نتنياهو بعد هزيمة غزة يحرث البحر!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
يوماً بعد آخر، تتكشّف حقائق الأمور في الصراع العربي الصهيوني، ومكانة النخب الحاكمة باسم العروبة والاسلام، وجهاتٌ وجماعاتٌ سياسيةٌ قامت وصعد دورها تحت مسمّى الحرص على فلسطين والعروبة.
قبل أسابيع، بخطوةٍ طائشةٍ لنتنياهو، انكشفت حقيقة الأسرة الحاكمة وسلطانها في سلطنة عُمان التي حاولت الدعاية وادّعاء العجز وتزيين المواقف الرمادية، فجاءت زيارة نتنياهو لصديقه القديم ولصديق الكيان الصهيوني كاشفةً لحقائق طالما جرى التستّر عليها لإعطاء السلطنة دوراً في تطويع بعض العرب والمسلمين وتطمينهم بتفويضٍ من أعدائهم، وانكشف دورالسلطنة التي حاولت تقليد دور تركيا وقطر مع سوريا…
وقبل أيامٍ كشف ترامب المستور، وأعلن أن لا مكان لـ”اسرائيل” ولم يكن لأمريكا أيّ دورٍ في العرب والمسلمين لولا الأسرة السعودية، وأنّ بن سلمان حليف “اسرائيل” الحامي والحارس لها ولبقائها…
وغداً أو بعده، سيقوم نتنياهو بزياراتٍ استعراضيّةٍ إلى بعض العواصم ليعلن علاقاتٍ دبلوماسيةً مع البحرين، والسودان…
هكذا، فنتنياهو وترامب تحت ضغط أزماتهم واستنفاذ فرصهم، يلوذون بكشف المستور من أدوار ووظائف سببية بين نظم ونخب المستعربين والكيان الصهيوني، والمؤامرات الأمريكية على العرب وعالمهم…
ماذا يحصد نتنياهو من زياراته والإعلانات عنها، ولماذا الآن؟ إنّها الحال في غزة، وقدرة الصمود الاسطورية، وما حقّقته المقاومة من قدراتٍ أمنيّةٍ وعسكريّةٍ أفشلت كلّ الجهود لترقيد غزة على جراحها وانتزاع حقّ لاجئيها من العودة وتبديد القضية الفلسطينية…
وعلى ذات النهج بالأمس، زار الكيان الصهيوني رئيس التشاد، وقامت الدنيا الإعلامية ولم تقعد واعتبرتها اختراقات صهيونية لأفريقيا…
في حقيقة الأمر، إنّ كلّ ما هو جارٍ ليس إلّا عراضاتٍ إعلاميةً للتصوير ولتأمين حملة ترهيبٍ وتخويفٍ للمقاومين وشعبهم، ولمحاولة تكريس واقع التطبيع والتعامل معه على أنّه أصبح أمراً ناجزاً، وخسارة فلسطين أمراً محقّقاً..
بينما المعطيات تقول إنّ التحالف بين “اسرائيل” وأمريكا وأسر مشيخات الخليج عتيقٌ منذ التأسيس، ودلائل ذلك أكثر من أن تُحصى، وكلّ تاريخ بني سعود وتدخلاتهم تدلّ على أنّهم كانوا أخطر من الكيان وقد استجلبوا البريطانيّ ثم الأمريكيّ لبناء القواعد ولحمايتهم…
والسودان المحكوم من الاخوان المسلمين، ستعني زيارة نتنياهو إعلان ما كان مستوراً من علاقاتٍ سببيةٍ بين الاخوان بصفتهم مولّد الارهاب المتوحّش وبين المخابرات البريطانية ثم الأمريكية في خدمة الكيان الصهيوني.
أمّا تبادل الزيارات مع مسؤولي أفريقيا، فالأمر تقليديّ، وقد اخترقت “اسرائيل” أفريقيا وعبثت بها منذ وقّع السادات اتفاق كامب ديفيد، وبعده وقّع عرفات أوسلو، والكلّ يتحجّج بتعزيز العلاقات مع الكيان وإشهارها بما فعله الفلسطينيون أنفسهم وما يفعله أبو مازن، والقول سائدٌ: ما دام ربّ البيت بالطبل قارعاً فما على أهل البيت إلّا الرقص!، فالمسؤول عن تشريع التطبيع هو أبو مازن ومن خان من قيادات فلسطين..
الإكثار من الزيارات والإشهارات لا تغيّر في واقع الحال وفي موازين القوى، ولن تفتت من عضد شعب غزة ومقاومتها ولا تغيّر في التوازنات الراسخة بمعادلاتٍ استراتيجيةٍ مع حلف المقاومة، فقد سبق رئيس التشاد ورؤساء وأمراء في التطبيع مصر “السادات” بوزنها..
يومها كانت صفقات قرن، وحصل خرقٌ فاضحٌ ومحاولة إخلالٍ بالتوازنات، أمّا اليوم، فالكلمة الفصل لصواريخ الكورنيت والطائرات الورقية وللصدور العارية التي تسقط صفقة القرن والتطبيع ومحاولات إنشاء “ناتوات” هي ليست إلّا بوالين هواءٍ فارغة…