سوريا وإيران توقّعان اتفاق دفاعٍ مشترك… ويتحدثون عن انسحاب إيران من سوريا؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
أشبعنا المنهزمون والمهوّلون، والسّاعون الى تطويب أمريكا و”اسرائيل” قوىً هرقليّة قدريّة بالحديث عن خلافاتٍ سوريّة روسيّة إيرانيّة في سوريا، وقالوا الكثير عن قرارٍ روسيّ سوريّ بإنهاء الوجود الإيرانيّ في سوريا، وكأنّ سوريا كانت في يومٍ ما مستعدّةً لتستجيب لضغوطٍ اسرائيليةٍ أمريكيةٍ في شأن سيادتها وقرارها السياديّ، أو هي كانت في ساعةٍ ما مستعدّةً أن تبيع سيادتها وقرارها السيّد بأموال خليجية أو بمحاولات احتواء أمريكية عبر قطر و تركيا….
وكالعادة، فسوريا تؤكّد على لسان الرئيس مرّةً بعد مرّة عن عمق التحالف واستراتيجيّته وديمومته، وكذلك تفعل إيران ويقولها صريحاً السيد حسن نصر الله بأنّ القرار هو للرئيس الأسد، وبأنّنا مطمئنون إلى التحالف الاستراتيجي مع سوريا وأنّها كانت وستبقى جدار المقاومة ومرتكزها…
وكانت الأنباء تسرّبت مراراً عن أنّ عرضاً خليجياً أمريكياً حمله أردوغان وأمير قطر عام 2011 قُدّم للرئيس الأسد بمقابل تخلّيه عن المقاومة وإيران، يقدّم له ثلاثين مليار دولار ويتم تسليم المعارضين وقادتهم لتتم تصفيتهم باكرا، ويومها لم يعر الرئيس الاسد أيّ اهتمام للعرض وقالها صراحةً: أردتموها حرباً فلتكن، ولم يسأل إيران أو حزب الله رأياً، فالمسألة تمسّ سيادة سوريا وقرارها وعروبتها وحريّتها والتزاماتها التاريخية والقومية….
وبرغم شيوع وإعلان تلك الواقعة مرّاتٍ وعلى ألسنة قادة الخليج والأتراك أيضاً، إلا أنّ فريقاً عابثاً أو قاصراً يستمرّ في ترويج أفكارٍ من أنّ سوريا ستبيع حزب الله وإيران بمقابل أموالٍ تعرض عليها من السعودية، أو لرغبة في مصالحتها، وكأنّ سوريا مجرّد أرض بور يفعل بها الزناة ما يرغبون…
في زيارة وزير الدفاع الإيراني لسوريا، وفي التوقيت الزمنيّ حيث استكملت الاستعدادات وحشدت القوّة لتحرير إدلب، وبظلّ تهويلٍ أمريكيّ ومعلوماتٍ عن احتمالات عدوانٍ ثلاثيّ جديد، وفي سياق المطالب الأمريكية التي تحاول مقايضة الوجود الأمريكيّ في الشمال الشرقي السوريّ والسماح لسوريا بتصفية الإرهاب في إدلب، بمقابل انسحابٍ إيرانيّ من سوريا…
الزيارة إذاً، موقوتةٌ على ساعة دمشق – طهران، لتقول الوقائع والنتائج أنّ سوريا وإيران في تحالفٍ استراتيجيّ يتعمّق ويتأكّد ويتعزّز بالانتصارات التاريخية، ويعلن المُعلَن مرّة ثانية ويوقع اتفاق دفاع مشترك، بمعنى أدقّ، تقول سوريا وإيران للعالم وفي هذا الزمن الحرج، نحن حلفاء، وسنقاتل معاً، وأيّ عدوان على سوريا هو عدوان على إيران والعكس، وأنّ الجيش الإيرانيّ وأسلحته والحرس الثوري وأذرعه اليوم تحت إمرة قيادةٍ مشتركةٍ تقرّر فيها سوريا زمن الحرب وطريقة الردّ والتعامل مع أيّ عدوان…
زيارة وزير الدفاع الإيرانيّ لدمشق وتوقيع معاهدة الدفاع المشترك هي صدمة وصفعة لكلّ من راهن على تفكيك حلف المقاومة أو على تناقضاتٍ سوريّة روسيّة إيرانيّة… وردّ حاسم على أيّ عرض يقايض الوجود الأمريكيّ أو وجود الارهاب المتوحّش أو ضمانات لـ”اسرائيل” بمقابل فكّ التحالف مع ايران….
هذه الوقائع قاطعةٌ إن كنتم تعقلون، أمّا غير ذلك فليس أمامكم إلّا حراثة البحر أو فاشربوه!…