التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة يعقد المؤتمر التضامني الأول لفك الحصار عن اليمن
بسم الله الرحمن الرحيم
تحت عنوان “معاً لكسر الحصار عن اليمن” عقد التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة المؤتمر التضامني الأول مع الشعب اليمني الشقيق، بمشاركة شخصيات وفعاليات سياسية وثقافية واعلامية عربية واسلامية…
افتتح اللقاء بالنشيد اليمني ونشيد التجمع، ومن ثم الوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الامة الابرار.
وبعد الترحيب، تحدث أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار عن الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء الشعب اليمني الشقيق في ظل العدوان الظالم لتحالف الاستعمار والصهيونية والرجعية على مهد العروبة وأشدّ داعمي قضايا الأمة.
وأكد الدكتور غدار ان من الضرورة بمكان اتخاذ كافة الخطوات العملية التي من شأنها تخفيف وطأة هذا الحصار وايقاف الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا اليمني، معلنا عن تشكيل الجبهة العالمية لمقاومة وإسقاط الثالوث الإمبريالي الصهيوني السعودي بمبادرة التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة، والذي يضم قرابة المائتي جمعية ومنظمة حقوقية على مستوى العالم اتفقت على رفض هذا العدوان والسعي لاتخاذ كل ما من شأنه مساعدة الشعب اليمني وكسر الحصار عنه، كما أكد على أن على كل الجمعيات والمنظمات الصديقة التي لم تنضم الى هذه الجبهة الانتساب إليها ورص الصفوف لتحقيق هذا الهدف النبيل.
بدوره، رأى سماحة الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة أنه: “لو لم تكن سوريا تدعم المقاومة لما كانت الفتنة، ولو قبل حزب الله بالابتعاد عن شعار القدس لما كان ما كان، ولو تخلى الشعب اليمني عن دعمه لقضايا الامة والقضية الفلسطينية لما كان ما كان… هي حرب واحدة ونحن متـألمون لما وصل اليه حال الامة”…
ولفت الشيخ حمود الى ما جرى في عام 2006 عندما قبلت الدول التي كانت تتحاور في سبل انهاء الحرب اللبنانية الاسرائيلية حول منع الظهور المسلح جنوب الليطاني فرفضت الحكومة اللبنانية وقالت لا بد من انتزاع السلاح، في دليل اخر على ان “الاعراب اشد كفرا وقسوة واجراما، كما حصل في آب 2013 عندما قال أوباما لم تعد الحرب العسكرية تنفع لاسقاط الرئيس الاسد فرفض سعود الفيضل والاعراب وطالبوا بالعدوان على سوريا وتدمير الدولة السورية..
وأكد أن ما يجري في اليمن جريمة مستمرة بسبب تعنّت وإجرام آل سعود الذين لا علاقة لهم بالاسلام ولا بالعروبة، فالسعودية ومنذ تأسسها وإعطاء الولاء للملك واتفاق عبد العزيز مع روزفلت على متن الباخرة وترحيبه بمنح فلسطين لليهود وهي تشن الحروب على الاسلام وعلى كل من يقف الى جانب الحق ، مؤكدا ان هذه الحرب لا بد ستنتهي بنصر محور المقاومة واصحاب الحق ودحر الباطل…
وفي مداخلة لسماحة الشيخ غازي حنينة القيادي في جبهة العمل الاسلامي في لبنان، لفت الى ان الفرق بين الماضي والحاضر أن العدو الامريكي الصهيوني كان يحارب بشكل مباشر واليوم يحارب بالوكالة من خلال السعودية والامارات وتركيا وقطر والاجراء والمرتزقة عند العدو الصهيوني، فالامراء والملوك والحكام والازلام هم الذين يعملون وفقا لاجندة العدو وهم المرتزقة..
