عاصفة حزمٍ عالمية… هل تقتلع رأس محمد بن سلمان؟ أم تطيح بالمشيخة؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
ثلاثة أسابيع من المناورات، والتسريبات تخفي تحتها محاولاتٍ لتدوير الزوايا وإنتاج الصفقات، فالكلّ يبيع ويشتري، ترامب لا همّ له إلّا أن يأخذ آخر ما في ضرع “البقرة”، وهو مدركٌ، وبالأصل، سنّ سواطيره لذبحها، والآن ربما بعد تجربة تقطيع خاشقجي بالمنشار الكهربائي، قد يهتدي إلى طريقة أسرع وأسهل، والرجل ما انفكّ يقول على المنابر؛ ما يهمّنا أن تدفع المشيخة لتأمين فرص عمل وتشغيل مصانع الحرب…
المتابع لترامب وكيف تعامل مع المشكلة، يتثبّت بأنّه مضاربٌ، وسمسارٌ، فلكلّ تغريدة ثمن يقبضه أولاً ثم يغيّر ويتساوق مع الحملة، وهمّه ألّا يخسر انتخاباته النصفية، ولا يعنيه بقاء “محمد” أو أيّ من الأسرة في المشيخة التي حكمت على نفسها بالموت بفعلتها التقليدية، لكنها هذه المرة غير مسحوبة في زمانها ومكانها…
أردوغان، تاجرٌ، وصفه الرئيس الأسد بالأزعر، وبذلك، وبما مارسه من سياسات بهلوانية غير مبدأية، فلا يفترق كثيرا عن ترامب مع أزمة الخاشقجي، يناور، يسرّب، ويبتزّ ويفاوض ليرفع السعر…
الأسرة السعودية مرتبكة، فقد وقعت بشرّ أعمالها، وخطأ ولي عهدها الأرعن بمليون، وقد تبخرت كل وعوده التغييريّة والاصلاحيّة والتطبيعيّة مع “اسرائيل” ولم تفده بأمر، بل عمّقت أزمات شيخوخة الأسرة والمشيخة…
عاصفة حزم، نعم، بكلّ أبعادها، ومختلفة تماما عن عاصفة الحزم الفاشلة والعدوانية الظالمة التي شنّها محمد بن سلمان في بداية عهده ضدّ الشعب اليمنيّ الآمن والمفقر…
وعلى عكس ما هو سائدٌ ويجري ترويجه، وكأنّ أردوغان يمسك برقبة محمد بن سلمان، والجدير ذكره أنّه ليس الوحيد في امتلاك الأفلام والتسجيلات، فأمريكا تعرفها والمخابرات البريطانية، فما بالك بالروسية وبشبكة ويكيليكس التي لم يحسب لها أحد حساباً وهي كامنة حتى تتمّ الصفقات لتعلن تفاصيل عملية القتل والتقطيع والصفقات لتدين الجميع، فالتنصت أصبح قاعدة حياة وكلنا في عالم مسطّح تحت رقابة الاجهزة الأمنية حتى أقلّها، فمجموعات الهاكرز تعرف كلّ شيء، ولم تعد المؤتمرات الصحفية أو التسريبات سيدة الأمر وبيدها الحلّ والربط..
عاصفة الحزم العالمية، سببها أزمة أمريكا وصراعاتها الداخلية وانتخاباتها النصفية وهي التي أشعلت الحقل، والوسائط الاعلامية التي يعاديها ترامب الى الاجهزة والوكالات والحزب الديمقراطي والموالين للدولة العميقة في امريكا وبين حلفائها هم من أطلقوا الرصاصة الاولى إيذانا بهبوب العاصفة…
لم يطلقها اردوغان… ولم يشعلها الخاشقجي ومكانته وعلاقاته، ولا أمرت بها قيادة الاخوان المسلمين التي تترقب الصفقة وحصتها لتبيع دمه، إنما الظروف السياسية الامريكية والعالمية والحاجة لحدثٍ ولو عابرٍ ليطلق مفاعيل التغيير العاصف، فالزلزال يتوجّه بتوجّه الزمن، ولن يوقفه أحد ولن تفيد الصفقات …
بثقةٍ نقول: لابن سلمان ولمشيخته والمشيخات… أيّامكم العادية باتت معدودة وقد حلّ زمن الرحيل فاستعدوا…