التجمع يعقد لقاءً إعلامياً حول صفقة القرن
بسم الله الرحمن الرحيم
في اجواء ذكرى انتصار تموز الوعد الصادق عام 2006، وإيماناً بدور الاعلام المقاوم في التصدي لما يحاك للأمة من مخططات ومؤامرات، وتأكيدا على خطورة وتداعيات محاولات تمرير صفقة القرن، عقد التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة لقاءً اعلاميا لدراسة ووضع آليات لمواجهة هذه الصفقة مع نخبة من الاعلاميين المقاومين وممثلي وسائل الاعلام في محور المقاومة.
استهل اللقاء أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار، بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الأمة الابرار، ومن ثم بالترحيب بالحضور الكرام…
ثم قدم سماحة الشيخ عطا الله حمود نائب مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله، شتلة زيتون من الحدود اللبنانية الفلسطينية لأمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار، باسم مؤسسة “ق” للشهيد عماد مغنية، وباسم العلاقات الفلسطينية في حزب الله…
وقال سماحة الشيخ حمود أن هذه اللفتة تأتي بمناسبة ذكرى انتصار تموز، عربون وفاء وتضحية وجهاد لأمين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار، الذي وقف وما يزال مع القضية الفلسطينية والقدس والمقاومة الباسلة برغم كل الظروف والمعوقات..
وأكد سماحته أن تلك الحرب عام 2006، أرادها العدو لكسر إرادة المقاومة والمقاومين، إلا أن نصر الله كان حليف المقاومة والشرفاء والأحرار… “ولا بد من استعادة ذكرى كل الشهداء والجرحى والمقاومين لا سيما قائد المقاومة الذي قاد الانتصار وساهم في استعادة عزة الأمة وكرامتها الشهيد القائد عماد مغنية…
كما شكر الشيخ حمود التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة على الجهود التي يبذلها لنصرة قضايا الأمة، وليس آخرها تبني الوقوف بوجه صفقة القرن وكل المشاريع الامبريالية الصهيونية.
بدوره، تقدم الدكتور غدار بالشكر والعرفان لمؤسسة “ق” وللعلاقات الفلسطينية في حزب الله ممثلة بسماحة الشيخ حمود على سعيهم الدؤوب وجهودهم التي حتما ستثمر انتصارات على امتداد مساحة الامة، معبرا عن عميق امتنانه لهذه اللفتة الكريمة التي تعبر عن قيم المقاومة وأخلاقها.
وأشار الدكتور غدار الى ان لهذه الشتلة رمزية خاصة كونها انتزعت من الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة، فهي تمثل أبدية المقاومة واستمرارها ما بقي الاحتلال والظلم، كما انها تعبر عن اسمى معاني الحياة والعطاء دون مقابل، والصمود بوجه الظروف في اشارة الى ماهية المقاومة ووقوفها بوجه المحتل الغاصب…
وأكد أمين عام التجمع أن هذا التكريم إنما يجدد الثبات على قناعتنا بأن صراعنا مع هذا العدو هو صراع وجود وليس صراع حدود، وأننا لن نستكين حتى تحرير كل شبر من الاراضي المغتصبة واعادة الحق الى كل أصحابه، بالاضافة الى عودة كل ابناء الشعب الفلسطيني البطل الى ارضهم.
وختم بالقول: “أهدي هذه الشتلة الى كل المقاومين الثابتين كأشجار الزيتون، والى المناضلين في التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة في فروعه المنتشرة في اثنين وأربعين بلدا حول العالم، واننا سنحافظ على هذه الشتلة حتى يأتي اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين ونزرعها في قلب عاصمتها القدس الشريف”.