وأكد أن من الضروري البحث عن وسائل لكسر الحصار الامر الذي يحاول اليمنيون فعله بشتى الوسائل وبكل التضحيات… مشيرا الى ان من الواجب تبقى القضية اليمنية مرفوعة كالقضية الفلسطينية والسورية حيث يجب ان تبقى اليمن في ذاكرتنا في العالم العربي والاسلامي، معلنا المشاركة الفاعلة في كسر الحصار وضرورة تفعيل الفكر والعمل لوضع حد لما يحدث هناك…
من جانبه، عبّر رئيس المجلس الاسلامي الفلسطيني الشرعي في لبنان والشتات سماحة الشيخ الدكتور محمد نمر زغموت عن غضبه من “أننا محاصرون كعرب فلسطينيين مسلمين مثل الاخوة في اليمن واليوم نتضامن مع اليمنيين والفلسطينيين لفك الحصار، فاليمن وفلسطين صنوان ولهما الفضل الاكبر في قيام الاسلام والعروبة”…
ودعا الشيخ زغموت الاخوة اليمنيين الى الصبر وتقوى الله ، “فما النصر إلّا صبر ساعة وأنتم ضحيتم وقدمتم لليمن ونحن معكم ولو دعينا الى حمل السلاح للجهاد في اليمن لما تأخرت لحظة”…
وفي كلمة لرئيس حركة كرامة المعارضة في السعودية والمنسق العام للتجمع في الجزيرة العربية د. معن الجربا قال: “اليوم نقف بالتزامن مع ذكرى انتصار الشعب المصري في عام 1956.. وهو فأل خير يبشر بالنصر القريب، وما نراه على الارض ايضا يبشر بالخير… ان اليمن جزء من محور المقاومة الممتد من طهران الى العراق فسوريا ولبنان وصولا الى فلسطين، ولن نستكين حتى دحر المعتدين عن كل شبر من ارضنا الطاهرة”…
من جهتها، وفي مداخلة عبر سكايب، تحدثت د. آمال وهدان منسقة التجمع في رام الله – فلسطين المحتلة، عن تحالف أنظمة الإرهاب الأمريكي ـــ الاستعماري الصهيوني ــــ السعودي الذي يشكل موجة جديدة من حلقات العدوان المستمر على الشعوب، مشيرة الى ان التاريخ الدموي للكيانين الصهيوني والسعودي المتحالفين خلال القرون الماضية وبإشراف أمريكي مباشر وتحديدا خلال السنوات الست الأخيرة، تميز بالحروب العدوانية المباشرة أو عبر وكلائهم وارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم والوطن العربي والعالم، ما يستدعي القيام بحملة عالمية لإسقاط هذه الأنظمة ومحاكمتها ومحاسبتها…
ولفتت الى ان الوقت قد حان للمنظمات الشعبية والجماهيرية العالمية الحقوقية والنقابية والنسائية والشبابية والحركات السياسية والداعية للسلم والأمن العالميين وأحرار العالم أن يشكلوا جبهة عالمية موحدة لتوحيد وتنظيم جهودهم من أجل الوقوف بوجه خطر الدول الإرهابية مثل الولايات المتحدة وكياناتها الوظيفية في المنطقة وعلى رأسها نظام سعود الارهابي والكيان الاستعماري الاستيطاني في فلسطين لحماية البشرية والسلم والأمن في العالم.
