العراق مرّةً ثانيةً وثالثة بيضة القبان، والعقوبات الأمريكية تزيد الاشتعال
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
خرج رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية حيدر العبادي بتصريح قاصم ومغيّر في أحوال العراق ومكانته، فقد أعلن التزام العراق بالعقوبات الامريكية ضد ايران….
الموقف مفاجئ، فالرجل من قادة حزب الدعوة الاسلامية، والحزب بجميع تياراته وتكتلاته الحليف الأوثق لايران في العراق وفي “الشيعية” السياسية والجهادية…
العبادي جاء الى الحكومة بترشيح وإصرار أمريكي بعد غزو داعش للموصل والانبار، وايضا بتأييد إيراني بعد ترتيب آليات بقائه في الحاضنة، وبقصد المناورة على الامريكي ونفوذه في الدولة وفي المجتمع العراقي وتحكّمه بالعملية السياسية وهيمنته على الجيش والامن والمؤسسات وبالأخص التلزيمات والأنفاق وعقودها وعقود النفط، فأمريكا ترامب أعلنت أن لا هدف لها في العراق إلّا الاستيلاء على النفط بأي ثمن…
ترامب – بومبيو وعقوباتهم غير المسبوقة على ايران، لم تترك للعبادي فرصة المناورة، كما هي لم تترك لجميع حلفائها أيّة مساحة للمناورة، والقرار إما أن تلتزموا بالعقوبات أو نقطع كل علاقاتنا الاقتصادية…..
ردّت القوى والكتل السياسية والحشد الشعبي وحزب الدعوة “فرع المالكي” على العبادي بعنف، وأصبحت العقوبات على ايران وموقف العراق منها مسألة فاصلة في تشكيل الحكومة المزمعة بعد الانتخابات النيابية…
على مسارٍ آخر ما زالت الاحتجاجات الشعبية الواسعة ومطالبها الحياتية والسياسية المحقّة مندلقة في شوارع البصرة والنجف والكوفة وعموم المحافظات الجنوبية وذات الاغلبية الشيعية، وقررت تنسيقياتها أن ترفع شعار “ارحل” إشارةً الى العبادي وجماعته في الحكومة والمؤسسات، وتحميله مسؤولية تفاقم الازمة والنهب والافساد والهيمنة الامريكية على القرار العراقي…
روسيا والصين والاتحاد الاوروبي وباكستان وتركيا رفضت الالتزام بالعقوبات الامريكية، بينما العراق المفترض أنه الأقرب والأعمق تحالفاً مع ايران، والمتهمة إيران بالهيمنة والسيطرة عليه، ويجري تحميلها مسؤولية الازمات التي تضربه، يعلن على لسان رئيس وزرائه المنتهي الصلاحية الالتزام بالعقوبات بذريعة تحقيق مصالح العراقيين…
هكذا حققت أمريكا أحد أهدافها الأساسية بأن جعلت من العراق ساحة اشتباك مع ايران، وكشفت الحقيقة على أنها ما زالت تحتل العراق وتتحكم بادارته وبعمليته السياسية، وقادرة على إلزامه بما تريد على عكس النفوذ الايراني الذي يبدو هامشيا، وغير مقرّر في السلطة والعملية السياسية…
والحال؛ فالفرصة باتت ذهبية أمام العراقيين الوطنيين، وأمام حلفاء إيران، والشعب الايراني، فالاحتجاجات التي جرى توجيهها لاتهام ايران وحلفائها يمكن تصويب حراكها وتوجيهه الى العدو الرئيسي والمسؤول الاول عمّا بات عليه العراق من تدمير وفقر، وفساد، وكوارث….
تظاهرات النجف والكوفة غداً تقرّر أن ترفع شعار “ارحل” للعبادي، فيجب أن يصير الهدف المحوري للحراك، ويجب أن يُرفَد من كلّ القوى والفاعليات الوطنية، ولا بدّ من أن تتّحد تحته مختلف الفصائل وتنسيقيات الاحتجاجات وبذلك تصوّب الشعارات ويصير المستهدف الاساس هو ذاته من ابتلى العراق بكل ما هو فيه…
الحرب الايرانية – الامريكية بدأت، ومسرحها الاساسي العراق، فمن يظفر به يظفر بالحرب، والحرب جولات ومسارح وفروع، ونتيجتها هي التي تقرر اتجاهات سير الزمن الآتي…
لحماية ايران ولتتمكن من مواجهة الحصار والعدوان الامريكي الظالم والباغي لا بد من طرد أمريكا من العراق وتصفية نفوذها، وذات الوصفة تصحّ حيث يحاول أُجراء أمريكا تعطيل تشكيل الحكومات وأخذ البلاد الى الفوضى والتفتيت…