ترامب يوقف تمويل الأونروا… حقّ العودة أمرٌ راهن!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
وأقدم ترامب على تعليق الاستحقاقات المالية المترتبة على أمريكا للأونروا! وبذلك يستمرّ في إعلان حقيقة أمريكا وعدوانيّتها وتكامل سياساتها مع الكيان الصهيوني وتلبية حاجات نتنياهو، غير آبهٍ أو متحسّب لأيّ ردود أفعال عالمية أو عربية أو إسلامية أو فلسطينية رسمية… هو يعرف أنّهم لا يملكون إلا النّحيب والبكاء والتحسّر…
فالرئيس الأمريكيّ ماضٍ في محاولات ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية ما تمكّن أو استطاع وباستعجالٍ كبيرٍ يجاوز كلّ ما كان…
آخر الخطوات الإعلان عن رغبة أمريكا بإنهاء الأونروا بحساب أنّ إنهاء أعمالها ووقف تمويلها يعطي “اسرائيل” وحلفها المستعرب ذريعة إنهاء القضية الفلسطينية بإنهاء حقّ العودة…
تجار السياسة والإعلام والمنهزمون وأصحاب المشاريع الاستسلامية والتكاملية مع الكيان الصهيوني ومنتجات أوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد يرفعون الاصوات وينحبون ويهوّلون وكأنّ الأونروا وأمريكا كانت يوماً معنيةً بتحرير فلسطين وبتأمين عودة اللاجئين إلى ديارهم وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والشرعيّات الدولية والإنسانية والدينية..
والصراخ والتهويل يضرب في الكثير من الأوساط وكأنّ نهاية الكون قد دنت وأنّ ما يريده نتنياهو وترامب سيكون حكماً…
يصير السؤال وعلى افتراض تقويض الأونروا ووقف أعمالها وأنشطتها، فهل ذلك يشطب حقّ العودة والحقّ الوطنيّ والقوميّ ويذهب بفلسطين إلى الأبد…
هل تؤدي قرارات ترامب إلى تغيّرٍ في موازين القوى الميدانية، وجديده الاستراتيجيّ المحقّق بتراكم انتصارات حلف المقاومة منذ حرب تشرين 1973 والتحوّلات الكبرى في الحرب السوريّة المغيّرة في أحوال العالم والإقليم…
فالأونروا وشقيقاتها تأسّست منذ زمن طويل ولم يكن لها أثر في إطلاق وتسويق وتحقيق خيارات الأمّة والشعب الفلسطيني واتفاقات الذلّ والعار والتسويات لم تحقّق إنجازاً وحيداً لصالح القضية وحقّ العودة وخيارات الرهان على أمريكا منذ وضع السادات أوراق الحل بنسبة 99 بالمائة بيدها لم تقدّم إنجازاً واحداً لصالح فلسطين وشعبها…
وحده خيار المقاومة وتضحياتها وتغيّر موازين القوى الميدانية هو من أعاد القضيّة ووضعها مجدّداً على طاولة البحث والاهتمام وتقريب موعد إنجاز حقّ العودة وإفشال مشاريع التفريط والخيانة والتصفية…
ترامب يستعجل الاستجابة لرفيقه المحبوب نتنياهو بسبب أنّ كليهما مأزوم ومرتبك وبحاجة لإعلانات انتصارية ولو كلامية وواهمة… وبذلك يستعجل وضع الأمور في نصابها وإعادة العمل الجادّ والمثمر إلى جادّة الصواب والطريق الصحيح..
فلسطين لا تعود ولن يعود اللاجئون إلى ديارهم ولن تطبّق قرارات شرعية ولن ينتزع حقّ إلا بالنضال والمقاومة وتعديل موازين القوى وإلحاق الهزيمة بأمريكا وأخواتها وبالكيان الصهيوني… وتالياً من أراد العودة لا بدّ أن ينخرط بأفعال وخيار المقاومة لا أن ينتحب ويتباكى ويهوّل… ولا تكفي إدانة ترامب اللّفظية والكلامية ….
الطريق أصبح واضحاً والآليات معروفة… فليفعل ترامب ما شاء فأمريكا عدوٌّ وغازٍ وصاحب المشروع الصهيوني ولا يجب أن يبقى أيّ رهان عليها ….
وحده الكفاح يعيد اللاجئين ويحرّر الجولان وفلسطين والأراضي المحتلّة، فلنستثمر بقرارات ترامب لكشف المتورّطين والواهمين والمروّجين للمخططات والمشاريع الأمريكية المعادية ولنؤكد أنّ أمريكا عدوّ وهي صانع الارهاب المتوحّش وحامي الكيان الصهيوني، وتحرير فلسطين وعودة اللاجئين يمرّ عبر إلحاق الهزيمة بها وبأدواتها لا غير…