وفيما يتعلق بموضوع اللقاء، لفت الدكتور غدار الى ان التجمع قدّم مسودة تتحدث عن أبعاد وماهية صفقة القرن وكيفية مواجهتها… على أمل ان تتم مناقشة هذه الورقة والعمل على وضع خطة عمل لكيفية مواجهة صفقة القرن…
وتلى الدكتور غدار اهم ما جاء في هذه الورقة بالاضافة الى المقترحات العملية التي يمكن على الاعلام المقاوم ووسائله اعتمادها للنهوض بهذا العبء وتعرية صفقة القرن ومواجهة مفاعيلها وتداعياتها.
الاستاذ ابراهيم حلبي: رئيس حركة الشعب اللبنانية
من جهته، لفت الاستاذ الحلبي إلى أهمية العمل على فضح الدور الحقيقي لكل من له دور في هذه الصفقة، وبالاخص الشركاء الحقيقيين مثل بني سعود ومحمد بن سلمان على وجه التحديد..
كما أكد على أهمية دعوة كل الوسائل الاعلامية لتكون مشاركة في هذه الخطة، بالاضافة الى التركيز على الاعلام البديل كمواقع التواصل الاجتماعي التي يجب ان يكون له دور فاعل في هذه الخطة.
وفيما يتعلق باقتراح عمل يوم إعلامي للحديث عن صفقة القرن، لفت الى أهمية الانتباه للانقسام الحاصل في وسائل الاعلام العربية عموما واللبنانية خصوصا، بين اعلام مقاوم واعلام محايد ان لم نقل معادٍ… وضرورة العمل على توحيد الخطاب الاعلامي ودعوة اشخاص متخصصين لتسليط الضوء على هذه القضية.
الأخ أبو كفاح دبور- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة:
من جهته، لفت الأخ دبور الى اهمية تحديد ماهية هذه الصفقة، والتي لم تعلن بشكل رسمي على الرغم من ان الخطوات العملية بدأت بالفعل لتنفيذها حيث كانت باكورتها اعلان القدس عاصمة للكيان.
وأشار الى ان العمل يجب ان يركز على المستويات كافة وعلى التصدي للاعلام المضاد، حيث يجب العمل على المستوى الفلسطيني والعربي ومن ثم الاسلامي والدولي.
أ. عمّار الحمزة ممثل شبكة المسيرة الاعلامية
من جانبه، عبر الاستاذ الحمزة عن ضرورة العمل على تفعيل المقاطعة الاقتصادية لامريكا والكيان الغاصب كخطوة عملية ذات تأثير كبير لمواجهة صفقة القرن، وأهمية توحيد الجهود ونبذ محاولات التطبيع والتماهي مع الكيان الغاصب والمشروع الامريكي الصهيوني الرجعي…
أ. عبد الكريم فكري ممثل الاعلام في الحشد الشعبي، عضو فرع التجمع في العراق
بدوره، بارك الاستاذ فكري للأمة بانتصارات تموز في لبنان وتحرير الموصل من شر داعش، واقترح العمل على طلب اقامة فعالية في كل بلد يتواجد فيها ممثلون للتجمع، كي لا يكون التأثير محدودا في المنطقة بل ليصل صداه الى كل انحاء العالم…
النائب السابق في البرلمان المصري د. حمدي الفخراني، عضو مجلس أمناء التجمع – فرع مصر
أكد أن من الضروري العمل على تجييش الشعب العربي والاسلامي من خلال التعريف بمخاطر هذه الصفقة على الشعب العربي في فلسطين ومصر وكل الاقطار، واهمية ابراز التكلفة الكبيرة لصفقة القرن، كما اقترح على كل الوسائل الاعلامية الموجودة اليوم ان تعمل على التحضير لحشد اعلامي ودعوة كل الوسائل الاخرى لتكون لها مساهمة فعالة في هذا الموضوع ومواجهته.
