فلسطين 48 تنهض وتصرخ في وجه الصهاينة: هذه بلادنا فارحلوا
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
ارتكبت “اسرائيل” الحماقة في الوقت القاتل، فقد انتفخ رأس نتنياهو والمستوطنون والصهاينة التلموديّون واعتدّوا بأنفسهم ويفترضون أنهم باتوا حكّام العالم عبر البيت الابيض بشخص ترامب الذي لبّى كل مطالب نتنياهو ونقل السفارة الامريكية إلى القدس لتطويبها عاصمة الكيان الصهيوني، وكأنه مالكٌ للأرض والوطن وقادرٌ على أن يعطي ما لا يملك لمن لا يستحقّ وليس له أيّ حقّ …
وعلى وقع افتراضات نتنياهو وترامب الانتصاريّة بتلك الاجراءات، هيمن المتطرّفون ومرّروا في كنيست العدو قانون يهودية الدولة لتأكيد عنصريّتها وعدوانيّتها ولأخذ الصراع الى أبعد ما يمكن…
الكيان الصهيونيّ عدوانيّ عنصريّ احتلاليّ واستئصاليّ أقرّر الكنيست يهودية الدولة أو لم يقرّر، فلا هذه تغيّر ولا تلك، و”اسرائيل” عنصريّة الدم واللحم والتأسيس ونمط الحياة والتصرفات ….
غير أنّ القرار كان يقدّم إشاراتٍ إضافيةً على أن أيام “اسرائيل” العادية باتت معدودة على ما قاله رئيس وزرائها الأسبق أولمرت عشيّة هزيمة حرب تموز 2006، ونحن اليوم في ذكرى الانتصار الإلهي…
والأدلّة والواقعات متقاطرةٌ في هذا الاتجاه، فالهزيمة في سوريا تغيّر قواعد ارتكاز التوازنات الاستراتيجية للصراع العربي الصهيوني…. وتغيّر بما قبلها، وطائرات غزة الورقية تهزم “اسرائيل” وسلاحها النووي، وروح غزة الكفاحية ترسم ملامح حقبة تاريخية تنتصر فيها شعوب الاقليم وتُنهي الوجود الامريكي في العرب والمسلمين… وتنتفي معه الادوار الوظيفية للكيانات والنظم والدول التي أقيمت في خدمة الدول والمصالح الاستعمارية….
أن تستعجل “اسرائيل” إعلان نفسها دولةً دينيةً لليهود الغزاة لن يغيّر في حقيقة الميادين والتطوّرات، ولن يغيّر في معطيات الواقع وعناصر ونتائج الانتصارات الجارية إنما فقط يُعلن قرب نهاية الكيان الصهيوني، ويستعجل النهوض واستنفار عناصر القوة في شعبٍ مقاومٍ لا يرفع رايةً بيضاء أبداً، فقد خرج أصحاب الارض الحقيقية بتظاهراتٍ ورفعوا العلم الفلسطينيّ في فلسطين التاريخية إيذاناً بأنّ الزمن أزف والأرض تنادي أهلها لتعود إليهم وينتصر الحقّ ويقوم ميزان العدل الإلهي…
وكما بدأ فلسطينيو 1948 الحراك الميداني بصلابةٍ وتصميمٍ على روح غزّة التي تستحضر حقّ العودة كحقٍّ راهن، ولم ولن تقبل بديلاً، وأسقطت محاولات مقايضة حقّ العودة بتلبية مطالب اجتماعية حياتية، وأسقطت مجرد التفكير بتأمين الكيان الصهيوني عبر هدنة طويلة…. كذلك تحرّك الدروز العرب في فلسطين وبدأوا فكّ العلاقة مع الكيان الغاصب ردّاً على إعلان يهوديته وتظاهروا في تل أبيب معلنين أنّ زمن الكيان الصهيوني بدأ ينفذ…
انتصارات المقاومة وحلفها منذ حرب تشرين 1973 ومراكمة الانتصارات وتتويجها بنصرٍ إلهي في 2006 وآخر تاريخيّ عبقريّ في سوريا، كلّها تفيد بأن وقت تحرير فلسطين أصبح راهناً والعودة المظفّرة أصبحت أقرب من الجفن إلى العين.. هكذا تزهر دماء قوافل الشهداء فتلوح بيارق النصر…