واشنطن أعلم بحاجات إسرائيل العسكرية من “إسرائيل” نفسها!
عبد الله محمد
ويستمد قرار إنتقاء الطائرات الحربية الأفضل بالنسبة لإسرائيل أهميته من الاستخدامات المحتملة للطائرة، وقد اشتدّ هذا النقاش على إثر تزايد القلق الإسرائيلي من الإنتشار الإيراني في سوريا وإستعادة الجيش السوري مناطق واسعة من الجماعات المسلحة و فشل المساعي الاسرائيلي لفك التحالف الثلاثي الممتد من طهران إلى دمشق فحزب الله في لبنان.
قبل أشهر قليلة، نشرنا في “الميادين نت” تقريراً حول توجه إسرائيلي لطلب أعداد إضافية من المقاتلة “أف 15” المحدثة على حساب شحنات إضافية من “أف 35” التي كانت حتى الأمس القريب محور دعاية التفوق الإسرائيلي جواً.
و رغم كل التبريرات التقنية والعملياتية التي قدمها أنصار “أف 15” في سلاح الجو الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، فإن المصالح المالية الأميركية هي العامل المؤثر على هذه الصفقة بحسب ما تؤشر المعطيات، إذ أن شكوى الجيش الإسرائيلي من التقليصات في الميزانية بالمقارنة مع التهديدات المحيطة بالبيئة الاستراتيجية لتل أبيب شكلت العامود الفقري في الحملة التي قادها ضباط كبار في هيئة الأركان وسلاح الجو لطلب “أف 15” على حساب “أف 35″، ما يعني عملياً أن الزبون الإسرائيلي بصدد دفع أموال أقل من البائع الأميركي!.
هذا التباين في المصالح بات مسألة علنية تحظى بجدل واسع في تل أبيب، بعد أن أبدى المسؤولون في البنتاغون “إمتعاضهم” من إحتمال أن يؤدي الطلب الإسرائيلي على “أف 15” إلى التخلي عن عملية شراء “أف 35″، وهو أمر اضطر معه وزير الدفاع المستقيل أفيغدور ليبرمان إلى إرسال برقية إلى واشنطن، في 14 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، يؤكد فيها أن الجيش الإسرائيلي لا يزال مصمماً على شراء ثلاثة أسراب من طائرة “أف 35″، يضم كل سرب منها 25 طائرة.
محاولة إيجاد التوازن بين رغبة واشنطن ومصالحها المالية و حاجات إسرائيل العملانية أدت إلى إعادة فتح النقاش حول قرار شراء المزيد من مقاتلات “أف 15″، علماً أن النسخة التي اشترطت تل أبيب الحصول عليها من هذه الطائرة معدلّة ومحدثّة عن نسخة مماثلة قيد التصنيع اشترتها السعودية، في حين طلبت قطر نسخة ثالثة بلوحة استخدام أكبر حجماً تتولى تصنيعها شركة “إلبت” الإسرائيلية للصناعات العسكرية بناءاً لشروط وزارة الدفاع الأميركية المسؤولة عن إنتاج المقاتلة عبر شركات الطيران الأميركية العملاقة.
ويستمد قرار إنتقاء الطائرات الحربية الأفضل بالنسبة لإسرائيل أهميته من الاستخدامات المحتملة للطائرة، وقد اشتدّ هذا النقاش على إثر تزايد القلق الإسرائيلي من الإنتشار الإيراني في سوريا وإستعادة الجيش السوري مناطق واسعة من الجماعات المسلحة وفشل المساعي الاسرائيلي لفك التحالف الثلاثي الممتد من طهران إلى دمشق فحزب الله في لبنان.
ولا يقتصر النقاش على نوع الطائرات الحربية الأفضل على عامل السرعة في التسليم، إذ أن التدرب على طائرات “أف 35” يحتاج إلى وقت أفضل فضلاً عن أن صيانتها أكثر كلفة، عدا عن أن “أف 15” تتمتع بمرونة أكبر لناحية نوع ووزن حمولة القنابل القادرة على استيعابها.