الاعلامي أ. فؤاد الخرسا – قناة العالم
من جهته، تساءل الاستاذ فؤاد الخرسا عن اهمية الوقوف على ماهية وحقيقة تسمية صفقة القرن، وأهمية الاضاءة على الجانبين السياسي والاعلامي، ومن عمل على اطلاقها؛ مشيرا الى ان قناة العالم وجدت ان هذه الصفقة تستحق اسم صفقة ترامب، في اشارة الى محاربة التسمية من اساسها…
ولفت الى ان المطلوب حقيقةً ان يتم العمل على انتاج منظومة اعلامية قادرة على الوفاء بالتزامات هذه المرحلة ومواجهة ما يخطط ويحاك للأمة من أعدائها…
واقترح الاستاذ الخرسا العمل على تشكيل لجنتين بهذا الصدد، الاولى تضم ممثلي الاطراف السياسية في محور المقاومة والتي يترتب عليها مسؤولية وضع خطة مواجهة… أما الثانية، فلجنة اعلامية، والتي يمكن ان تجد نقاط تلاقٍ للعمل على مواجهة هذه الصفقة بالوسيلة الامثل والسبل الأنجع.
وبالنسبة لاقتراح يوم اعلامي، اشار الاستاذ الخرسا الى انه بحاجة للتنظيم والتنسيق مع ادارات المؤسسات الاعلامية، لعقد لقاءات مباشرة مع شخصيات معنية بالترويج المضاد لهذه الصفقة، من اقطار مختلفة، لدراسة هذه المسالة والحديث عن تداعياتها واهمية العمل على تحديد المصطلحات وتعميميها على كل وسائل الاعلام الوطنية والمقاومة.
منسق التجمع في هولندا أ. جمال احمد
أشار الى ان الفلسطينيين يرفضون ان تكون قضيتهم قضية وطنية بل هي عربية قومية بامتياز، وهذا الوضع المتردي هو نتيجة الفوضى الخلاقة وضياع البوصلة لدى الكثيرين، مشيرا الى ان الدول الرجعية كالسعودية تتعامل مع الامر بمنتهى الصفاقة حيث بات التطبيع امرا واقعا معلنا ولم يعد يجري بالخفاء.
مدير وكالة القدس للانباء خالد ابو حيط – حركة الجهاد الاسلامي
من جهته، لفت الاستاذ ابو حيط الى ان مخاطر ما يسمى صفقة القرن لا تقتصر على الشعب الفلسطيني، بل تتعداه الى الاردن ومصر وكل الشعب العربي، وهناك ابعاد ومخاطر كبيرة جدا. وقد باتت وسائل الاعلام كلها مهتمة بموضوع توطين اللاجئين بغض النظر عن توجهاتها وينبغي العمل على التقاطعات معها. اما الانظمة العربية التي تعتبر جزءا من هذه الصفقة التي تريد تغيير وجه المنطقة، فهي تحضر لحروب من دمائنا واموالنا واوطاننا
واشار الى ان دور الاعلام التنبيه لعدم الوقوع في افخاخ الاعلام المضاد، حيث ان كل ما يردنا عن هذا الموضوع يصل من وسائل الاعلام الصهيونية، وهي في حقيقة الامر صفقة تعاني الصعوبات بل متعثرة وتواجه عقبات حقيقية… لافتا الى اهمية دور الاعلام البديل الذي يخاطب الشباب من خلال اليات موجهة، حيث لا بد من اخذه بعين الاعتبار.
كمال الخطيب – المكتب الاعلامي لفرع التجمع في السويد
من جانبه، لفت الاستاذ الخطيب الى التخوف من ان تكون هذه الصفقة محاولة تمويه عما هو أدهى منها… كما ان اقدام المقاومة داست هذه الصفقة على ابواب دمشق التي كسرت كل المحاولات التي عملت على ضرب الصمود السوري، مشيرا الى ان الضخ الاعلامي المعادي يتطلب العمل على نشر الوعي بين الشباب في الوطن والمهجر لايصال الصورة الحقيقية عما يجري في الوقت الراهن.
