أردوغان وأحلامه التتريكية
يعمل رئيس النظام التركي رجب أردوغان بخطى حثيثة لتحقيق حلمه المستحيل مستخدماً كل المراوغات الممكنة لتنصيب نفسه «سلطاناً على المسلمين» انطلاقاً من ذاكرته التاريخية باستذكار «أمجاد» السلطنة العثمانية وجعل اسطنبول مركزاً للباب العالي.
أردوغان عدّل الدستور وحوّل النظام التركي إلى رئاسي خدمة لمطامعه السلطوية وغيّر الكثير من المواد التشريعية للتفرد بالسلطة وتهميش دور الجيش الذي يفترض أنه حامٍ للعلمانية في البلاد مستغلاً محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2015 ليتخلص من كل معارضيه.
أردوغان الطوراني سخر كل إمكانات تركيا المالية والعسكرية والسياسية خدمة للتنظيمات الإرهابية في سورية وقدم لها كل أنواع الدعم اللوجستي خاصة تلك التي تحمل توجهاً إخوانياً ولاسيما تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وعدة تنظيمات أخرى تنتمي إلى التوجه ذاته.
وطفت أطماع أردوغان الاستعمارية على السطح في إدلب والمناطق التي احتلها شمال سورية ولاسيما منبج وشرع ببناء أسس السيطرة والتحكم والتملك فأقام ما سماه «المدارس والجامعات التركية» في إدلب وأرسل مدرسين وأساتذة أتراكاً لإدارتها وهذا النهج يعتبر سياسة تتريك لجعل تلك المناطق موالية لتركيا وطبعها بطابع تركي في محاولة لسلخها عن الوطن الأم سورية في ظل وجود تنظيمات إرهابية محمية من الغرب همها الأول المال والقتل ونشر الفوضى.
وفي منبج كذلك الأمر بنى المدارس ورفع «الأعلام التركية» على كل الأبنية الرسمية وغير شاخصات الطرق وأطلق عليها أسماء تركية وباللغة التركية.
هذه السياسة الأردوغانية التتريكية الاستعمارية الطورانية في مناطق سيطرة الإرهابيين في إدلب تشي بمراوغة أردوغان وتنصله من تعهداته في سوتشي بخصوص ما سمي «اتفاق إدلب» بين الدول الضامنة وهذا يعني أن طريق الحل السلمي في إدلب بعيد المنال وأن نهاية الاتفاق وسقوطه في بركة الأطماع التركية محسومة ومحددة بفترة زمنية معينة لن يتم تجاوزها وأي حل لمشكلة هذه المنطقة المتمثلة بسيطرة الإرهاب عليها سيكتبه حتماً الجيش العربي السوري الذي أبقى على جهوزيته التامة على جميع محاور المحافظة استعداداً لساعة الصفر والحل الممكن هو توجيه الجيش العربي السوري ضربات قاصمة مركزة لمراكز التنظيمات الإرهابية في مناطق معينة مدروسة مسبقاً وبالتالي استسلام التنظيمات الإرهابية الأخرى كما حصل في الجنوب السوري أو أنها ستلاقي قدرها المحتوم.
بقلم… جمال ظريفة
صحيفة تشرين