لبنان قبل الانهيار… من أين نبدأ…هل ما زال الوقت متاحاً؟؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
أغلب الظنّ والأدلّة المؤكّدة بتصريحات كبار المسؤولين، والمدعومة بكبريات الاصدارات العالمية المتخصصة وتصنيف المؤسسات العالمية المعنية لحالة الاقتصاد اللبناني، تجزم بأنّ البلد وأزماته والطبقة السياسية واحتمالات الافلاس تطرح ألف مسألة ذات أولوية وكلّ واحدة تستنسخ بألف …
إذن؛ نحن أمام متاهة …..
كيف يمكن مقاربة ومعالجة القضايا الأكثر محورية وأهمية ….
يمكن الافادة من الاطباء لنسألهم: عندما يشيخ الانسان وتضربه عوارض الزمن والشيخوخة وتتناسل الأمراض ويصير السرطان أخطرها وتظهر عوارض السكتة وانسداد الشرايين، من أين يبدأون….؟؟
- قانون عصري للانتخابات ونسبية ودائرة واحدة ومجلس شيوخ ومجلس نيابي بلا قيد طائفي… العمل في هذا مضيعة للوقت والتهاء وإبطالٌ لما فعله الآخرون والسّابقون بمعنى أنّها مهمة أُنجزت… فطرح سؤال “لماذا لم يؤخذ بالوثيقة الدستورية التي دفع اللبنانيون آلاف الشهداء لاقرارها ولم يجر تطبيقها؟”…
- بالدستور.. واحترامه وتطبيق ما جاء في مقدّمته ومتنه، وكيف يمكن وضعه موضع التطبيق… من يستطيع؟… ربما تكون الأسئلة ذات جدوىً على التلهي بعملٍ أُنجِز وأُشبع إنجازا …
- حل مشاكل الجنسية وإحقاق حقوق المرأة والطفل ومعالجة النفايات وتأمين الكهرباء والماء ومعالجة التلوث وتطبيق اللامركزية وحل أزمات السير والدواء والاستشفاء والتعليم ووو….. مسائل وقضايا اشتغلت بها عشرات بل مئات الهيئات وقدّمت دراسات واقتراحات غايةً في الدقة والعلمية ولم يؤخذ بها.. فأين الازمة إذن؟؟؟؟ ولماذا لم يؤخذ بها… كيف نجعلهم يعتمدونها…؟؟؟
في الحال، فكلّ وأيّة مشكلة سنعاينها سبق أن تمت المعاينة وشغلت الرأي العام وتقدّم الكلّ بما عنده …..
هكذا تصير أمّهات المسائل التي يمكن مقاربتها لتقديم جديدٍ مختلفٍ والبناء على ما تمّ في الآتي:
- الداهم والأخطر… أولا معالجة احتمالات الموت، موت النظام والخطر على الكيان، فمؤشرات الجلطة الدماغية كثيرة وإن ضربت لا يعود استئصال السرطان مفيداً…
- الأولوية لبقاء المريض الهرم على قيد الحياة إن أمكن ذلك…
- ثم العلاجات بأولويات تقوية المناعة والإحاطة بالآثار والاشتراكات..
فتتقدم مهمّة الانقاذ والاسعاف على أيّ أمر، ويصير بالتالي؛
- معرفة حقيقة الوضع المالي الاقتصادي والاجابة الموثّقة عن سؤال “هل دخلت البلاد مرحلة الانهيار..؟”.
- في بيئة متغيّرة جوهريا وبحيث تُعاد هيكلة الجغرافيا والنظم… هل من فرصة لبقاء لبنان بعيدا…؟؟؟ أم هو في قلب المتغيّرات الجاري تصميمها وباستعجال…؟؟ فهل يمكن حمايته… كيف… من… لأيّ دور… وبأيّ شروط…
- الحكومة وتشكيلها وعناصرها ووظيفتها وبرنامجها… هل يمكن للبنان إدارة أزماته والتأثير في الجاري والتحوّط لإخراج نفسه من دوّامة الانهيار المالي الاقتصادي فالفوضى وخطر السلاح والارهاب والطبقة السياسية على هذا القدر من التلاعب والتعصيب وفرض شروط بعضها على بعض والتلهي عن المهمة لأوامر الخارج أو لعجزٍ في الداخل ولمصالح وطموحات شخصية أو حزبية…. وتصعيد اللغة الطائفية والحزبية ما يؤشر الى خطر الفوضى الكامن خلف حروب الاعلام والشبكات…
- إن استمر العجز عن تشكيل الحكومة… وما يجري لا أدلة عافية فيه، فالإنقاذ يفترض حكومات برامج وانسجام وجدّية لا تحاصص….
فهل يجب البحث عن حلّ من خارج الصندوق…. ما الحلّ الممكن والمجدي والعالم يشهد حربا على الفساد والطبقة السياسية التي تحكمت… مثل ماليزيا وباكستان وروسيا، ونلحظ طريقين للتغيير: الصناديق والانقلابات ودور الجيوش… والصناديق في لبنان كما العراق لم تفلح في تصعيد جديد….. هل يبقى لبنان خارج السياق ويستمر الفساد والتعطيل بذريعة الاحتكام لفقرات في الدستور، لم تحترم الطبقة السياسية أياً من فقرات ومقدمة الدستور البتّة، ومسألة إلغاء الطائفية ومجلس النواب والشيوخ والدوائر واللامركزية ماثلة…
لبنان الذي أحببناه وأنتج مقاومة تنجز الانتصارات وتراكمها على المفترق الأكثر خطورة في تاريخه والحلّ يبدأ بحكومة إنقاذ لا حكومة تحاصص وتناتش وإذا استمرّ التأخير فقد تخرب البصرة حيث لا ينفع الندم…