روسيا في سوريا… تحمي “اسرائيل” أم حلف استراتيجيّ لحلف المقاومة؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة…
يتزاحم المنظّرون، والفضائيّون من روّاد وسائط الاعلام بالقول؛ إن روسيا في سوريا لحماية الكيان الصهيوني، ومن قبل قالوا الكثير عن خلافاتٍ مع ايران، وعن أنها تحتلّ سوريا لتفرض عليها ما تريده أمريكا و”اسرائيل” وبأنها أعدّت دستورا روسيا لسوريا، وانها في الهدن والاستانة تتقاسم النفوذ مع الدول، وتكرّس واقع تقسيم وتعطي المسلحين مناطق نفوذ…
اليوم ينبري هؤلاء أنفسهم في القول إن الروسيّ في سوريا جاء ليحمي “اسرائيل”، وانه بهذا يتصادم مع حلف المقاومة الذي يضع على جدول أعماله العداء لـ”اسرائيل” وتحرير الأرض العربيّة المغتصبة والدفاع عن عروبة القدس في وجه محاولات تهويدها وتمرير كذبة “صفقة القرن”..
ما حقيقة الدور الروسيّ؟؟
المعطيات الماديّة والتطوّرات تحسم بالآتي:
– روسيا جاءت الى سوريا بدعوةٍ من السّلطة الشرعيّة ولمهمةٍ واضحة: تصفية الارهاب الصغير بصفته أدوات الإرهاب الكبير، أمريكا و”اسرائيل” وحلفهم وقد نجحت بإسناد حلف المقاومة فتشكّل حلف عالمي يقود العالم في المهمة المحوريّة له لتصفية الإرهاب المتوحّش المتحوّل الى وباء يهدد الإنسانية وقيمها في القرن الجاري…
– قالت روسيا على لسان الرئيس ومسؤوليها إنها في سورية لا تمنّن أحد بل هي جاءت لمحاربتهم في سوريا ومع جيشها وحلفها كي لا تقاتلهم على أسوار موسكو والمدن الروسية… وهذا قولٌ صادق..
– لا سوريا استدعت روسيا ولا روسيا جاءت لتحرير الجولان أو تحرير فلسطين فهذه أرضٍ عربية والعرب وحدهم معنيّون بتحريرها ولن تصير مهمة الصين أو روسيا أو أيّة دولة أو شعب..
– في مجريات الامور، ثبت أنّ روسيا تقود دبلوماسيّة عبقريّة بالاتفاق التامّ مع الرئيس الأسد، وهذا ما أعلنه مراراً وتكراراً، وقد نجحت في نقل التفاوض من جنيف إلى أستانا ثم إلى سوتشي فدمشق، ونجحت في تحويل محور الحرب السورية من أن تكون لإسقاط الأسد وتفكيك سورية الى الاتحاد العالمي في محاربة الارهاب، وهذا إنجازٌ عبقريّ بكلّ ما للكلمة من معنى… ثم وفّرت الأسباب والشروط لإسقاط بؤر المسلحين واحدةً بعد أخرى ولم تعطهم فرص التحكّم بمناطق آمنة أو تقاسم نفوذ أو…
– في معركة الجنوب، قادت روسيا دبلوماسية متقنة وفاوضت، وعندما توفّرت أسباب وشروط بدء الحرب… بدأها الجيش العربيّ السوريّ وحلفاؤه وأنجز نجاحات أسطورية في زمن قياسيّ ولم تلتزم روسيا بأيّ اتفاق مع “اسرائيل” أو الاردن أو أمريكا، بل وفّرت شروط المصالحات وتأمين المسلّحين في الرحيل إلى إدلب، وأمّنت الشرطة العسكرية الروسية عودة الاندوف إلى خطّ الفصل…
– التزام بوتين في قمة هلسنكي واضحٌ وغير ملتبس؛ نؤمّن أمن “اسرائيل” بناءً لاتفاق وقف النار 1973، كشرطٍ لتطبيق القرار الدولي 338 الذي وضع خطط تنفيذ قرار 242 بالانسحاب الاسرائيلي الى خط الرابع من حزيران، ولهذا زار لافروف وقائد الاركان الروسية تل ابيب للبدء في تفاوض هدفه المحوري تطبيق قرارات مجلس الأمن وإلزام “اسرائيل” بالانسحاب…
في تجربة روسية في سورية وفي اسناد ايران في وجه عقوبات ترامب، وفي التزام بوتين… ليس من دليلٍ واحدٍ أنّ روسيا تحمي “اسرائيل” إنما هي تفرض شروط سوريا بالتسوية إن كان هناك فرصة للتسوية؟؟
لتسكت الاصوات المشكّكة والمتشكّكة، وليكفّ الناعقون بالتوهين والأوهام… فالزمن يسير على ساعة سورية والتزاماتها الوطنية والقومية وروسيا وسورية وايران حلفٌ متمكّن واستراتيجيّ بتطابق المصالح ووحدة الاعداء والاهداف..