غصون صقر – مسؤولة العلاقات العامة لفرع التجمع في المانيا
بدورها، تساءلت الاستاذة صقر عن الوسائل التي ينبغي العمل عليها لتفعيل دور التجمع الاعلامي في اوروبا، ومخاطبة وسائل الاعلام الغربية والتي يمكن للمغتريبن العمل على استغلالها …
الاعلامية العراقية أ. فرح صلاح – قناة الكوثر
من جهتها، اشارت الاستاذ فرح الى ضرورة التركيز على الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكن العمل على “الانفوغرافيك” لتوصيل الفكرة بسهولة عن ماهية الصفقة، ويتم تعميمها على الشباب عبر هذه الوسائل…
معالي الوزير الدكتور عصام نعمان – منسق عام الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي وعضو مجلس امناء التجمع
بدوره، أشار معالي الوزير نعمان الى ان قضية العرب في فلسطين في كل مرحلة لها مفهومها ومرتكزها الاساس، وفي هذه المرحلة فان القضية تعني بالدرجة الاولى ارادة المقاومة ومنهجها، وما ترمي اليه هذه الصفقة هو تعطيل هذه الارادة وقتلها عند العرب عموما والفلسطينيين خصوصا…
ولفت الى ان علينا ان نتنبّه لهذا الموضوع الحساس، وهو صون ارادة المقاومة وتفعيلها والتزام نهج المقاومة وتفادي المعوقات والافخاخ التي ينصبها المحور الصهيو-امريكي في كل مرحلة من مراحل هذه القضية..
الاعلامية اليمنية ماجدة طالب قناة الساحات، عضو التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
ولفتت الاستاذة طالب الى ان نسبة كبيرة من الشعب اليمني تجهل ماهية صفقة القرن، والتي تؤثر بشكل ما على الشعب اليمني الصامد… فالواجب التنبه الى سبب الاسراع في محاولة تطبيق صفقة القرن وتعميم الوعي ونشر المعرفة والمعلومات الدقيقة حول هذا الامر.
الدكتور ناجي أمهز مسؤول لجنة الإعلام في التجمع
من جهته، أكد الدكتور أمهز على أن الفرصة كبيرة جدا لإفشال صفقة القرن، مشيرا الى ان اجتماعنا اليوم هو بداية جيدة لإصلاح خطأ تاريخي وإعادة إحياء النخب المقاومة والاستفادة من التجارب السابقة وخاصة أن العولمة فرضت شروطا جديدة في صناعة الراي العام المحلي والعالمي، وهذه الشروط اليوم متوفرة في المحور المقاوم فنحن أصحاب قضية محقة نضالية إنسانية تختزل الوجع الإنساني
واعتبر ان القضية الفلسطينية هي قضية محفزة لوحدة الصف وإعادة تفعيل الرأي العام العربي وضخ الدماء في جسد الأمة، وما صفقة القرن إلا خلاصة الفكر الصهيوني لانهاء القضية الفلسطينية وتمزيق الامة اسلاميا وعربيا، واليوم لا يوجد لدينا عذر لإفشال هذا المخطط الجهنمي واحباط هذه المؤامرة.
وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور يحيى غدار أمين عام التجمع على تشكيل لجنة متابعة للتواصل مع الوسائل الاعلامية التي لم تشارك في هذا اللقاء ودعوتها للمشاركة في اللقاء الدوري القادم الذي تم الاتفاق على عقده يوم الاثنين الواقع في 30 تموز 2018 الساعة الخامسة عصراً في المقر الرئيسي ببيروت. كما أكد أن على كل المشاركين في هذا اللقاء تحضير ملخص لقراءتهم لصفقة القرن والوسائل العملية المقترحة التي يجب العمل من خلالها على كشف ومواجهة هذه الصفقة.
الثلاثاء 17 تموز 2018
الأمين العام للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
د. يحيى غدار
www.tajammo3.org_____info@ tajammo3.org