الضفة الغربية تغلي والسلاح يتوفر لمن يقرّر القتال
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
يعيش الكيان الصهيونيّ، وسلطة “أبو مازن” التي تعزّز التنسيق الأمنيّ معه، حالةً من الرهاب من احتمالات انفجارٍ في الضفّة الغربيّة الفلسطينيّة جرّاء عسف المستوطنين، وأجهزة الأمن الاسرائيليّة والحالة الاقتصاديّة المزرية التي يعيشها السكان، إلى انتفاء أوهام التسوية أو حلّ الدولتين أو حتى المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وتجد الضفة نفسها متضامنةً إلى أقصى الحدود مع قطاعها في غزة والحراك الشعبيّ الناشط بلا كللٍ في تظاهرات العودة الكبرى اليوميّة والقتل اليوميّ الذي يمارسه الجنود الصهاينة تحت أضواء الكاميرات ولا من أحدٍ يدين أو يتضامن أو يحاسب…
وبرغم الحملات الأمنيّة، والتشدّد البالغ حدوداً هائلةً، لتفكيك أيّة خلايا مقاومة، ولمنع الفتيات والفتية من القيام بأعمال الدهس والطعن، أو التظاهر والتنظيم للدفاع عن الحقوق واستحضارها بعد أن كشف ترامب عن حجم تحالف أمريكا مع الكيان وعدوانيّته إزاء العرب وقضاياهم وفي فلسطين وتقليص دعم الأونروا، والامتناع عن تقديم الأموال للسلطة، إلّا أنّ الشعب المقاوم والأسطوريّ في كفاحيّته يستطيع أن ينتج مقاومين وأبطالاً فدائيين، فقد نجح بطلٌ فلسطينيٌّ في تجاوز الإجراءات الأمنيّة والعسكريّة الصهيونيّة واستطاع قتل مستوطنين وجرح آخرين بسلاحٍ ناريّ ونجح بالتملّص من الرقابة، وما زال طليقاً، ما أثار حفيظة الأجهزة الأمنيّة الاسرائيليّة والفلسطينيّة التي تبحث عنه بكلّ استطاعتها وإمكاناتها…
فليس للفلسطينيين بعد اليوم أن يخسروا أيّ شيءٍ إلّا قيودهم وعبوديّتهم ومأساتهم الدائمة إن هم قاوموا وانتفضوا، وتلك ساعةٌ تقترب عقاربها من موعدها على نحوٍ متسارعٍ كما تفيد الصحافة والتقارير الصهيونية وكما تنشغل قيادة الكيان بالبحث عن طرائق للمواجهة والمنع المسبق…
فالسلطة وبعض الفصائل منشغلةٌ بهمومها ومصالحها ومصالح قياداتها وأحزابها وارتباطاتها، بينما الفلسطينيون يدركون حجم التحوّلات الزلزاليّة الجارية في الإقليم وخاصةً في صعود خيار وحلف المقاومة وبلوغه النصر في سوريا، وتمكّن حزب الله من الصواريخ الدقيقة جدّا، وامتلاك الجيش العربي السوري بطاريات صواريخ اس 300 القادرة على شلّ سلاح الطيران الاسرائيليّ ومنعه من التحليق حتى في أجواء فلسطين وقد صارت سماء سوريا ولبنان محميةً روسية أيضاً، ولم يعد لأمريكا وحلفها وللناتو أن يعربد ويتطاول أو أن يحاول الاعتداء على سوريا بذرائع الكيماوي أو غيره، وقد باتت إدلب بعد الشروع في تنفيذ اتفاق بوتين – أردوغان بحكم العائدة إلى الدولة السورية، وتركيا محكومةٌ بمزيدٍ من الأزمات والانهيارات…
في ظلّ هذه المتغيّرات الاستراتيجيّة ولو بقيت القيادات والسلطة وبعض الفصائل الفلسطينية في حالة إحباطها ويأسها لتبرير الانشغال عن القضية وتكامل السلطة مع الأمن الاسرائيليّ، إلّا أنّ الشعب – وهو أصلاً في مكانٍ مختلفٍ – لن يكون أمامه إلّا أن ينتفض ويقاوم، والأدلة تتقاطر بكثرةٍ، وسيصبح الزمن زمن فلسطين في القريب من الأسابيع الآتية…