من الجنوب السوري الى المكسيك… أمريكا تُهزَم فاشربوا البحور
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
العالم قرية صغيرة احداثها تحت المجهر ووسائط التواصل والاعلام اصبحت كاشفة ومؤثرة وسريعة الإشهار…
في الجنوب السوري تُهزَم امريكا واسرائيل والاردن وكل الحلف المعادي، وهزيمة الجنوب تكتسب طعما مختلفا، فقد تقرّر ان التحالف السوري الروسي الايراني وحزب الله تحالف متين وليس من تباينات، وليست روسية في سورية لحماية اسرائيل او لتمرير اتفاقات مع امريكا لحفظ مصالحها او لقبول تفويض منها، والشواهد كثيرة برغم اصرار كهنة المعبد الامريكي المتداعي على ان امريكا ما زالت حاكمة وتقرر في سورية والعالم..
ولان الحرب عالمية وعظمى، ولان سورية عمود السماء ونقطة توازن الاستراتيجيات العالمية، ولان امريكا ترامب قررت الانسحاب منها وستصير لها كانسحاب الاتحاد السوفييتي من افغانستان وبعدها ينهار جدار برلين امريكا في اسيا وقد وضعت قمة ترامب – كيم المقدمات وستصير قمة ترامب – بوتين المنصة التي ترسم مستقبل الانسحابية الامريكية وتنظمها بهدوء ما أمكن…
في خط موازٍ، جاءت الصفعة من المكسيك الجار الاقرب والاكثر تأثيرا، وقد اعلن ترامب الحرب عليها وتحميلها كلفة بناء جداره للفصل والحد من الهجرة فردت بأن انتخبت رئيسا يساريا يعاند امريكا ويمثل نموذحا نقيضا لترامب العنصري والاستعلائي والعدواني.
للمكسيك وانتخاباتها الرئاسية حديث اخر مختلف، ومؤشر عظيم على حجم تراجع نفوذ وقدرات امريكا في التحكم بالنظم وتصعيد النخب وتوليتها، وفي اقرب المقربين والاكثر تأثيرا في بنيتها هي… وتأتي صفعة المكسيك بعد ان صفعتها فنزويلا وكرست خياراتها السيادية والاستقلالية والاجتماعية وافشلت مشروعات امريكا لاستعادتها من اليسار البوليفاري التشافيزي..
الرئيس المكسيكي المنتخب يوصف باليساري، وهو صاحب شعارات وبرامج لاقتلاع الفساد باقتلاع جذوره، واستعادة الدولة الاجتماعية، ومعاندة امريكا وكسر شوكتها في القارة الشمالية والجنوبية ساعية ولن تستسلم او تعود الى الحاضنة الامريكية….
هذه وغيرها الكثير من علامات الافول الامريكي، والانسحابية بعد الحروب الهزائم والازمات الاقتصادية…
وحيث ينعقد النصر من الاقصى الى الاقصى في وجه امريكا وتدخلاتها العدوانية، وبرغم عزيمة ترامب وفريقه ونتنياهو باستهداف ايران باقصى العقوبات والتهديدات، ووجود الاصوات النشاز التي تراهن على هزيمة ايران او انفجارها، نقول اعقلوا، وتفكروا، فالزمن تغير واصبح زمن المقاومات والشعوب التي تَقْهِر ولا تُقهَر فارادتها من ارادة الله وقد أراد.