من جانبه، أشار النائب المصري السابق د. حمدي الفخراني عضو مجلس أمناء التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة في مصر، الى اننا اليوم في ذكرى نصر 1956، والشعب اليمني الذي كان سعيدا بات يعاني اليوم مختلف الكوارث الصحية والاقتصادية والانسانية بسبب ظلم ال سعود والامارات ودول التحالف المتكالبة على هذا الشعب المظلوم، معتبرا ان من الضروري التفكير بشكل جدي في كسر الحصار على هذا الشعب بسفينة على غرار ما حصل في غزة، والعمل سريعا على تطبيق هذا المقترح علّ الضمير العالمي يهتز ويقوم العالم بدوره في رفع الحصار عن هذا الشعب العظيم…
وفي كلمة لممثل الجبهة الشعبية القيادة العامة الأخ أبو كفاح دبور عضو مجلس أمناء التجمع، أشار الى أنه قد بات من المسلمات الترابط العضوي بين قضية فلسطين قضية العرب والمسلمين جميعا وما يجري في اليمن، مشيرا الى ان حلقة التآمر على الامة تمر بمرحلة مفصلية حيث تتم محاولة طمس كل ما هو عربي واسلامي ومقاوم، وما يجري في اليمن اليوم من حصار وتجويع وقتل وتدمير سببه الحقيقي هو موقف الشعب اليمني من قضايا الامة ورفضه التماهي مع مخططات الرجعية العربية والامبريالية والصهيونية. وأكد ان هناك حاجة ماسة لكسر الحصار الظالم ونبذ الارهاب المتمثل بتحالف الاستعمار والرجعية والصهيونية… مشيرا الى ان الحل الوحيد هو المقاومة والاستمرار في ركب محور المقاومة ورفض كل اشكال التهدئة والصفقات حتى تحقيق النصر…
وفي كلمة للأخ الحاج محمد رشيد نائب رئيس اللجنة الاعلامية في حركة الجهاد الاسلامي، رأى ان الهدف مما يجري في اليمن اليوم تركيع الامة وخنق طموح هذا الشعب بالمستقبل… لافتا الى ان هذا التحالف الذي يدعي انه عربي يقوم بالاعتداء الاثم على شعب عربي أبي لم يتخل يوما عن قضيته الام…
وفيما يتعلق بالشعب الفلسطيني، لفت الى ان الظلم التاريخي الذي يتعرض له هذا الشعب لن يقوى على كسر عزيمته وانتزاع حقوقه في ارضه ومقدساته…
من جانبه، لفت الممثل الاعلامي للحشد الشعبي في لبنان وعضو مجلس أمناء التجمع أ. عبد الكريم فكري الى أن التحالف الآثم لا يزال يمارس همجيته وحصاره على الشعب اليمني الصامد الشجاع منذ أربع سنوات، وعلى الرغم من ذلك فان الشعب اليمني صمد بعزة وكرامة ورفع راية الاستقلال ولم يتخل عن قضية فلسطين… وأشار الى ان الحصار الاسرائيلي لغزة لا ينفصل عن الحصار الذي يعانيه شعب اليمن، داعيا المنظمات الدولية لوقفة جادة لكسر الحصار على اليمن وغزة ومعاقبة المعتدين كمجرمي حرب، معلنا بالنيابة عن العراق التضامن لكسر الحصار ورفع الظلم عن اليمن حتى رد كيد المعتدين وإعادة الحق لأصحابه…
وفي مداخلة للاستاذ ابراهيم المدهون ممثل المعارضة البحرينية ومنسق عام فرع التجمع في البحرين، وجّه رسالة الى اليمن العزيز وقيادته الوطنية المتمثّلة بالسيد عبد الملك الحوثي مفادها أن العدوان على الشعب اليمني لن يستطيع حرف الثورة الشعبية في البحرين ولا اليمن عن مسارهما الحقيقي الأمر الذي يشكل السبب الرئيسي للعدوان… ولفت الى ان الشعب اليمني أثبت للعالم بالوعي والالتفاف حول القيادة الحكيمة الرغبة الحقيقية في بناء وطن حر مستقل بالاضافة الى كونه الشعب الاكثر تضامنا مغ فلسطين وهو سبب آخر من أسباب العدوان الغاشم عليه… وعبر عن أمله بتحقيق النصر المؤزر على قوى العدوان معتبرا ان لا خوف على هذا الشعب الواعي والقيادة الحكيمة التي ينعقد عليها الامل بتغيير وجه المنطقة…
بدوره، لفت الاعلامي السوري الاستاذ يوسف فريج، مدير مكتب جريدة الثورة السورية في بيروت ومسؤول اللجنة الاعلامية في فرع التجمع بسوريا، الى أن من يقتل الشعب السوري والفلسطيني والعراقي والليبي واليمني هو نفسه تحالف الشر والعدوان المتمثل بالامبريالية والصهيونية والرجعية العربية… وأكد الى ان الموقف السوري واضح من هذه الطغمة الحاكمة الرجعية التي تمتهمن القتل والتدمير على امتداد الوطت العربي بكل مكوناته، وليس غريبا على هذه الطغمة وعلى رأسها آل سعود الذي ينوب عن الكيان الصهيوني القيام بقتل الاطفال في اليمن وتجويع الشعب اليمني وحصاره ومدّ الارهاب بالسلاح والدعم لتدمر سوريا والوطن العربي… مؤكدا ان النصر بات قريبا وها قد هلّت بشائره من الجمهورية العربية السورية….
