“الربيع العربي” يضرب في فرنسا…. فهل يجتاح أوروبا؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
اشتعلت فرنسا أمس بتظاهرات السترات الصفر، والسترة الصفراء في فرنسا اقتنائها شرط على كلّ سائق، والحراك جرى التحضير له بهدوءٍ ومنذ فترةٍ ليست بقصيرةٍ لرفض الضرائب وزيادتها على المحروقات ورفض إجراءات ماكرون ممثل روتشيلد في ادارة فرنسا وأوروبا…
400 جريح و18 بحالة الخطر و2034 موقعاً جرت فيها التحركات وشارك فيها أكثر من 300 ألف مواطن…
الأرقام دالّة، فـ”الربيع العربي” عندما بدأت نذره وانطلقت شراراته لم يكن على هذه الشدّة والاتساع في البداية، وأخذ وقتاً حتى صارت حصيلة يوم واحدٍ بهذا القدر من الاصابات والخسائر وحدّة التوترات والاشتباكات وتدخّل أجهزة الأمن والقمع….
فرنسا كانت بين الدول الأكثر نشاطاً في تحويل الظروف المتفجّرة العربية التي جرى تسميتها بـ”الربيع العربي”… وأجهزتها الأمنية وعدّتها للحروب الناعمة والتأثير بالعقول اشتغلت بكامل طاقاتها، بل ذهبت أكثر وأبعد عندما قادت مع إمارة قطر الغازية الافتراضية، وبتغطيةٍ من مشيخات النفط، الغزو على ليبيا، وما زالت مسؤولةً عن الدماء والفوضى والدمار الجاري..
ماكرون جاء رئيساً لفرنسا من خارج الصندوق والعملية السياسية التقليدية، فقد انتدبته قوى العولمة ولوبيات الرأسمال المالي، وفرض بقوتها كممثلٍ لروتشيلد في إدارة فرنسا وأوروبا ردّاً على وصول ترامب الى البيت الابيض وبمحاولةٍ لصدّه وكسر نموذجه ومنعه من اجتياح ممتلكات أمريكا ومستوطناتها في الاتحاد الاوروبي وغيره، على ذات طريقة إيصاله لمحمد بن سلمان ووالده في انقلاب القصر إلى إدارة مشيخة السعودية…
ماكرون كممثلٍ للبيوتات المعولمة والرأسمال الليبرالي المصرفيّ له وظيفةٌ واحدةٌ وهي تأمين مصالح من انتدبه سامياً لإدارة فرنسا والاتحاد الاوروبي، والشعب الفرنسي المغلوب على أمره بدأ يحصد نتائج سياساته اللبيرالية والمتفلّتة من عقالها…
بدأت شرارة ربيع أوروبا وكل الحقول جاهزة للاشتعال، فبريطانيا في أزمةٍ عميقةٍ جدّاً تهدّد استقرار حكومتها ووحدتها، واسبانيا لم ولن تشفى من الازمة الاقتصادية، وما زالت اليونان تئنّ من ضغوط وشروط الدائنين وتبحث عن ملاذاتٍ وشركاء تتقدّمهم الصين وروسيا، وتتصاعد في عموم أوروبا كما في أمريكا نزعات التطرف والراديكالية العنصرية وتشتد الازمات والانقسامات..
فرنسا كانت بين أسباب بلاء العرب منذ بداية القرن المنصرم، وقبل، عندما عبثت بسوريا ولبنان منذ عام 1860، وراهنت على الصراعات الثانوية، وتبنّت طوائف ونخباً وأقلياتٍ، وعبثت في مستقبل الأمّة وحقوقها بسايكس – بيكو، وأكملت مشوارها الاستعماري التآمري التدميري في ليبيا وسوريا، ولم تكفّ عن المحاولة في لبنان والأخريات.
وعد العرب وفصولهم وربيعهم أنه لن يظل أحدٌ ممن تآمر عليهم وقصدهم بالتخريب والتدمير إلّا أن يصاب بما أصابهم به…
فمنذ بداية المواجهات بلغت الاصابات العشرات والمئات والتخريب واسعٌ!…هل بدأت فرنسا مشوارها إلى ربيعها، وهل عدّتها وأزماتها جاهزة ليتحول ربيعها دمويا وعاصفا؟…
هل حان زمن أن يدفع الظالمون ثمن ظلمهم وأن يثأر التاريخ لنفسه ويعيد تصويب مساراته…