آسيا على موعد مع قمة المتغيرات الاستراتيجية
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
أيام تفصلنا عن قمة النووي الكبير والصغير بحسب تغريدات ترامب….
النووي الكبير “ترامب” حاول التلاعب بالاعصاب وإشغال الوسائط الاعلامية بإعلانه عدم الانعقاد ثم عاد وأعلن انه سيشارك، و التحضيرات انجزت والقمة على الاغلب ستعقد ما لم يغير ترامب من تغريداته…
الامريكي وحلفه وكهنة معبده المتداعي يحاولون رسم صورة ذهنية بأن القمة جاءت بفعل الضغوط الامريكية وعجز كوريا الشمالية، وكأن كوريا الشمالية على موعد مع النموذج النووي الليبي… او الاستسلام..؟؟
المعطيات المادية تشير الى مقدمات تجعل من نتائج القمة – إن عقدت – مختلفة عن نووي معمر القذافي:
– الزمن مختلف، وموازين القوى، والاطراف وعناصر قدراتها، فعندما سلّم القذافي النووي كانت روسيا والصين غائبة عن الوعي، وكان الجيش الامريكي وحلفه في افغانستان والعراق والقرار الاممي والمبادرة بيد الادارة الامريكية لا غير.
– كان العرب غائبين عن الوعي، وخيار المقاومة انتصر في حرب ايار 2000 لكن التشكيك بقدراته وصعوده كبير وغير موثوق..
– القذافي كان متوترا ومرتبكا من غزو بغداد، وكان قد سلّم اسراره ودولته للاوروبيين بذريعة النهوض واعادة الهيكلة، والاستثمارات، وكان قد تخلى عن قوميته واسناده لقوى التحرر العالمية.
اما النووي الكوري والتوازن اليوم فمختلف جوهريا:
– امريكا مهزومة في الشرق العربي، و”اسرائيل” مأزومة الى الحد الاقصى بعد ان جردت من انيابها وكسرت اذرعها.
– روسيا من المنصة السورية اصبحت قوة عالمية عاتية ومقررة وسبقت الغرب مجتمعاً عشرين سنة في صناعة السلاح الاستراتيجي وتفوقت.
– الصين اعدت قوتها العسكرية وتتحرش بالوجود الامريكي في بحر الصين، وتساند روسيا في جهدها الدولي وفي قيادتها للحرب على الارهابين الكبير والصغير…
– امريكا ترامب مأزومة ومرتبكة ومحتربة داخليا…
– ممالك الاسر العربية تهتز وتضرب قلعتها الاردن أزمة عاتية.
وكوريا الشمالية مثلت مخلب الصين لتطويع امريكا في الحرب الاقتصادية، وفي محاولاتها الهيمنة على بحر اسيا، وقد أتمت كوريا الشمالية وظيفتها واختبرت انواع الاسلحة واشغلت الرئيس الامريكي وحطت من قدره وعنترياته، وبعد ان حققت الصين قفزتها العسكرية واستعرضتها واعلن بوتين عن الصواريخ الفرط صوتية لم يعد لكوريا الشمالية وتجاربها النووية والصاروخية من وظيفة هامة.
والاهم من كل هذا: ان كوريا الجنوبية واليابان ودول اسيا لم تقبل ابتزاز ترامب ولم تشتري السلاح الامريكي ولم تنخرط في حملاته التهويلية. بل ألزمته بالعقلنة، فلهذه الدول ملاذات اقتصادية ومصالح مع الصين وشانغهاي واسيا، وامريكا في حالة افلاس ورئيسها مجرد مقاول يبتز الحلفاء بالدفع…
قمة النووي الكبير والصغير، ستصير لها نتائج استراتيجية، فالاتفاق للحدّ من قدرات كوريا الشمالية مشروط ببدء الانسحاب الامريكي من كويا الجنوبية، وهذه ان حصلت تعني سقوط جدار برلين الامريكي..