لبنان المعطّل ونبوءة برّي بالانهيار… البصرة دليلاً لمن يعقل..!!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
الرئيس بري الواقف على حقائق الأمور في البلاد وحارس المجلس النيابيّ لعقود، والموصوف بأنّه مهندس اللحظات الصعبة، ما فتئ يكرّر التحذير بعد التحذير، وينذر، ويعلّق الجرس… مكرّراً قوله: إنّ البلاد أمام احتمالات الانهيار، والحالة أخطر مما يقال، وبكلامه يقرع الرؤوس علّها تستفيق من غيبوبتها وانفصالها عن الواقع ومجريات التطوّرات في سوريا والعرب والإقليم والعالم…
من المؤكّد أنّ ما يعرفه الرئيس بري أكثر مما يعرفه الآخرون، وبرغم تحذيرات الصحف ومؤسّسات الدراسات الأجنبيّة، والخبراء والباحثين اللبنانيين وقد كلّت ألسنتهم، يستمرّ من بيدهم الربط والحلّ عند عنادهم ومساعيهم لتأخير التأليف، والتذرّع بالصلاحيات الدستورية وحصص الطوائف والمذاهب، ويستدرجون عطف وتأييد الزعامات الطائفية… وتحذيرات بري ليست منقطعة ولا منفصلة عن تحذيرات فخامة الرئيس وغبطة البطريرك، والمؤكّد أنّ معطّلي التأليف لأسباب خارجية أو داخلية، أو لحسابات ضيّقة، أو لمحاصصة أو لانفصالٍ عن الواقع ومجرياته، يأخذون لبنان نظاما وكيانا الى التهلكة بخطوات واثقة وليس لهم في خطواتهم ثقة الملوك أو صفاتهم….
وجاء التحذير الامريكي للأمريكيين في لبنان مؤشراً أكثر من خطير على وقع الأزمات وتفاقمها وتحوّلات البيئة السورية وبعد ومع الحملة على ادلب….
يصير السؤال: هل من نماذج شبيهة للبنان وطبقته السياسية، أم هذه أيضا من عناصر وعلامات فرادته..؟
الجواب: ان التاريخ مليء بالزعماء الحمقى، والواهمين والمتنصّلين، فقد سقطت القسطنطينية وأمراؤها يتبارون في تلعيب الجنّ على أصابعهم في ليالي السفسطة، وكذلك صار مع جميع الدول التي انهارت أو ثارت شعوبها وقلبتها رأساً على عقب… إذاً هي عادة الحاكمين وطرائق تعاملهم مع الأزمات الوجودية…
فالشيء بالشيء يذكر، وماذا ينفع الندم بعد خراب البصرة، والبصرة اليوم تسير الى خراب العراق، لان ذات الدستور المحاصص، وذات القوى الاقليمية والدولية التي تتقاسم العراق، وتتحارب فيه، وذات عقليات الطبقة السياسية كما هي في لبنان كذلك هي في العراق، لتشكّل انتفاضة البصرة المتجددة نذيرا بأن شيئا كبيرا هادراً قد بدأت روافده من كل الجهات، دون اغفال التدخلات والاختراقات من المخابرات الامريكية وادواتها في المنطقة والتي ما ان انكشفت وفضحتها القوى الوطنية والحشد الشعبي وقامت بحراك مضاد لايقاف تلك التداعيات الخطيرة.
وتبقى سوريا قلب الحدث وجسر الشرق والغرب، وحدثها كما هو أمميّ عالميّ هو أيضا عربي واقليمي…
ما لم تتعقل الطبقة السياسية، وتستعجل المعالجات ووقف الانهيار، توقّعوا أن تتوطّن داعش في بعض لبنان، وعندها لا ينفع الندم وليس غير الطائرات الروسية والمدرعات السورية قادرة على تغيير الحال ونقل لبنان الى ضفة اخرى…