرتفع، الهدف غير المؤكد تحقيقه، والمسار المحتمل قد يكون تكليفا ثم اعتذارا والعودة الى معزوفة دار الفتوى ومن تكلّف… وتستمر الازمة السياسية لتعصف بالنظام وبالكيان وتتحول اجراءات المصارف الى كارثية على الصعيد الاجتماعي وتأمين ابسط حاجات الناس…

تباينات الطبقة السياسية ونهب معظمها للمال العام، وتفرّد المصارف باعتماد ممارسات لصوصية ومصادرة رواتب واموال الناس، بالإضافة الى تباينات امريكا وادواتها، كلها عنصر تعزز الازمة وتعمقها فتدفعها الى اخر فصولها…

أما بعد الانهيار، فخيارات لبنان وافرة ولن يكون جوع ولا حروب اهلية ولن يقسّم، فطريقه للخلاص أن يتوجه شرقا حيث تبزغ الشمس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى