الكونغرس يشرّع مصادرة الأموال الخليجية في أمريكا… بعد سحب الباتريوت… ماذا بعد؟؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
أصدر الكونغرس الأمريكي بكامل أعضائه، تشريعاً يُلزم الإدارة الأمريكية برفع السريّة عن الوثائق والتحقيقات في حادثة 11 أيلول 2001 لإشهار مسؤولية السعودية ومشيخات الخليج من الدول والمسؤولين والأفراد، وكشف وقائع تمويلها للقاعدة والجماعات الإرهابية التي استهدفت أمريكا.
قرار الكونغرس يحمل الكثير من الدلالات ويشير إلى ما تبطنه أمريكا الدولة العميقة، والبيت الأبيض، بما يخصّ الأموال والاستثمارات الخليجية في أمريكا، وبما يخصّ التزاماتها في حماية الأسر والجماعات التي تحكّمت بمشيخات الخليج طيلة القرن المنصرم، والتي بدّدت الأموال والثروات والمصالح الوطنية والقومية وقدّمتها مجاناً لأمريكا والدول الاستعمارية واستخدمتها في تدمير الإسلام والعرب وعبثت بالإقليم والعالم..
فالعلاقة بين الأسر الحاكمة في مشيخات الخليج مع البريطانيين ومن ثم ورثتهم الأمريكيين عتيقةٌ جدّاً تعود إلى بدايات القرن المنصرم عندما قرّرت الدول الأوروبية المنتصرة في الحرب العالمية الاولى تقسيم وتفتيت العرب ونهب ثرواتهم وجغرافيّتهم، فأنتجت ثلاثية؛ اتفاق سايكس بيكو، ووعد بلفور والتفويض البريطاني لثنائي بني سعود وبني وهاب في السيطرة على الحجاز ونجد وحماية نواطير آبار النفط في المشيخات، واستمرت العلاقة سببيّةً كعلاقاتٍ تبعيّة، بموجبها تجبي تلك الأسر الثروات وتقدّمها للدول الاستعمارية بمقابل تأمين حمايتها، وبين ما قدّمته من تمويل إنشاء جماعات الإسلام السنيّ السياسيّ وتبنّيه وتسليحه وتوظيفه ضدّ الدول التي تعاند الهيمنة الأمريكية والغربية، فاستخدمت الاخوان المسلمين والوهابية والسلفية في سوريا ضدّ الدولة الوطنية، وفي مصر، وفي الجزائر، وجرى زجّهم في الحروب الامريكية ضدّ الاتحاد السوفياتي في افغانستان وصربيا، وحيث توافرت الفرصة وكانت جاليات إسلامية ذات تأثير…
العلاقة بين الاسر الخليجية والمجاميع الارهابية معروفة جدا، واكثر من يعرفها بالتمام والكمال وبأدق التفاصيل الولايات الامريكية وأجهزتها الامنية التي كانت شريكا مؤسسا وقائدا لها..
فالوثائق المزمع نشرها، قطعا تدين الحكومات والمشايخ والمشيخات والمتموّلين، ويصير السؤال لماذا الان؟ وما القصد؟ وهل من رابط بقرارات ترامب التي يردّدها ويعيد ترديدها: إمّا أن تدفعوا أو تسقطوا!!؟؟ ولماذا تمّ الآن مع إعلان البنتاغون عزمه سحب صواريخ الباتريوت من الاردن، والكويت، والبحرين؟؟
من الثابت أنّ ترامب ممثل لشريحة قوية من الدولة العميقة، وأنّها انتدبته لنهب الثروات والسيطرة على الودائع والاستثمارات الخليجية، والدليل أنّ قانون “جستا” أقرّ في ولاية أوباما، وتشريع الكونغرس بكامل الأعضاء يأتي في ولاية ترامب الذي مهّد بالاعلانات لمصادرة الثروات، بعد أن استنزف ما لدى السعودية والمشيخات من أموال ودفعها لرهن النفط والثروات…
ترامب والكونغرس يستعجل المصادرة، لأسباب تخصّ أمريكا وأزماتها وحروبها الاقتصادية، وبعد أن أيقنت الادارة الامريكية أنّ المشيخات باتت لا تملك الكثير لتدفعه نقدا أو استثمارات، فطرح أسهم أرامكو في البورصات فشل، والنفط الامريكي منافس للنفط العربي، وتالياً فقد جفّ ضرع البقرة الحلوب، وليس لترامب إلّا أن يذبحها لتأكل أمريكا لحمها وعظمها…
قرار الكونغرس معطوفاً على ما جرى من تحضيرات وإعلانات وبداية الانسحاب الامريكي من الشرق العربي، دليلٌ قاطعٌ والأيام القريبة ستشهد إجراءاتٍ تعسّفيةً تؤدي إلّى إفلاس الأسر، وتسريع انهيارها…
لنترقّب الحدث، وليملك العرب الأقحاح وحلف المقاومة الخطط والمشاريع المستقبلية القادرة على التعامل مع انفجارٍ واسعٍ في الاقليم، فـ”اسرائيل” أيضا بين من سينهار جرّاء الانسحابية الامريكية وكذلك الاردن، وتركيا وكلّ من قامت دولته وجغرافيته على خطط الهيمنة الغربية وبرعايتها وحمايتها..
إنّنا في عصر الانتصارات، وخيار المقاومة وتجديد المشروع القومي وعصرنته بات ملحّاً ومهمة راهنة…