Featuredالتحليل اليومي

كورنيت غزة يصفع الوجوه الصفراء، ويقرر أنّ فلسطين باليد إن رحل المتاجرون..

صادر: 13158/هـ

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

صاروخٌ واحدٌ تملك منه فصائل المقاومة في غزة الآلاف، وضع حدّاً لزمنٍ، ولحملاتٍ كلّفت الكثير، وأسقط أزمنةً، وكشف نظماً وعسفها، وأسراً ومحميّاتٍ ومشيخات، وأثبت أنّ الكيان الغاصب يعيش على مداد النظم ودعمها وإسنادها له بتبديدها الثروات والفتوّة والشباب ومحاولاتها تفكيك الأمّة وتدميرها لبقاء الكيان المرهون استمرار مشيخاتها ببقائه..

غزة هاشم: استمرّت وعادت موقعاً مفصليّاً مقرّراً في زمن العرب بشرقهم وشمالهم وجنوبهم وغربهم، فقد اختارها الله لتكون على هذه الشاكلة، وقرّر شعبها أنّها ستكون دائماً، دأبها ونموذجها الشام ومقاومتها الأبدية…

غزة أعيت “اسرائيل” منذ احتلتها، وقال نبيّها “بيريز” وصحبه إنه يعيش هاجسها ويحلم بأنّ البحر قد ابتلعها، ونجحت حينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيفارا غزة بأن جعلها عقدةً لا تستلم ولا تنام على احتلالٍ برغم قصور العرب وهزيمتهم  في 1967، وهي ذاتها أطلقت حماس وتحولت بها من اخوانية نشأت تحت عين الاحتلال وأجهزته لإضعاف فتح وابو عمار، الى قوة مقاومة صلبة على صلة رحم بالمقاومة الاسلامية في لبنان وبيتها الآمن دمشق، وقوة إسنادها طهران، ونجحت غزة في إسقاط اوسلو، وتهميش قواه واسياده، وفرضت نفسها بالمقاومة ومن ثم بالانتخابات قوة مقاومة صلبة في قلب حلف المقاومة لا تغادره، وإن خرجت منه حماس حيناً، كانت غزة تصحح المسارات وتعيد الامور الى نصابها..

غزة هزمت شارون أبو الاستيطان وفرضت عليه وهو أول من زرع أول حجر في مستوطناتها أن يقوم بنفسه بتفكيكها، وبالخروج من غزة في محاولة لاحتوائها واسقاطها بتسليمها لمن يغريه أن يصير زعيما على غزة وصاحب حكومة على حساب القضية الفلسطينية ووحدتها، واولوياتها المطلقة بموجب تحريرها كلها من البحر الى النهر..

وجاءت الانتخابات الفلسطينية بالمقاومة ورموزها، برقابة دولية وأقرّ الكلّ أنّها صحيحة مئة بالمئة، وفوّضتهم انطلاقاً من غزة والضفة بالادارة ومحاصرة ابو مازن وسلطته والتنسيق الأمني مع الكيان وخدمته…

حاول البعض في غزة غدرها، والاطاحة بتضحياتها وانتصاراتها وتسليمها للاخوان، وفوّض في حروب جرت عليها قطر وأردوغان بادارة التفاوض عنها وبذلك كانت محاولة بائسة لبيع غزة وشعبها وصمودها ونموذجها الصلب لتعويم من يقيم العلاقات الحميمة مع الكيان الصهيوني غير عارفٍ بطبائع غزة وبحرها وناسها، ولم يفلح…

أخطأت القيادات التي فوّضتها غزة لتقودها بصفتها رجالات في قلب حلف المقاومة ومعبرة عنها وعن روحها الوثابة، وعندما غيرت تلك القيادات وانتقلت من دمشق الى قطر واسطنبول، لم تستسلم غزة بل هي تعرف الصح من الخطأ وظلت على القتال والمقاومة، وتحت الضغط والفقر والحصار، لم تخطئ غزة الجهة والاتجاه فجمعت ما لها من أفئدة وارواح واجساد وذهبت باصرار وبصدور عارية الى الشريط الشائك تؤكد وجوب تحقيق حق العودة ردا على محاولات التفريط والمساومة والتصفية وقطعت الطريق على من رغب وسعى وفاوض وغيّر في دساتيره وعقيدته واساس وجوده، واسقطت مرة بعد مرة محاولات الهدنة والاعتراف بالكيان ووقف المقاومة ولو بالتظاهر..

اليوم غزة وصاروخها الكورنيت وصواريخها، والاهم من هذه وتلك شبابها ورجالها ونساؤها وشعبها تبصق في و جه الكيان وقادته وتسقط الاكثر تطرفا وعدوانية وتأخذ الكيان الى ازمته السياسية وانتخاباته المبكرة، وبصاروخ واحد اسقطت كل الاكاذيب والتهويل فلا صفقة قرن مع غزة وشعبها ولا ناتو عربي او ناتو عربي اسرائيلي..

غزة تأمركم يا من قدّمتم أنفسكم قادةً للشعب الفلسطيني أن أوقفوا التنسيق الفوري مع الكيان، وأن كفّوا عن الرهان على بيع فلسطين بمقابلة سلطة هنا او حقيبة اموال من هناك، او بيع للقضية على مذبح الالتزامات الحزبية او تاجير لها للتركي والقطري وسواه..

غزة قالت كلمتها وقررت ان الزمن للمقاومة والتحرير فاستعدوا لما هو أهمّ بكثير…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى