فخامة القائد: المسافة إلى قصر الشعب في دمشق أقرب من بيت الوسط…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
بينما يبعد بيت الوسط عن قصر الشعب في الحازمية بضع مئات من الأمتار، تبدو طريقه مزروعةً بالأشواك والحواجز والشروط غير المنطقية والالتزامات غير اللبنانية، فتعيق الوصل بينهما وتؤخّر تشكيل حكومة العهد الأولى…
بينما المسافة بين قصر الشعب على كتف قاسيون وقصر الشعب في الحازمية المطلّ على بيروت المتحولة إلى مكبّ نفايات نقّال، وبحرها الملوّث حتى الثّمالة، والعارف بأدقّ تفاصيلها، تبدو أقرب وبلا حواجز أو ألغام…
فخامة القائد الرئيس؛ فعلتها مرّاتٍ، وكنت القائد فكراً وممارسةً وجرأةً وتنفيذاً، حالفت حزب الله وخضتما معاً حرب تموز، وانتصرتم، وكانت سوريا ثالثكم…
وفعلتها بجرأتك النادرة عندما تحوّلت بالمسيحية من غربتها وَعُدْتَ بها إلى بيتها الأول، واستقبلتك دمشق وإدلب بفرحٍ وبمهرجانات الحبّ والتقدير والوفاء…
فخامة القائد؛ وأنت اليوم المسؤول الأول، والحافظ للعهد وللدستور، والمؤتمن على لبنان ومصالح شعبه، وأنت خير العارفين بما يعانيه لبنان من أزمة ومن خطر الإفلاس، وقد قلتها علناً بجرأتك، وقالها غبطة البطريرك، ويقولها ويردّدها الكثير من المسؤولين والخبراء، وتجري الأمور تحت ناظريك، وأنت خير العارفين، وقد أوفاك بالمعلومات وبالأرقام الكثير من الخبراء وزوّارك من الأوروبيين والآسيويين، وأنت العارف بحكمتك أن القدر مرّةً ثانيةً يضع لبنان في حاضنته التاريخية والجغرافية، ويجعل الباب الوحيد للخروج من أزمة الإفلاس ومن كل الأزمات بما في ذلك أزمة اللجوء وأزمة الفساد والإفساد، والتفريط بالوقت وبالفرص، وأزمات التعطيل بأوامر خارجية ومن جهاتٍ ترتسم هزائمها في كل السّاحات من باب المندب إلى القنيطرة وإدلب، وأنت بمواقفك الصلبة وبمبادراتك وبتفاهماتك مع السيد حسن نصر الله شركاءٌ في نصر سوريا، وسوريا التي عرفتها أمينة ووفيّة وحريصة على لبنان وحلفائها فيه…
كلّ ذلك، وبدل أن يبقى لبنان يرواح مكانه تحت وطأة التعطيل والتخريب والرهان على الانهيار، لتدفيعك وعهدك وتيارك وتحالفاتك ثمن مواقفك الصحيحة، على عكس ما كانه الآخرون المعطّلون والمتورّطون بالدم السوري ظلماً وجوراً، وهم وصحبهم على عتبة الهزيمة التاريخية الجارفة…
فخامة القائد؛ الأنظار والأفئدة ترنو إليك، فأنت الأمل الباقي والمتمكّن من التحوّل بلبنان إلى ضفّة الخلاص قبل فوات الأوان… ضفّة المنتصرين وبناة الشرق الجديد والذين يغيّرون في الإقليم والعالم، ويبدّلون بالأحوال فالأمل الجارف ألّا تفوّت الفرصة ليصير لبنان في عهدك شريكاً في صناعة الآتي من موقع الفعل الفاعل لا المُنْفَعِل العاجز..
والأمل؛ أن تبادر فتفعلها كما فعلت أخواتها من قبل واكتسبت مكانتك وصفتك القائد قبل أن تصير الفخامة…