ترامب جادّ في تفكيك الاتحاد الاوروبي ويستعد لسحب القواعد من ألمانيا
ترامب المتغطرس، والاشكالي، والهوائي كما يوصف، اكمل خطته للسيطرة على البيت الابيض والبنتاغون، وأمّن ولايته، ويستعدّ للثانية، وبعد أن سيطر على المتطرفين، وتحالف مع نتنياهو واللوبيات الصهيونية في واشنطن، وأفرغ جعبه حزب الحرب بأن استجاب لها في سورية واختبر قدرتها وصواريخها التائهة، وأعطى نتنياهو كل ما طلبه ونقل السفارة الى القدس، والترويج لصفقة القرن” اعلنت الصحف الامريكية وفاتها في المهد بعد زيارة كوشنر وفشله في لمّ شمل الراغبين ” تجرأ على الدولة العميقة المعادية لروسية والتي اتهمته بأنه عميلها في البيت الابيض، وارسل اكثر المتطرفين في ادارته لترتيب جدول اعمال القمة الثنائية وفي اول البنود تأمين سحب القوات الامريكية من الشمال والشرق السوري وتقكيك قاعدة التنف…
على خط مواز، لم يتردد في الانخراط هجوميا في الحرب الاقتصادية مع الصين، وكندا، ويركز الجهد على الاتحاد الاوروبي…وبالتساوق مع فرض الضرائب، والانسحاب من المنظمات الدولية والشراكات الاقتصادية إبراء لوعده في حملته الانتخابية، مرر خطوتين على درجة عالية من الاهمية:
الاولى: الطلب من الرئيس الفرنسي ماكرون، الانسحاب من الاتحاد الاوروبي بمقابل تخصيص فرنسا بعقود واتفاقات مجزية، تعوضها….
الثانية: الحملة المنسقة التي يخوضها ضد ميركل، وتهديد المانيا بانها ان لم تدفع كلفة حمايتها وبمفعول رجعي سيسحب القواعد ويترك المانيا والناتو لشأنهم…
التمحيص في الخطوتين، وهما في سياق التمهيد لاجراءات عملية لن يتورع عن انجازها، كما فهم شخصية ترامب وبرنامجه على حقيقته وليس من احكام اخلاقية، يدلنا على ان الرجل جاد في شعاره امريكا اولا، والانسحابية، ووقف تمويل دور الشرطي الدولي، وأنه عازم على تأمين هبوط سلس للامبراطورية الامريكية للحفاظ عليها قوة عالمية مقررة بين القوى، وهدفه الاول جني الاموال، وابتزاز الجميع بأمنهم واستقرارهم، فأولوياته إخراج الولايات المتحدة الامريكية من ازمتها الاقتصادية التي تهدد وجودها…
اذن: هو يعمل بحسب خطة، واستراتيجات ويجيد اخفائها وراء تغريداته التي تبدو انفعالية، وهوائية، خطة لا يحيد عنها وان اضطر للمناورة…
في استراتيجية، ما يفيدنا نحن العرب والمسلمين كثيرا، فانسحابيته، وابتزاز حلفائه بأمنهم واموالهم وتركهم لحالة انهيار وتفكك، يفقد امريكا حلفاء، ويقلص قدرتها على استهدافنا، وسياساته تخلق حالة فراغ اقليمية وعالمية، توفر الكثير من الاسباب الموضوعية تدفع العقلاء منا للسعي للاستثمار بها.
الصحيح ان ترامب ليس استثنائيا، ولا هو ابداعي، ويتكشف انه مرشح فريق في الدولة العميقة انتدبته لتطبيق تقرير بيكر هاملتون”2006″ الذي اقر بهزيمة امريكا ونصح بالانسحابية والتركيز على حمايتها من الازمات.
كل ما يجري، وما يقوم به ترامب انما صار بفعل صمود وقتال وانتصارات حلف المقاومة ويزداد اضطرار امريكا للانسحابية كلما تقدم الحلف في سورية والعراق واليوم في الملف النووي الايراني وصادرات النفط…
انه زمن المقاومة وانتصاراتها واثره في اعادة تشكيل العالم ونظمه وجغرافيته…