Featuredنخبة المقالات

قتل خاشقجي ونهاية حكم

د. ناجي امهز

هذا العالم تحكمه قوانين طبيعية او أقله تتفاعل طبيعيا، ومن هذه القوانين قانون نهاية دول او سقوط حكومات وانظمة، والأمثلة كثيرة وعديدة على إمبراطوريات سقطت على مر التاريخ بسبب خطأ واحد ترتكبه يكون كمثل القشة التي قصمت ظهر البعير.

ويبدأ الموضوع مع الذين اعتقدوا بأن ولي العهد السعودي كان غبيا عندما أرسل فريقا أمنيا سعوديا إلى تركيا ليقتل جمال خاشقجي ويقطعه أمام العالم كله.
متناسين بانه يعتمد كليا على حماية شيطانه الحارس ترامب.

لذلك كان الجميع ينتظر تهور وغلطة بن سلمان لمحاسبة ترامب الذي يقود العالم الى الانفجار.

واول من ينتظر هذه الأخطاء ويراقب حدوثها هو الحزب الديمقراطي الامريكي، كما ان النخب السياسية والثقافية والاعلامية بالعالم وخاصة بامريكا، اصبحت مدركة أن ترامب الطامح بفوزه بدورة رئاسة ثانية مع سعيه للسيطرة على غالبية مقاعد الكونغرس بواسطة المال السعودي، يقود العالم إلى كارثة او حرب عالمية ثالثة، مما يستوجب على النخب الحاكمة والقادرة ان تضع حدا لجنونه وسياسته التي تشكل خطرا وجوديا على دول العالم.

والحزب الديمقراطي الامريكي الذي هو العدو والخصم الأساسي للرئيس ترامب وحزبه الجمهوري يقر أنه بحال استمر الوضع على ما هو عليه فإن الحزب الجمهوري قد يمسك بزمام السلطة لـ 12 سنة قادمة مما يعني بأن العالم قادم على مرحلة مرعبة، علما ان الحزب الديمقراطي الامريكي رفض سابقا هذه السياسات ووقع الاتفاق النووي مع ايران وأعلن انسحابه من الشرق الأوسط وطالب عبر السيدة كلينتون من “اسرائيل” أثناء انعقاد مؤتمر ايباك بالبحث عن حلول وتفعيل عملية السلام والتحذير من الذهاب إلى حروب نتائجها كارثية على الوجود اليهودي بالعالم العربي، وان يضع حدا لجموح ترامب وحزبه.

أولا لقد اجتمعت وتقاطعت كافة العناصر الدولية التي هي ملزمة بمواجهة ترامب وعزله قبل ان يلجأ إلى عمل جنوني لا تحمد عقباه.
1- روسيا التي فرضت عليها عقوبات
2- أوروبا التي ألزمها بدفع الأموال مقابل حمايتها
3- الصين التي فرص عليها ضرائب مرتفعة مع ميزان التبادل التجاري.
4- كوريا الجنوبية التي حاول ابتزازها وبيعها منظومة دفاعية وإلزامها الدفع مقابل حمايتها من كوريا الشمالية التي يغازل زعيمها على حساب التحالف التاريخي بين امريكا وكوريا الجنوبية.
5- اليابان التي هددها بحال عدم الدفع فإنه غير قادر على منع التجارب العسكرية لكوريا الشمالية.
6- إيران التي انسحب من الاتفاق النووي الموقع معها وفرض عليها عقوبات ظالمة وجائرة دون وجه حق.
7- تركيا التي حاول قلب نظام الحكم فيها ومن ثم عمل على ضرب عملتها.
8- قطر التي قبل بعزلها وتخلى عن أي دور إيجابي تجاهها ويعمل على ابتزازها ماليا.
9- القضية الفلسطينية والتي يعمل على إنهائها بعد منح القدس للعدو الصهيوني.
10- الضغط على الهند والتي أعلنت ابتعادها عن أمريكا كي لا يتم استعبادها.
11- باكستان التي يتم العمل على ضرب اقتصادها لجعلها ملحقة بمن يدفع لها وتحويلها من دولة مستقلة إلى دول تبيع قدراتها العسكرية بطريقة المرتزقة.
12- أكبر قدرة اقتصادية وأعني بها أمراء بني سعود ورجال الأعمال في السعودية الذين تخلت عنهم واشنطن بقرار من ترامب ليعتقلهم محمد بن سلمان ويصادر أموالهم التي حصل ترامب على الجزء الأكبر منها.

ثانيا يجب عزل ترامب عن أموال السعودية مع العمل على إسقاط او تغيير طريقة الحكم بالسعودية لوقف ضخ هذه الكميات من الأموال التي تصب برصيد ترامب الشعبي.

ثالثا هناك توافق بين الجميع ان المال السعودي هو قوة ترامب، لانه على خلاف مع الصحافة الامريكية بسبب طريقة تعاطيه مع القضايا الدولية بأسلوب التجارة والمراهنة ولعب القمار وظهوره في الأمم المتحدة على أنه مجرد تافه لا يقيم وزنا للشرائع الدولية والقيم الانسانية التي هي مصدر شرعة الأمم المتحدة وخاصة أثناء دفاعه عن جرائم التحالف السعودي الإماراتي بحق الشعب اليمني وقتل الأطفال بدم بارد، والسماح لولي العهد بن سلمان باعتقال والقضاء على كل أصحاب الرأي في المملكة العربية السعودية، لذلك مع فقدان أموال الخليج ينتهي ترامب ومن معه على مزابل التاريخ او في السجون كمجرمين حرب.

وبالفعل تبين وفي أكثر من منعطف أن محمد بن سلمان متهور لا يحسب للأمور جيدا بل أنه شبيه سيده ترامب، لذلك بدا التعامل معه على انه خارج المشهد السياسي
1- هناك عدد كبير من أمراء آل سعود على عداوة مباشرة مع بن سلمان وعلى رأسهم أبناء واتباع الملك عبد الله بالإضافة إلى باقي الأمراء الذين عزلهم من مناصبهم وصادر أموالهم، وعذبهم واحتقرهم داخل سجونه وهؤلاء يملكون من المال والعلاقات ما يجعلهم يأخذون بالثأر منه إضافة ان العائلة المالكة تشعر بالخوف على نفسها بظل سياسة محمد بن سلمان مما قد يقلب العشائر والقبائل عليها ومن ثم الشعب الذي لن يرحمهم.
2- وبسبب العداوة الداخلية قام الكثير من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين بالعمل سرا مع أكثر من جهة دولية إما لإضعاف بن سلمان أو عزله وكان في مقدمة هذه القوى الاعلام الامريكي والغربي خاصة البريطاني، الذي دفع له مئات ملايين الدولارات ليبدأ بشن حملات مناهضة لترامب وبن سلمان لإضعاف الإثنين معا او ان يحاول ترامب ان ينجو بنفسه فيدفع بن سلمان الثمن.
3- قضية خاشقجي او الداعية عوض القرني وغيرهم كثيرون وضعهم الاعلام العالمي تحت المجهر بانتظار وفاة استهداف أحدهم حتى تبدأ المعركة التي لن تنتهي إلا وترامب خارج سباق الرئاسة ومحمد بن سلمان بالإقامة الجبرية وربما يحاكم أمام القضاء الامريكي.
4- ويعتقد الكثيرون بأنه بنهاية المطاف سيتم عزل بن سلمان ومحاكمته لأسباب عديدة:
أ- ان أزمة اليمن لن تغلق إلا برحيل بن سلمان ومعاقبته على جرائمه بحق الإنسانية.
ب- لن تقبل قطر بالعودة إلى مجلس التعاون الخليجي إلا بحال خروج بن سلمان.
ج- الكويت – أعربت عن انها غير مرتاحة لسلوك بن سلمان العدائي تجاهها وقد طلبت الحماية من الصين بعد ان أدركت بأن أمريكا لن تحميها من طمع بن سلمان.
د- سلطنة عمان ارسلت رسالة شديدة اللهجة إلى الإمارات والسعودية تحذرهما من الاقتراب من حدودهما او العبث بامنهما ولولا تدخل امريكا لوقعت حرب بين مكونات مجلس التعاون الخليجي.
ه – الأزمة مع لبنان حين اعتقل رئيس الحكومة اللبنانية
ز- الأزمة مع كندا
ح – الأزمة مع تركيا

