غزة أمام هدنة ومصالحة… النصر السوريّ وصمود غزة وتضحياتها تثمر
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
بلع نتنياهو ووزير حربه ليبرمان ألسنتهم، فبينما كان إسقاط الاسد خلال أيام وتفتيت سوريا وإقامة جدارٍ أمني للكيان في جنوبه وغربه هدف ورهان، صار الأسد وحكمه المركزي مصلحة اسرائيلية “حصرم رأيته في حلب”….. هكذا يتصرف المهزومون ويحاولون الاستثمار في التطورات، لكنها سوريا يا أغبياء، والجولان وسطها وفلسطين جنوبها وستعود، وما النصر السوريّ إلا لتحقيق الهدف الاسمى وليس لتطمين “اسرائيل” وتأمين حدودها وحمايتها، فقد تغيّر الزمن وتتغيّر معه الدول والرجال….
نتنياهو وليبرمان، بلعوا ألسنتهم، وقد خسروا الحرب الحاكمة في مستقبل الكيان وحقّ العودة في غزة، وذهبت عنتريّاتهم مع الريح، والأصحّ جرفتها مجارير غزة ومياهها الآسنة، فذلك هو مكانهم ومكان دولتهم المسخ….
مصر أمسكت بالملف الفلسطينيّ بلا شريك، ولم يعد من مكان لقطر، واردوغان ولحركة الاخوان المسلمين، وبذلك أيضا تنتصر غزة لقضيّتها الوطنية والقومية وتتمرّد على محاولات تجييرها حزبيا أو عقائديّا أو في خدمة توافقات اردوغان – قطر والاخوان مع الامريكي والاسرائيلي المهزومين في سورية وإقليم المقاومة وحلفها…
“اسرائيل” بعد تهديداتها بتصفية قادة حماس، ومطلقي الطائرات الورقية والواقيات الذكرية، تقبل وصول قادة حماس الخارج، وتؤمّنهم لعقد اجتماعات لقبول العرض المصري “الاسرائيلي أصلا وقولا” وتمرير هدنة لخمس سنوات، ومصالحة مع السلطة وفتح، وبين العروض تأمين غزة وفتح المعابر ومعبر رفح بصورة دائمة، وتموينها بالمحروقات والكهرباء ووعد أن تشرف الامم المتحدة على بناء مرفأ في مصر لتخديمها، والشروع في إعادة الاعمار الذي تأخر أكثر من عقد من الزمن…
ويصير السؤال اللازم الاجابة عليه؛ لماذا الان قررت “اسرائيل” وفوّضت مصر، لتقديم العروض ولفكّ الحصار الظالم والابشع في تاريخ الانسانية…
هل للكيان الغاصب ضمير إنساني؟؟ هل كفّ الكيان عن أن يكون أخطر وأقسى الاحتلالات في التاريخ؟؟ هل صحت الضمائر في المستعربين والمتأسلمين والصهاينة…
المنطق يقول لا كبيرة جدا جدا…
إذا: هناك جديد فُرِضَ عليهم… والجديد سار على ثلاث مرتكزات…
سورية تنتصر، وامريكا تنسحب وتترك وكلاءها وعملاءها لمصائرهم واقل ما سيكون سقوطهم وانفجار نظمهم وجغرافيتهم بما في ذلك الكيان الصهيوني المتحوّل الى عبءٍ كبيرٍ على امريكا والغرب وقد نفذت صلاحيته ولم يعد أحد بحاجته…
وغزة تصمد وتنتصر بعزيمة شعبها وتضحياته غير المسبوقة في تاريخ النضال البشري، بصدورٍ عاريةٍ وأيدٍ فارغة وبطون جائعة ترابط كل جمعة على الشريط الشائك لتثبيت حق العودة باعتباره حقاً راهن الانجاز…
المهم أن يدرك البعض الاسباب والدوافع والرغبات وما يقرر للمستقبل..
فـ”اسرائيل” مهزومة ومرتهبة من التطورات ومعها مساندها العربية والاسلامية، وستحاول كسب الوقت، وتراهن على تحويل القضية الفلسطينية الى مجرد مطالب حياة، وتأمينها، وبقصد الاستفراد بالضفة وفلسطين 1948 وتمرير يهودية الدولة…. فهل تقبل غزة ان تصير البديل؟؟ ام ستبقى على عهدها بتحرير كل فلسطين من البحر للنهر، وتؤكّد وحدة الشعب والقضية والجغرافيا وتثمر نصرها في مكانه ولهدفه المحوري…
الزمن زمن رجال المقاومة، والتحرير يجب أن يصير الهدف المحوري والاول فقد أزفت ساعته…