الدكتورة امال وهدان في تظاهرة الامس برام الله
د.امال وهدان مع والد الشهيد مهند الحلبي اول شهيد بانتفاضة السكاكين في القدس ،
في تظاهرة الامس برام الله، وكتبت سعادة الدكتورة المناضلة امال وهدان عن هذه الصورة
تجده في كل المظاهرات والمواجهات ، برفقه زوجته أحياناً، مبتسماً سمحاً واثقاً شامخاً ، متحدياً جنود الاحتلال وقناصيه وقنابل غازه السامة ، مستعينا بالصبر على ألم ولوعة فقدان ابنه الغالي ، الذي وهب حياته قرباناً على مذبح الحرية وتطهير الأرض من المستعمر المستوطن ، فكان أول شهيد يرتقي في هبة القدس في صباح 3 تشرين أول 2015 فاتحاً الطريق لأقرانه كي يسيروا على درب المقاومة والعزة والكرامة:
هو شفيق الحلبي ، ابن يافا عروس الساحل ، التي هجر منها والداه بالقوة عام 1948 ليغتصب مكانهم المستعمر المستوطن ، ولتفترش العائلة المنافي ومخيمات اللاجئين مقراُ مؤقتاً على أمل العودة التي لم تأت لكتها لا بد آتية وفق سنة وحتمية التاريخ وقوة الحق.
هذا الأب المكلوم فخرا وعزة ، هدم الاحتلال بيته حجراً حجر ولم يتبق منه أثرأ بعد عين.. لم يكتف الجلاد باغتيال الإبن الأحن ، كما تصفه أمه ، بل تغلغل في شرايينه الحقد والأجرام حتى النخاع .. فهدموا مأواهم بأمر عسكري عنصري انتقامي وجائر.
لكن أبا مهند يصر على إبقاء شعلة الحلم الذي قضى ابنه من أجله ومعه جيل يقتات من حلم بالتحرير ، جيل مرتفع الهامة متمرداً مقداماُ شجاعاً يفرض بأفعاله على الأرض ما عجزت عنه الزعامات وكاتبي البيانات والكليشيهات الجاهزة والطابور السادس والخامس القابعين في أعراشهم العالية يلقون المواعظ المعلبة الممجوجة المنتهية صلاحيتها.
أبو مهند ، العظيم بتضحيته والكبير بقلبه وعقله يتمم في كل حضور له مراسم المظاهرات إلا الأخيرة التي صادف موضوعها ما له من طاقة وقدرة على تحملها. كيف نسكت وأهل غزة محاصرين وممنوع عنهم الرواتب والبحر والهواء والبر .. كيف يمكن لأي انسان ان ينكل بابن شعبه وقريته أو بلدته .. اختنق الصوت في اعماقة صارخاً باسم الشهداء باسم مهنده وحلمه المتأجج .. فإما حياة تسر الصديق .. وإما ممات يغيظ العدى.