من المستفيد من فتح معبر نصيب؟
حميدي العبدالله
من المستفيد من فتح معبر نصيب، سورية أم الأردن أم لبنان؟ هذا سؤال يجري تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي. مما لا شك فيه أنّ الأردن ولبنان يستفيدان من فتح معبر نصيب – جابر، ولكن المستفيد الأول والأساسي هو سورية.
سورية هي المستفيد الأول من فتح المعبر سياسياً إذ من المعروف أنّ إغلاق المعابر الحدودية كان هدفه إحكام الحصار سياسياً واقتصادياً على سورية، ومعروف أيضاً أنّ الدولة السورية كانت جاهزة لفتح معبر نصيب، ولكن الأردن هو الذي تلكأ إلى أن وافق أخيراً على فتح المعبر، كما من المعروف أنّ سورية جاهزة منذ بضعة أشهر لفتح المعابر مع العراق، ولا سيما معبر البوكمال القائم، ولكن الحكومة العراقية وبسبب الضغط الأميركي القوي الذي تتعرّض له لا تزال ترفض فتح معبر القائم – البوكمال.
من يقول إنّ فتح معبر نصيب ليس من مصلحة سورية كمن يريد أن تبقى حدود سورية مع الدول المجاورة مغلقة، ولا أعتقد أنّ أيّ دولة في العالم تستطيع أن تغلق حدودها مع كلّ دول العالم.
البعض يقول إنّ سورية تتضرّر اقتصادياً من فتح الحدود مع الأردن، علماً أنّ فتح معبر نصيب جابر، مثلما يقود إلى تصدير بضائع أردنية إلى سورية أيضاً يستقبل بضائع سورية مصدّرة إلى الأسواق الأردنية والأسواق الخليجية.
معروف أنّ سورية تستفيد بأشكال أخرى من فتح معبر نصيب – جابر من حركة الترانزيت والرسوم التي تتقاضاها الدولة السورية، إضافةً إلى شاحنات سورية تمتلكها مئات الأسر السورية سوف تزاول أعمالها وتحقق أرباحاً كبيرة، وكانت حركة هذه الشاحنات متوقفة بشكل كامل.
من أطرف الحجج التي تحدثت عن تضرّر سورية من فتح معبر نصيب – جابر الاستنتاج بأنّ ذلك سوف يقود إلى ارتفاع أسعار السلع السورية بسبب التصدير إلى الخارج، ومن شأن ذلك أن يرفع كلفة المعيشة في سورية، يتناسى هؤلاء أنّ سورية أيضاً تستورد من الأردن سلعاً أرخص، ولا سيما في بعض المواسم، وبالتالي فإنّ هذه السلع سوف تباع في الأسواق السورية بسعر أقلّ من سعر المواد المنتجة في سورية حتى قبل فتح معبر نصيب – جابر.
وعلى فرض أنّ التصدير يرفع أسعار بعض السلع المصدّرة في السوق المحلية، لكن ينعكس ذلك بانتعاش الدورة الاقتصادية، فإذا ما صدّرت سورية سلعاً زراعية وصناعية إلى الأسواق الخارجية، فإنّ ذلك سيقود إلى تعزيز سعر الليرة السورية والحصول على عملة صعبة إضافية، كما أنّ تصدير السلع المنتجة سوريّاً يدفع منتجي هذه السلع، سواء كانت زراعية أو صناعية، إلى التوسع بالإنتاج، وبالتالي خلق المزيد من فرص العمل، وكلّ ذلك سوف ينعكس إيجاباً على الميزان التجاري وميزان المدفوعات ويقود إلى تحسّن سعر الليرة السورية، وبالتالي يساعد على انخفاض الأسعار.
إذن فتح معبر نصيب، المستفيد الأساسي منه سياسياً واقتصادياً هي سورية قبل أيّ دولة أخرى.