Featuredنخبة المقالات

ماذا يريد الرئيس أردوغان من لقائه مع الرئيس بوتين؟

بقلم ناجي أمهز

لا يوجد مقدمة للمقال، لذلك سأدخل في صلب الموضوع مباشرة…

الموضوع :

لقد عُقد بتاريخ 7/9/2018 قمة ثلاثية “ايرانية – روسية – تركية” في طهران، وتباحث المجتمعون في قضية إدلب التي يجب أن تعود إلى حاضنة الحكومة السورية. إذاً، ما الهدف من قمّة ثانية بين الرئيسين بوتين وأردوغان وخاصّة أنّها تأتي بعد مرور أحد عشر يوماً لا أكثر؟!

1.     هل هناك من متغيّرٍ سياسيٍّ كبيرٍ قد حدث خلال هذه الفترة القصيرة للغاية، أوجب عقد هذا اللقاء؟
2.     هل يعني أن الرئيس أردوغان يريد أن يخبر الرئيس بوتين أو يطلعه على شيءٍ لم يشأ أن يتحدث عنه أمام إيران في الاجتماع الثلاثي الذي عُقد بطهران، أو أنه يريد أن يحصل على جوابٍ شافٍ من الرئيس بوتين حوله؟.
3.     لماذا تم الاعلان عن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين ترامب وأردوغان عشية عقد القمة مع الرئيس بوتين؟
4.     هل أطلع أردوغان الرئيس ترامب على محادثات القمة التي عُقدت بطهران، وبدوره، أطلع ترامب أردوغان عن بعض جوانب قمة هلسنكي؟

إنّها أسئلة كبيرة مطروحة، ولكن بعد تصريحات الامم المتحدة حول تجنيب إدلب كارثة إنسانية وصمتها عن الكوارث الانسانية بحقّ الشعب اليمني، يؤكد بأن ترامب نجح في كسب المزيد من الوقت لتشكيل حلفه بانتظار بلورة الموقف التركي والذي يبدو الأهم بنظر أمريكا وخاصة أن اتصال الرئيس أردوغان بترامب أتى بعد أزمة عاصفة بسبب القسّ الأمريكي (رجل الاستخبارات) المحتجز في تركيا، وما رافقها من انهيارٍ للعملة التركية أمام الدولار، مما يعني بأنّ هناك صفقة أمريكية تركية قد حصلت.

إذاً، فإن تصريح أردوغان غداً بعد انتهاء القمة سيركز على ثلاث نقاط أساسية:

1.     إيجاد حلّ سياسيّ لأزمة إدلب بعيداً عن استخدام القوة العسكرية.
ما يعني خروجه من الاتفاق المبدئي الذي كان سبب مشاركته بالقمة في طهران، وعودته إلى التحالف مع الإدارة الأمريكية في مشروعها التي تعده للمنطقة، (والذي لم يخرج منه أصلا)…
2.     مطالبته بتعهدات بعدم إنشاء كيان كرديّ ضمن الحدود السورية، وبأن دخول قواته العسكرية ضمن الاراضي السورية هو لمنع إنشاء كيان كردي إرهابي من وجهة نظره.
ما يعني بأنه سيعقد اتفاقا مع الجيش الامريكي ليشارك بالقوات المشتركة القريبة من الحسكة، وتحت حجة ضرب الكرد يكون قد أدى خدمة للجيش الامريكي، وحصل على المكتسبات من النفط السوري.
3.     وهي النقطة الأهم، والتي تتعلق بالمحادثات السياسية بين الحكومة السورية والمعارضة في سوتشي، حيث سيطالب بضمانات أن تكون المعارضة السورية الموجودة بتركيا والتابعة له مباشرة، لها الثقل الأكبر في المعادلة السياسية السورية الجديدة، ما يضمن له امتدادا طبيعياً من خلال حلفائه في المعارضة السورية، مع سيطرة مباشرة على حلب قلب سوريا الصناعي تمتد حتى الحدود التركية.

أردوغان يريد من هذا اللقاء أن يقول بأنه نجح بالخروج من قضية إسقاط الطائرة الروسية قبل ثلاثة سنوات، وأعاد الحرارة إلى العلاقة مع ترامب، وضمن مشاركته السياسية إلى جانب روسيا وايران بسوريا، وعاد أقوى إلى حلف الناتو.

ولكن أرجو أن لا ينسى الرئيس أردوغان أن الكلمة الاولى والأخيرة بسوريا هي التي يقولها الرئيس الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى