Featuredالتحليل اليومي

الخاشقجي ضحية الانتخابات النصفية الأمريكية وآخرون كثر!

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

شهدت الولايات الأمريكية أقسى انتخاباتٍ نصفيّةٍ منذ زمنٍ طويل، وتقاطر الناخبون بكثافةٍ غير مسبوقة، وحسمت الصناديق الأمر: السيطرة على الشيوخ لترامب وحزبه وعلى النيابيّ للديمقراطيين …

انتهت اللحظات السياسيّة القاسية التي حوّلت قضيّة خاشقجي إلى قضية رأيٍ عام وإعلام واستقطبت كلّ هذا الاهتمام، فقد انحسر الظرف السياسيّ والإعلامي، وستتحوّل تباعاً إلى قضية في أرشيف الإعلام  وعلى حسب القول “اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب”…

فليس الخاشقجي وترامب وحدهم الخاسرون من النتيجة، أيضا ستخسر أسر مشيخات الخليج ونواطير النفط، ويخسر نتنياهو، وكذا كرد سوريا الذين ما زالوا يراهنون على أمريكا وعدوانها وغير قادرين على التعلّم من تجارب غيرهم، والحكمة تقول؛ من يتعلّم من الغير عبقريّ أمّا من يتعلم من تجربته فغبيّ وصفة الغباء عامّة عند كل من راهن ويراهن على أمريكا وعند كلّ من يعمل أجيراً عند نظامٍ ويخون أوطانه وشعبه وسوابق أمريكا غير الترامبية في التخلّي عن حلفائها وخدمها معروفة وأشهر من نارٍ على علم، ومع ترامب ستصير بصفاقةٍ غير معهودةٍ ايضا.

ومن الخاسرين أيضا كلّ من راهن على امتلاك أمريكا لقرارٍ هجوميّ قادر على النفاذ في العالم، ولا سيما في إقليم العرب..

ترامب أصبح مغلول اليد، وعنترياته وتغريداته لم تعد تلقى صدىً، ولا هو بات قادرا على أن يقود البيت الابيض على طريقة الكاوبوي والعمدة، ونتائج الانتخابات قررت أن أمريكا داخليا منقسمة عموديا ولم يعد لها خيار جامع، فلا امريكا اولا، ولا القومية الامريكية التي قال بها ترامب، ولا عظمة امريكا باتت تجمع الامريكيين بقدر ما تفرّقهم النزاعات والصراعات وتنخرهم الازمات،  والتوازن والتوافق على تجربتنا اللبنانية والعراقية وصفةٌ قاتلةٌ للدول والامم والشعوب، وهذا شأن تشكيل الحكومة اللبنانية والعراقية، وما تعانيه البلاد من غيابٍ للدول واجهزتها وفاعليتها، وبذلك يمكن الجزم أنّ ترامب أصبح بطّة عرجاء، والتوازنات والصراعات الداخلية ستلتهب لتشمل كلّ شيء، ومن كان يحلم بعودة امريكا قوية، متماسكه قادرة على ترميم قوتها والتوحد في سياساتها الخارجية “فليخيط بغير هالمسلة”. 

سنتان إضافيّتان دخلتهما أمريكا في حالة عطالة وتأزّمات وحروب داخلية، وتتصاعد الى حين دنوّ الانتخابات الرئاسية الجديدة .

أزمة أمريكا وارتكاباتها وانشغالها بأوضاعها الداخلية وعجزها عن أن تتوحد في سياسات همجية عدوانية وتعود الى بلطجتها ليست وليدة التوترات الامريكية الداخلية وتوازناتها بل هي ثمرةٌ للهزائم التي منيت بها في شرق العرب وفي حروب مديدة واتخذت في سورية صفة الحرب العالمية العظمى وستكون نتائجها عظمى وفي اول الادلة والنتائج ما تعيشه امريكا وانعكاسات ارتباكها وتوازناتها على كل حلفائها وادواتها في العالم والاقليم …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى