طائرة الــ أف 35 مقعدة وعاجزة…. عندما تشيخ الامبراطوريّة!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
عقود طويلة شغلت مؤسّسات الصناعات العسكرية الامريكية، وأكثر من ألف وثلاثمائة مليار دولار تكلّفها الاقتصاد الامريكي لانتاج طائرة الجيل الخامس، والوهم أنّها ستهيمن على سماء العالم وتفرض القرن الأمريكي لخمسين سنة على الأقل…
تهافتت الجيوش على محاولة امتلاك “الوحش” الطائر، وذو الخاصيّات الاستثنائية والقادر على فعل القدر، وامتلأ ضباط الأركان الأمريكيّون وحلفهم وانتشوا بالإنجاز الخطير الذي سيغيّر وجهات الحروب وطرائقها…
اختبرت الطائرة، واستعرضت قدراتها في المعارض، والاسواق، والحملة الدعائية الترويجية على أشدّها وبكلفٍ هائلة، فتراكمت عقود شرائها، وما أن حلّقت مرة بعد مرة حتى انكشفت على أعطابٍ تقنيةٍ، وتصنيعيةٍ قاتلةٍ، وبرغم أنّ سعر الواحدة منها يساوي ما يقارب نصف مليار دولار، وهي الاغلى على الاطلاق، حتى تهاوت سمعتها، وتساقطت بسبب الاخطاء التصنيعية، وافتقادها لأبسط تقانات التحليق والمناورة والتملّص، فقتل فيها أفضل وأمهر الطيارين، وتبيّن أنّها علميّاً وفي ميدان القتال الجديّ من أكثر الأجيال تخلّفا، فهي غير قادرة على الطيران والتحليق في الظروف المناخيّة القاسية على عكس الأجيال القديمة، بل القديمة جدّا، وهيكلها غير مناسب، وأنّ اختفاءها عن الرادارات ليس إلّا فكرةً تسويقيةً أجادتها شركات تسويق السلاح، وعند أولى اختباراتها العسكرية نجح صاروخ متخلف من أجيال سبعينيات القرن المنصرم جرى تطويره على أيدي حراس السماء من رجال الدفاع الجوي السوري، أن يصيبها في سماء لبنان، ويسهم إضافة الى الاخطاء التصنيعية في إقعادها عن الطيران ولم يكتمل الاحتفاء بها، فقد جثت في مدارج المطارات لإعادة الاصلاح وتسوية الاخطاء، وبهذا حكم عليها كالامبرطورية الامريكية الشائخة بالتراجع وإفساح السماء لسواها المنتجة في مصانع روسيا والصين والتي حققت مسافات كبيرة في السباق إلى الاجيال المتقدمة من سلاح الجو…
على الضفة الاخرى نجح السلاح الروسي، وجلّه تمت تصميماته وإنتاج نسخه الاولى في عهد الاتحاد السوفياتي ودولته الاشتراكية، نجح في كسب قصب السباق، فشكلت أجيال الـ “ميغ”، لا سيما ميغ 31، والـ سوخوي، ودرّتها سوخوي 34 والجيل الخامس من طراز سوخوي 57، وحققت تحوّلا في عالم الطيران، وبلغت الاسلحة الجو-فضائية لجهة مدى الطيران والسرعة والقدرة على المناورة والعمل في شتّى الظروف والتعامل مع أفضل أسلحة الدفاع الجوي والقيام بعمليات الاغارة والاشتباك وانتزعت شهرتها العالمية وبمقارنتها مع الـ اف 35 تصير اسطورة صناعة السلاح من الاجيال الجديدة، ومع سلاح الطيران والجو فضائي هيمنت أسلحة الدفاع الجوي الروسية على السوق في تجربتها السورية، وحازت على الاعجاب فأسهمت في إقعاد الـ اف 35 وأجيال أسلحة الدفاع الجوي الامريكي وأحالت الأساطيل الأمريكية والأوروبية وجيوشها المتقادمة إلى التقاعد…
روسيا عادت إلى شبابها مستفيدة من مرحلة الانهيار، ونجحت في استئناف التقدّم الهائل في علوم الفضاء وصناعة السلاح، وقدّمت نسخا جديدة من الصواريخ والغوّاصات الفرط صوتية، معلنةً نهاية شمس الامبراطورية الأمريكية، فعندما تشيخ الامبراطورية ويضربها الخرف، تتراجع قدراتها وإمكاناتها على الابتكار، والتفوّق في شتّى المجالات..
روسيا في سوريا أصبحت عملاقاً وسيّدة سوق السلاح وإنتاج أنواعه الجديدة وغير المسبوقة لتغيّر في قواعد وتشكيلات الجيوش والحروب..
امبراطورية تنزاح عنها الشمس، وأخريات تصعد من منصة سوريا وعمادها حلف المقاومة المتقدّم في انتصاراته المتراكمة…
إنّه زمن الشعوب والأمم…