وفي تسجيل صوتي من فلسطين المحتلة، وجّه الأشمندريت الأب عبد الله يوليوس أحد رجال الدين الفاعلين على مستوى العمل الوطني في الساحة الفلسطينية وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وجه تحية الى المجتمعين في مقر التجمع، معتبرا ان ما يجري في اليمن الشقيق لا يختلف عما يجري من محاولات تهويد للقدس الشريف وتدمير لهويتها الثقافية العربية والاسلامية… وهو بالنتيجة لا يختلف عن الحصار الجائر المفروض على غزة الصابرة… وأكد أن من الضروري العمل على توحيد الصف العربي والفلسطيني سعيا لدحر الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال في كل الارض العربية… مشيرا الى ان “الارض لنا، وانت أخي… وأنا على يقين بأن هذا الليل العربي الطويل حتما سينجلي يوما بنصر على ارض فلسطين واليمن وسوريا…”
وفي ختام اللقاء، وجّه الاعلامي اليمني عبد السلام جحاف – عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، وجّه تحية جهاد وثورة وصمود واستبسال الى كل احرار العالم، واعدا بالنصر المؤزر على قوى العدوان، مؤكدا ان الشعب اليمني على يقين بالنصر، وهذا الشعب لم يعتدِ على أحد وكل ما يريده هو ان يعيش حرا عل ارضه فيما يقف العالم متفرجا على الجرائم التي ترتكب بحقه، ولكنه لن يستكين!!
وأشار الى ان الشعب اليمني لا يعول على المجتمع الدولي لانه منافق ويعمل وفق نظرية البترودولار لتنفيذ اجندة امريكية صهيونية بالاساس، أما اليمنيون فقد رفعوا شعار قضية فلسطين قضيةً محورية حتى اصبحت ثقافة متجذرة في نفس كل يمني وهو أصل العداء الامريكي والعالمي للشعب اليمني…
وأكد أنه على الرغم من سقوط مائة وعشرين طفلا شهيدا في شهر واحد، الا ان 192 محتلا من السعوديين والمرتزقة تم القضاء عليهم فقط بالقنص “ونحن لن نسكت عن دماء شدائنا”، معلنا ان العمل جارٍ على قدم وساق لاظهار مفاجآت هذا الانسان اليمني المستضعف المقاوم الذي لن يتخلى عن حلمه بفلسطين مرورا بتحرير وتطهير بيت الله الحرام من رجس بني سعود، داعيا الى التركيز على الخطوات العملية الواجب القيام بها لكسر الحصار واهمية تفعيل سلاح المقاطعة….
* اضغط هنا لقراءة بيان تأسيس الجبهة العالمية لمقاومة وإسقاط أنظمة الإرهاب الأمريكي الصهيوني السعودي
بيروت 5 أيلول 2018
الأمين العام للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
د. يحيى غدار