لا بدّ من صنعاء ولو طال السفر… اليمن ينتفض ضدّ الجوع والغزاة
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
اشتعلت المدن التي سيطر عليها الغزاة في اليمن وأقاموا فيها سلطاتٍ مواليةً لا تجيد إلّا إفقار الشعب اليمنيّ وابتلاءه بالأمراض الفتّاكة والاحتراب الأهليّ والمزيد من التفكيك والتجويع ونهب المقدّرات والثروات واستخدام الشباب اليمنيّ في حروب التفكيك لتمكين محميّات النفط وأسرها في المشيخات من تأمين مطالبات ترامب المالية التي لا تهدأ أبدا، ودائما يرفقها بتهديدٍ للأسر والملوك والأمراء بالسقوط السريع وعدم التمكّن من حماية طائراتهم الخاصة والاقلاع بها…
طالت حرب الغزو، ولم يستسلم اليمنيّون كما هي عاداتهم في الأزمنة.. فاليمنيّون مقاتلون أشدّاء يعرفون الآرض والطبيعة ويقاتلون دفاعاً عن عرضهم وحقوقهم بلا هوادة، وقد أعجزوا من قبل كلّ القوى التي سعت وبغت وحاولت أن تحوّلهم إلى هنودٍ حمر، أو إلى عبيدٍ في خدمة مصالحها ولتأمين هيمنتها على بحر العرب وتأمين شركات النفط ونواطير الآبار…
اليمن ثار، ولم يهدأ، وبقيت قضيّة فلسطين وقضايا العرب أولويته المطلقة، وعندما بدأت السعودية وتحالفها الاسرائيلي الامريكي – ولو تحت مسمّى التحالف العربيّ الإسلاميّ – غزوها الغادر والظالم، تمسّك اليمنيّون بحقوقهم بإدارة شؤونهم بأنفسهم، فقد جاوزت الحرب الظالمة سنواتها الأربع ولم يحقّق الغزاة أيّاً من أهدافهم بل أخذت صواريخ الحوثيّين وقوّتهم الجويّة المسيّرة باستهداف مطارات السعودية والامارات وتحقيق أهدافها، ونجحت المقاومة اليمنيّة باستنزاف السعودية والمشيخات وبأن تجعل منها مسخرة الأمم والشعوب، وكشفتها على أكاذيبها وعدوانيّتها، وعجزها الفاقع…
اليمنيّون تحت الاحتلال، لم يستكينوا وإن هم تعايشوا مع قوات الغزو وأدواتهم المحلية، إنما كان تحت طائلة خطر الجوع، والمرض والتهجير، وعندما بلغ الامر ذروته لم يعد لدى اليمنيين ما يخسرونه، وبدأوا تنظيم حراكهم الانتفاضيّ ونزلوا الى الشوارع ليستوطنوها حتى رحيل الغزاة وعودتهم خائبين، يجرجرون أذيال الهزائم…
في اليمن المحتلّ والجريح، تُعاد صياغة موازين القوى، وتنكسر إرادة السعودية ومشيخات الخليج، وتصفع الامارات وقيادتها التي خالت نفسها يوما كما توهّمت إمارة الغاز الافتراضية قطر وجزيرتها أن الفأر يمكن أن ينفخ نفسه ليخالها أسداً…
في اليمن وانتفاضته ضدّ الجوع والحرب والغزو تكتب آخر سطور سطوة وسيطرة بني سعود وعبد الوهاب وادواتهم، والشعب المبتلى بالجوع والفقر والامراض ينهض من تحت الركام ما يستوجب أن ينهض الكلّ للسعي والمساعدة في إيجاد آليات وصيغ لاستعادة الوحدة الوطنية وتأمين شروط وقف حرب الغزو والحروب المحلية، ليعود اليمن إلى عافيته ويصير القبضة العربية التي تهدّد بإزالة أسر أمراء المشيخات التي شاخت أيضاً وفقدت كلّ وأيّاً من عناصر قدرتها على الاستمرار في غيّها وعدوانيّتها ونهبها لنفط العرب واستثمار أمواله في خدمة الأمريكي والاسرائيلي..
إنّه زمن المقاومة أيضاً، ومن اليمن تصير التطوّرات أكثر دلالةً وتأسيساً للآتي من أيام العرب ومقاومتهم …