الرئيس الحريري يطلق النار على الميثاقية والنأي بالنفس فيدفن الدستور!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
قام الدستور اللبناني على مقولة الميثاقية والديمقراطية التوافقية، والمحاصصة في السلطة ومكاسبها وفي تقرير سياساتها، ومواقفها…
وأثناء الحرب العالمية العظمى التي شُنَّت على سوريا، اشتقّ العقل الميثاقيّ مقولة “النأي بالنفس”، واتخاذ موقف الحياد في الصراع بين المستعربين والمتأمركين المتأسرلين وعرب المقاومة والكرامة….
وقاعدتا الميثاقية والنأي بالنفس، تلزمان أي مسؤول لبناني أيّاً كانت منزلته بعدم الانحياز بشخصه وبمواقفه وبالمؤسسة التي يقود في الصراعات ويتخذ موقفا تصالحيا وايجابيا لصالح رأب الصدوع والسعي لتلطيف الازمات أقلّها بانعكاساتها على لبنان المأزوم حتى النخاع والمضروب بنظامه وبوظائف كيانه الفاقد للدور والموقع….
رئيس الحكومة المكلّف، وغير الجادّ في تشكيل الحكومة بناء على التدخلات الخارجية، ولأهداف ليست خافية على أحد لجهة محاولة أخذ لبنان الى الفوضى والانهيار، رغبة في تأزيم جمهور المقاومة وقاعدتها الاجتماعية، وتلك في خدمة “اسرائيل” وامريكا وحلفائهم بلا لبس أو إبهام، وبذرائع واهية لا تنطلي على عقل ساذج، والمتمسك باحتكار تمثيل مذهب بعكس القاعدة المقترحة للتشكيل او لنتائج الانتخابات النيابية، لم يكتفِ بالتعطيل، بل ذهب أبعد بكثير بأن أطلق النار على الميثاقية، والنأي بالنفس، فقتل الدستور المعطّل أصلاً، والمعلّق على خشبة التحاصص، والفساد والافساد والهدر..
قالها بغير سبب، أو طلب، أو حاجة لبنانية؛ لن نقيم علاقات مع سوريا ولسنا مهتمّين بفتح معبر نصيب، قالها؛ برغم معرفته العميقة بأن العلاقة مع سوريا حاجة حياتية وشرط لمعالجة الازمات، وتأمين ميثاقية الدستور…..
نسأل لماذا الآن؟ وما الهدف؟؟ وأين المصلحة اللبنانية؟؟
الجواب؛ فقط لتلبية حاجات الخارج بالضغط على سوريا وحلف المقاومة، وانضباطا في هجوم ترامب على ايران كما قال السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير بانتظار ما ستؤول إليه الضغوط الامريكية على ايران، ونصح “بأنكم كما هزمتم سابقا وكما سقطت رهاناتهم ستهزمون وتسقط رهاناتكم”، وحذّر بأننا نحن الحلف المنتصر والصاعد وقد تصير مطالبنا مطابقة لمفاعيل انتصارنا، وان العالم وحكوماته وأجهزته تقف بالصف أمام السفارات السورية وعلى الحدود….
بين تصريحات الحريري وصحبه من القوات والتقدميّ، وما قاله السيد، مسافة فلكية، فالسيد حريص على لبنان والميثاقية، والوحدة الوطنية، والدستور، والنأي بالنفس، بينما الرئيس المكلّف وحلفه ساعٍ الى التعطيل والتفجير والاستفزاز واستعداء سوريا علنا وبلا مقدمات أو مصلحة…
وبكل حال، فسوريا وقيادتها وشعبها وجيشها المنتصر لم تستجدِ أحداً لزيارتها أو ليضمن بيان وزارته تصحيح ما ارتكب من خطأ مميت وقاتل عندما أسند الارهاب وتآمر على سوريا، وسوريا تاريخيا لا تغدر، ولا تصفح ولا تسامح…
إذن، الحريري في قوله وتصريحاته المتكررة، عن عدم رغبته بزيارة سوريا، ورفضه عودة العلاقات الى مجاريها الطبيعية، هو يستعدي اللبنانيين أنفسهم، ويستفزّ أصحاب المصلحة في فتح الحدود والعبور الى الاسواق، ويعلن موت سياسة النأي بالنفس، ويتفرّد بفرض إرادته ومصالحه ومن يمثّل ولمن يستجيب من أوامر على كل اللبنانيين وهذا ارتكاب خطير يميت الدستور ومقدمته، ويلغي قواعده والتوافقات والميثاقية، والسيد عندما يحذّر وينذر يضع النقاط على الحروف…
يصير السؤال: الى متى سيبقى اللبنانيون عاجزين عن حماية الدستور والنظام، وهل يقبل اللبنانيون بأغلبيتهم الساحقة أن يعاملهم الرئيس المكلّف كأنهم قطيع من الرعايا، وانه السلطان الأمير الآمر الناهي والمقرّر عنهم ولو ضدّ مصالحهم ومستقبلهم…
هو وأترابه وحلفاؤه أحرار بما يرغبون وبرهاناتهم، وليحصدوا العاصفة بعد أن زرعوا الريح، لكن ما ذنب لبنان، والمزارعين، والصناعيين واصحاب المؤسسات السياحية والعقارية، وما ذنب الاستقرار الوطني؟ ولماذا يقبل اللبنانيون وقواهم ان يجري تلزيمهم نتائج العناد ورفض الاقرار بالمعطيات وبالهزيمة…؟؟