وهذه الدول لم تكن قبل وصول بن سلمان بينها وبين السعودية اية خصومة او عداوة .
اليوم وقع بن سلمان بفخ قضية خاشقجي التي يتبناها العالم أجمع ليس كرامة خاشقجي بل من اجل الانتقام من محمد بن سلمان وترامب.
وهذه القضية ستبدأ إعلاميا حيث يقول الإعلام العالمي لترامب إما نحن او محمد بن سلمان، وهو ما وضع ترامب بحرب مباشرة مع الإعلام وحرية الرأي وبالتأكيد سيخرج منها ترامب مهزوم ومحمد بن سلمان محكوم بارتكابه جرائم حرب.

ثم تنسحب اقتصاديا حيث سيدب الذعر في قلوب كل الذين يتعاملون مع محمد بن سلمان بسبب أسلوبه الوحشي مع من يختلف مع بالرأي او التعامل وقد نجح الإعلام بتظهير بن سلمان أنه مجرم قاتل بأساليب وحشية منها نشر معارضيه بالمنشار.

ويأتي بعد ذلك العزلة، فاليوم لم يعد أحد قادرا على استقبال بن سلمان او الجلوس معه او حتى مهاتفته مما يعني انتهاء عهد بن سلمان الذي حول نفسه من مشروع ملك إلى مشروع عزرائيل بطريقة بربرية فاشية غاشمة .
* تركيا لن تساوم على ما حصل مع خاشقجي إلا بفك العزلة عن قطر ورحيل بن سلمان
* الأمراء ورجال الأعمال سيبذلون ما في وسعهم للانتقام من بن سلمان وحتى لو كلف الامر مليارات الدولارات.
* الإعلام سيقاتل إلى الرمق الأخير دفاعا عن وجوده.
* خصوم ترامب في امريكا لن يتنازلوا بسهولة عن هذه الفرصة السانحة لمحاسبته وإسقاطه في معادلة الرئاسة وضمان خروجه من السباق إليها.

* قطر ستقوم بعمل اعلامي كبير للانتقام من بن سلمان وهي تمتلك القدرة والمقومات.
* الإخوان المسلمون سوف ينتقمون من سلمان لأسباب كثيرة وفي أكثر من موقع جغرافي ودولي.
نعم جمال خاشقجي سقط وأسقط معه الهيكل الذي كان جزء اساسي في بنيان الحقبة الثالثة منه.

هوامش :
المقال نشر مع بداية الاعلان عن اختفاء جمال خاشقجي في القنصلية السعودية، 9/10/2018.

1 – 2/10/2018 الحكومة السعودية تنفي علمها بمقتل خاشقجي وتقول انه غادر القنصلية السعودية في تركيا .
2 _ 5/10/2018 هناك فيديو انتشر لرجل يخرج من القنصلية السعودية في تركيا مرتديا ثياب جمال خاشقجي
3 _ 20/10/2018 اعترفت السعودية بمقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها باسطنبول. التلفزيون السعودي نقل عن مصدر مسؤول أن خاشقجي مات بعد وقوع شجار واشتباك بالأيدي”مع عدد من الأشخاص قابلوه داخل القنصلية، وأكد النائب العام السعودي توقيف ثمانية عشر شخصاً على ذمة التحقيق في الحادث..
4 _ أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، فجر السبت، أوامر ملكية تضمنت إقالات وتوجيهات بإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات السعودي، وذلك بعد اعتراف المملكة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي.
5 _ مقاطعة مؤتمر دافوس السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى