العيد المبارك يعود ولبنان الشعب العظيم وقطعة من السماء… معلّق على خشبة أحقاد وأوهام أشخاص… يا للهول
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
يستعد اللبنانيّون وعموم العرب والمسلمين لاستقبال عيد الاضحى المبارك.. أعاده الله على أمتنا بالبركات والانتصارات والسلام…
ويعود حجاج البيت الحرام وقلوبهم مفعمة بالايمان، ويحدوهم الامل بأن يجدوا أوطانهم في غير حال مع حلول العيد المبارك…
فكيف سيجدونها وقد ضربها الفساد والارتجال ، وعلّقوا حياة الشعوب ومستقبلها على مصالحهم الشخصية والعائلية غير مبالين ولا هم راغبون بالاستجابة للدعاء او المطالب والحقوق…
لبنان الذي تغنّى به الشعراء والقادة وغنّى المطربون لخصاله وفرادته وفرادة أبنائه منذ الفينيقية الى الانتشار اللبناني… “وأرزاته اللي عاجقه الكون” …
وغالبية اللبنانيين هاجروا وعملوا أو تعلّموا ودرسوا في أهم جامعات العالم في الخارج واختلطوا وحملوا جنسيات عالمية وأبدعوا، وكانوا وما زالوا من النافذين في العلوم والتجارة والسياسة ….
هذا الـ “لبنان” ذاته وهؤلاء اللبنانيون أنفسهم يصيرون اليوم بغير سببٍ مقنعٍ مسلوبي الارادة ومعطلين عن التفكير والابداع، ومغلولي الايدي والاقدام عن الفعل ….
غريب أمرهم، وغرباء هم عن لبنانيتهم، وعمّا تعلموه وما عاصروه في بلاد العالم الواسعة فلا تجدهم قادرين على التعامل مع واقعهم المخزي والمعيب، ولا هم عارفين كيف يتصرفون مع واقعهم المخزي والحالة التي يندى لها الجبين… وجيوب العائلات والآباء فارغة لا تستطيع تلبية فرح الابناء والاحفاد بقدوم العيد السعيد…
مياههم ملوّثة ومقطوعة ويدفعون ثلاثة فواتير مياه وفاتورتي كهرباء ويتنفّسون روائح دخان المولدات وعفن وجراثيم النفايات ويأكلون ما يشبه الاطعمة المنتهية الصلاحية والمسمومة، وبغياب أيّة رقابة صحية، والخضار والفاكهة المتشرّبة أدوية ومياهاً وأسمدة مسرطنة، ومؤسّساتهم تفلس، وشابّاتهم وشبابهم خريجو الجامعات بأكلاف فلكية يبحثون عن فرص في بلاد الله الواسعة وكل فرد منهم يحمل دينا عاما بعشرات الاف الدولارات ويعجزون عن شراء منزل او اطلاق مشروع استثماري…
هكذا ترتسم حياة لبنان واللبنانيين ويصير الفرق بين التغنّي والاشعار التي يغنّونها عن لبنانهم ويقنعون أنفسهم بها وواقعهم كالفرق بين الثرى والثريا ….
والخطورة أنّ البلاد بحسب قول رئيسها ومعظم خبرائها ومثقفيها وزعمائها تقف على عتبة افلاس وانهيار قد يطيح بالنظام ويذري الكيان وأبديته في رياح الاقليم وتبدلاته العاصفة… وتجربة تركيا ماثلة امام الجميع…
وبالرغم من كل هذا – ويكاد كل لبنانيّ يعرفه – وعندما تلوح بوادر امكانية الخروج من هذه الحالة التي تنذر بالكارثية يقبل اللبنانيون ومؤسساتهم وكبارهم وصغارهم بأن يُصلب لبنانهم ويصلبون جماعة وافرادا على خشبة مزاج شخصيّ وقرار ثأري ومعاندات لا طائل منها لشخص أو لأشخاص سبق أن ورّطوهم بحروب لا مصلحة لهم بها ولا فائدة تُرجى بل وانتحارية …..
والشخص والاشخاص ذاتهم سبق لهم ان ارتكبوا كل الاخطاء المدمرة وكانوا اسياد الحكومات وحاكميها لعقود، وتجربتهم وسياساتهم ثبت بالملموس أنّها كلّفت وتكلّف لبنان الزمن وهدر القوى الشابة والقدرات وترتّب الديون الفلكية، وكرّسوا ويكرسون الفساد والافساد والهدر وتكبيد لبنان الاكلاف الكبيرة وهم ذاتهم وبأنفسهم وبسياساتهم أوصلوا لبنان واللبنانيين الى حالتهم المزرية…
وهم هم على ما شبّوا عليه، ويصرّون على تعطيل تشكيل الحكومة ويقتلون الدستور ويتطاولون على الوفاقية وعلى الحق بالحياة بتفاصيلها وليس لهم حجة او ذريعة مقنعة سوى العناد والاوهام واعتقال الدولة وحجز شعبها على مشجب مصالحهم وافكارهم هم …
وبرغم وضوح الصورة والحال يبقى اللبنانيون العباقرة والمبدعون والمتعلّمون والشعب العظيم و”هالكام ارزة العاجقين الكون” وقطعة السما في حالة كمون وقبول ورضى بما سلط عليهم وبمن يتحكم بهم ويتسبب بكل ابتلاءاتهم…
غدا في اول ايام العيد المبارك سيتبارى المسؤولون انفسم باطلاق الوعود وزرع الاوهام وسيصدّقهم الكثيرون، والاخرون يكرّرون “بأي حال عدت يا عيد”… فوعد العيد مع هؤلاء وزبانيتهم بان يعود ولبنان بأسوأ حال كما جاء العيد وسبقته اعياد.. فلن يغيّر العيد من حلّته وحلوله بالبركات ما لم تغيّر شعوبنا طبقتها الحاكمة وتغير في النظم …
حقا هزلت…. ويسجل التاريخ تناقضا غير مفهوم ولن يفهم يوما… ولو ادى الى الكارثة والفوضى والناس “عايشة وشايفة وقابلة”…
هل من تفسير…
هل من احد يستطيع تقديم التبرير … ولماذا تتكرر ايام الاعياد من سنة لأخرى وحالنا من وراء الى وراء؟؟