إسقاط الطائرة الروسية سقوط آخر الخطوط الحمر… الحرب أم الحرب؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
“طائرتنا أُسقطت بالخطأ بعد استخدامها كغطاءٍ من الطائرات الاسرائيلية”.. بهذا تعلن وزارة الدفاع الروسية مسؤولية “اسرائيل” وعدوانها، وتحمّلها كامل المسؤولية، وبهذا تحوّلٌ نوعيّ وكبير ومقرّر في الأزمنة القريبة الآتية”.
تغوّلت “اسرائيل” وجاوزت كلّ الخطوط الحمر، وهي بذلك توفّر الفرص والأسباب العملية لاشتعال الحرب، وأيّ حرب!…
قلنا إنّ المنطقة والاقليم على عتبة تحوّلات نوعية، كما الراجح أن تقع لتختم على الحرب العالمية العظمى الجارية في سورية، وتطلق عفاريتها ومفاعيلها في دول وأدوات العدوان، فالدم السوريّ لا يُهدَر، وسورية تعود بيئة توليد جديد العالم ونظامه والنظم الاقليمية والعربية والمحلية، وربما استحقّ زمانها وأزف موعدها…
انفلت نتنياهو من أيّ عقال بحسب ما ورد على ألسنة وفي مواقع كبرى المؤسسات الاسرائيلية، وقيل انه فقد عقله، بعد أن وجد أحلامه كلها تندثر بين طائرات غزة الورقية وقدرات الدفاع الجوي السوري، وانهيار أوهام إقامة منطقة عازلة في جنوب وغرب سورية، وجاءته الصدمة في الاتفاق الروسي الامريكي على تفكيك قاعدة التنف، باعتبارها إشارة قاطعة على بدء تنفيذ وعد ترامب بالانسحاب من سورية، وكان الاتفاق بين أردوغان وبوتين لتأمين إدلب والأرياف بلا أكلاف يتكبدها السوري وحلفه عين العقل وأهم المعارك المجدية، واضطرار اردوغان للالتزام الخطّيّ بإنفاذ ما اتُّفق عليه في الاستانة والبرّ بوعوده بعد أن انتفت فرص ومسارح تلاعبه وتشاطره وانقطعت الحبال التي توهّم أنّه قادر على الرقص عليها بمثابة اللحظة الفارقة في انعاش ذاكرة نتنياهو بأن أيام “اسرائيل” العادية باتت معدودة…
وتلك الحالة هي بيئة أن يرتكب العاقل الحماقات فكيف بأحمقٍ مشهودٍ له فساده وحماقاته وقصوره….
صعّد نتنياهو من التهديدات، وبلغت ذروتها في نشر صورٍ لقصر الرئيس بشار الأسد، ولمطار دمشق ولمواقع عسكرية، فسّرها الباحثون العسكريون بأنها تهديد واضع وجادّ، ثم أردف عدوانه على مطار دمشق ومن قبل على مصياف، بأن نفّذ عدوانا فاضحا على اللاذقية، وبمشاركة فرنسية…
كالعادة تصدّى سلاح الدفاع الجوي ونجح حراس السماء في إسقاط وحرف الكثير من الصواريخ عن أهدافها، وحتى اللّحظة ما زالت الخطّة السورية تقتضي سلاحا واحدا مقابل أسلحة العدوان حتى تحين الفرص لمفاجأة العدو عملاً بتوصيات الراحل الكبير حافظ الاسد…
وبما أنّ للزمن أحكامه، وللتطورات منطقها، وكعادة الأحداث التاريخية الكبرى عندما تنضج ظروفها يتسبب في انفجارها حادثٌ عابر… جاء سقوط الطائرة الروسية بمثابة الشرارة التي ستُلهب الحقل… مؤكداً….
لم تسقط، ولا كانت سقطت الطائرة لأي سبب لو لم يقع العدوان الاسرائيليّ على اللاذقية وهي على مقربة من الساحل…
لم ولن تصاب روسية في عصبها وهي مستنفرة وأجرت واحدة من أهمّ وأضخم مناوراتها لو لم تعتدِ “اسرائيل” على سورية…
والعدوان كما يؤكد سقوط الطائرة لم يكن منسّقا مع روسيا، وتالياً، فروسيا لا تعمل لحماية “اسرائيل” وتأمين عدوانها لسبب التباينات مع إيران في سورية… فسقوط الطائرة يسقط تلك الأكاذيب والفبركات التي طالما طحنت رؤوسنا من أبطال الفضائيات وجنرالات الفيس بوك…
وإعلان الروسيّ واضح، عدوان فرنسي – اسرائيلي – وهذا أمرٌ لافت -…
إذاً، بغض النظر عن كيف ومن أسقط الطائرة، أبسبب تعامل سلاح الدفاع الجوي السوري مع العدوان أم لا… لما كان الدفاع الجويّ تعامل لو لم يكن هنالك عدوان..
الحماقة الاسرائيلية، واستهداف روسيا في العدوان على بانياس وحماه واللاذقية لكونها تحت المظلة الروسية وفيها قواعد روسيا الجوية والبحرية، يكون نتنياهو جاوز كل الخطوط الحمر، ويصير إسقاط الطائرة لحظة فارقة تستوجب ما بعدها..
وما بعدها، اضطرار روسية للانخراط في التعامل مع أيّ عدوان مستقبلي على سورية، أو إعطاءها الضوء الأخضر بعد تفكيك قاعدة التنف والتثبّت من هزيمة أمريكا وبداية انسحابها من سورية، وتركيز الخطة الابداعية لتحرير ادلب بلا حرب وعلى مسؤولية تركيا، فالقرار الروسي بعدها: “هيا يا سورية فزمنك قد دنا والجولان صار هدفاً للتحرير”، وأيّ عدوان من أيّة جهة يستوجب الردع وإن تسبّب الردع بحربٍ عاتية…