الحراك الشعبي اللّبنانيّ يفرز نفسه ويصحّح أهدافه
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
هذا ما انتظرناه وسعينا إليه وعرفنا مسبقاً أنّ الحراك الشعبي اللبنانيّ سيصله، وقد أنجز تحوّلاتٍ في الميدان وفي إدارة الحراك وتوازن قواه على نحوٍ ممتاز…
بدأ الحراك كردّ فعلٍ شعبيٍّ عارمٍ في جميع المناطق، وشهد له القاصي والداني بوطنيّته ولا-طائفيته أو حزبيّته أو مناطقيته، ولهذا ارتهبت منه الطبقة السياسية بأركانها وقواها، وسعت لتطييفه… ثم بعد استقالة الحريري سعت لتحزيبه، وفي كل المراحل لإلحاقه بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي للتضييق على المقاومة واستهداف جمهورها وقاعدتها الاجتماعية ….
وبشكلٍ مقصود، عمّم شعار “كلهن” وهتاف “هيلا هيلا” وتسلّق الحراك الاستعراضيّون ومجموعات (NGOs) وكاميرات فضائيات ممولة من الامريكي والقطري وجلاوزة الفساد ورموزه ومن زعماء الطوائف والمذاهب واحزاب الفساد التي حاولت ركوبه…
صمد الحراك وجدّد نفسه وكشف قطاع الطرق وميليشيا الاحزاب والمذاهب وعرّاهم ولم يضعف. فاستمد مصداقيّة عميقة وبات يشكّل عمود الامل ورهانات الشعب الذي تعسفت السلطة والطبقة في نهبه الى حدٍّ لا يصدّق، وقد أطلقوا يد جمعية المصارف التي عكست حقيقة انها الحاكم الفعلي، وتقدم حاكم المصرف باعتباره الآمر الناهي والقابض على روح النظام الطائفي المحاصص والفاسد بل والقابض على ارواح وافواه اللبنانيين جميعا بلا تمييز …
أمس وقبله، أكّدت التطورات صحة ووطنية واجتماعية الحراك وقواه الحية وروحه المتوثبة التي تجسدت بتوجيه الحراك نحو مسؤولية المصارف والمطالبة بإسقاط حاكم مصرف لبنان وجلب أصحاب المصارف ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من المصادرة والسيطرة القسرية على ودائع وحقوق ورواتب المواطنين…
أمس كانت الصورة اوضح وأكثر نقاءً، شباب وشابات لبنان في حرب حقيقية مسرحها ثكنة الحلو حيث المعتقلين، والحمراء حيث رأس الافعى، وبين المسرحين التحالف اللصوصيّ بين أكثرية الطبقة السياسية وأدواتها القمعية التي لم تتحرك لفتح الطرق ومنع الاعتداءات المذهبية على المارة والسيارات ولا تحركت لتأمين حق العسكريين ورجال الامن برواتبهم كاملة من براثن المصارف التي صادرتها وقننت تسليمها لأصحابها دون أيّ وجه حقّ ….
وغابت عن المسرح مجموعات الاستعراض والانتهازية ومن جمعيات (NGOs) وأخواتها، ولا هبّت ميليشيات قطع الطرق والرقص لإسناد شباب المصارف…
الازمة عميقة وحجم الفساد والسرقات كبير جدا وحياة واستقرار الاسر مهددة، ولهذا لن تنجح قوة او تحالفات في وقف سيل الحراك الهادر، والوصول الى الثورة يتطلب فعلا ومراحل وتبدل قوى واعداد قادة وإنضاج برامج… الحراك الشعبي في لبنان يطهّر نفسه وتتقدم في قيادته القوى الاكثر وطنية وحرصا على البلاد وحياة العباد والكثر شبابا ونقاء …
هكذا تصنع الظروف الثورية وتصقل قادة الميادين.